Latest articles
December 22, 2024
December 22, 2024
December 22, 2024
قصر برقع
تحتضن البادية الشمالية الكثير من القلاع والقصور التاريخية، التي تشير وتؤرخ لوجود الانسان في تلك المنطقة منذ أقدم العصور التاريخية، من تلك الآثار قصر برقع الذي يقع على بعد حوالي عشرين كيلومترا الى الشمال الغربي من الرويشد، هذا القصر الرائع والمعلم الاثري المهم ضمن منظومة الارث التاريخي الوطني للقصور الصحراوية في البادية الاردنية
أنشئ على امتداد وادي “مقاط” والى الجانب الشرقي من غدير «برقع» الذي شكل عامل جذب واستقطاب للانسان ومنذ العصر الحجري القديم، بحيث يعتبر هذا الغدير حاضنة تعاقبت عليه الحضارات البشرية عبر التاريخ.
و من بعيد لن يبدُ للناظرين أن هذه الصحراء الشاسعة تداري بين شعابها ووديانها ذلك القصر الاثري القديم المعروف «بقصر برقع» الذي مازال احد ابراجه العالية صامدا بالرغم من تهدم بقية الاركان العلوية من القصر
ولقد قام الرومان الذين شيدوا هذا القصر كما تشير النقوش الموجودة بأنشاء سد يبعد خمسين متراً الى الشمال من القصر لا تزال اطلالة (السد) تظهر للعيأن عندما تنحسر المياه في فترات الجفاف.
الوصف المعماري للقصر
يتكون القصر من بناء مستطيل داخلي بني من حجارة مهذبة بنيت من الحجر البازلتي الاسود كانت قد اقتلعت من مقلعين يقعان الى الجنوب الشرقي من موقع القصر في بعد لا يتجاوز عشرين مترا، وهي مقالع اخذت شكل نصف الدائري، وتبلغ مساحة القصر المتكامل 1295متر مربع.
ويتألف القصر الذي شيد على سد برقع من الجهة الشرقية ويضم مرافق مختلفة وسكنا للجنود من بناء عال ضخم مكون من 3 طوابق، وكانت المياه تنقل الى القصر بطريقة مثلى تضاهي التقنية الهندسية الحديثة في طرق نقل المياه حيث تم تزويد القصر بالمياه الباردة والساخنة من خلال قنوات ري حجرية وفخارية تصل الى جميع الحجرات والمرافق
وتم تقسيم القصر من الداخل إلى غرف صغيرة، كما بني على طرفه الجنوبي الشرقي برج للمراقبة يزيد ارتفاعه على ثمانية أمتار تقريباً، ويعتقد أن وضع البرج في هذه الجهة، لأن الاتجاه المقابل هو عبارة عن وعر والخطر منه سيكون بالتالي قليلاً.
ويطابق النسق المعماري المتبع في بناء قصر برقع الأسلوب الهندسي المعماري المتبع في بقية القلاع والقصور الاثرية الموجودة في منطقة البادية الشمالية بالذات مثل : قلعة الازرق ومدينة أم الجمال الاثرية وقلعة دير الكهف وقصر الأصيخم الذي استخدم فيها أيضا نفس نوع الحجارة البازلتية السوداء من الحجارة البركانية .
سبب التسمية
وقد تم تجديد القصر على قواعد جديدة بعد الدمار الذي لحق به بسبب الزلزال الذي ضرب المنطقة عام 551م في العصر الاموي، كما قاموا بإعادة بنائه وإضافة سور خارجي آخر يقع إلى الغرب من القصر، إضافة الى مداخل الغرف الشمالية والتي يعتقد أنها بنيت في عهد الوليد بن عبدالملك عندما كان لا يزال اميراً، ويعتقد بأن الامويين استخدموا هذا القصر لأغراض التنزه والصيد، وتذكر المصادر التاريخية أن سبب تسميتة القصر بـ ” قصر برقع ” يعود للأمويين الذين استخدموا الصقور المدربة في صيدهم، اذ كانوا يظللون عيون صقورهم بالبراقع المصنوعة من الجلد ومفردها برقع ، حيث شكل الغدير وبسبب توفر المياه لفترات طويلة فيه، المكان المناسب للعديد من الطرائد والفرائس والطيور.
تاريخ إنشاء القصر
وأظهرت بعض الدراسات ومن خلال المسح الأثري على أن بناء القصر قد تم خلال الفترة الرومانية المتأخرة، كغيره من القصور والحصون التي بنيت بغرض مراقبة الطرق التجارية التي تمر عبر الصحراء الأردنية حيث كانت هذه الحصون العسكرية وقصورها ذات صفة عسكرية و يقطنها الجنود الرومان لحماية طرق القوافل التجارية من اعتداءات قطاع الطرق كما أكدت دراسات اخرى أن العرب الغساسنة هم أول من بنى هذا القصر ووضعوا عليه برجاً للدفاع والمراقبة وذلك خلال الفترة الممتدة بين القرنين الثالث والرابع الميلاديين.
كما أعيد استخدامه في الفترة البيزنطية لنفس الأغراض العسكرية واستخدم لمراقبة تحركات وتوسعات الساسانيين الفرس في المنطقة الشرقية وأعيد استخدامه أيضا في العصر الأموي حيث اتبع الأمويون أسلوب بناء القصور في البادية الأردنية الشرقية لإقامة علاقات طيبة مع القبائل البدوية الأردنية آنذاك ، كما استمر استخدام القصر أيضا في الفترة المملوكية لنفس الأغراض السابقة .
المراجع
- القصور والمساجد الأموية في الاردن، فتحي محمد فلاح الدرادكة، عمان ،1998.
- القصور الأموية في المملكة الأردنية الهاشمية ، دراسة معمارية، وائل منير الرشدان، جامعة الملك سعود، 2009 .
- القصور الأموية ، تأليف محمود العابدي، مطابع الشركة الصناعية، 1958 .
- الموقع الالكتروني لصحيفة الرأي
- الموقع الالكتروني لصحيفة الغد
- وكالة الأنباء الأردنية ” بترا “
- المجموعة الصورية الحديثة من موقع geoview.info