Latest articles
November 16, 2024
November 16, 2024
November 16, 2024
قلعة الأزرق
مقدمة تاريخية
قلعة الأزرق هي إحدى القلاع التاريخية في الأردن تقع في وسط واحة الأزرق على بعد مائة كيلو متر شرق عمّان، وقد شيّدت القلعة أساساً لتكون حصناً لأجدادنا الأنباط ومن ثم الرومان، ثم أعاد المماليك بناءها مرة أخرى في القرن الثالث عشر للميلاد، وتشير عدد من المصادر التاريخية إلى أن اليونانيين والرومان هم أول من أنشأ هذه القلعة بحجمها الحالي، وتدل الكتابات المنقوشة على الحجارة الموجودة في داخل القلعة أن القلعة أنشئت لصالح الإمبراطور ” ديوكليتيان ” والإمبراطور ” مكسميان ” بين عامي 285 م و 305 م، كما وجدت كتابات ٌ أخرى تحمل اسم الإمبراطور ” جوفيان ” تعود إلى سنة 363م، والذي قام بترميم القلعة وزاد في بنائها و استخدمها و أعاد بناءها، و عمل على إصلاحها وترميمها.
ومن المحتمل وجود قلعة سابقة لهذه الفترة حيث عثر في المنطقة على حجرين من حجارة الأميال الرومانية المؤرخة الى نهاية القرن الثاني الميلادي كذلك وجد حديثا داخل القلعة نقش يرد فيه اسم (دازيانس) الذي ربما يكون الاسم الذي عرف به الازرق في العصر الروماني .
كما قام البيزنطيون والأمويون بإعادة بناء القلعة وإنشاء مجموعة ٍ من الجدران والسدود فيها في عهد الوليد الثاني بن عبد الملك. إضافة إلى الأيوبيين والمماليك والعشائر الأردنية لاحقا.
وكانت واحة الازرق التي بنيت في وسطها القلعة نقطة التقاء في العصور القديمة للعديد من الطرق التجارية على الأرض الأردنية والقادمة من السعودية والعراق وسوريا وتعود اهميتها الى عاملين رئيسين اولهما موقعها الاستراتيجي عند بوابة وادي السرحان الذي كان دوما ومنذ أقدم العصور ممرا حيويا للقوافل التجارية القادمة إلى الأردن من سوريا والعراق في طريقها الى الجزيرة العربية، وثانيهما توفر المياه العذبة في البرك التي تغذيها الينابيع على مدار السنة وتشير الادوات الصوانية التي عثر عليها في عدة مواقع الى أنّ واحة الازرق كانت قد سكنت في العصر الحجري القديم قبل عشرات الالاف من السنين .
لكنّ الموقع الحيوي والهام للازرق جعل من الضروري حماية الطرق والمنافذ المؤدية اليها بواسطة مجموعة من الابراج والحصون التي شيدت في نقاط استراتيجية كحصن اصخيم وقصر العويند بالاضافة الى قلعة الأزرق نفسها .
قلعة الأزرق و الثورة العربية الكبرى
وفي معارك الثورة العربية الكبرى احتضنت الأرض الأردنية عددا كبيرا من مراكز القيادات العسكرية للثورة العربية الكبرى التي خططت من خلالها العشائر الأردنية أحفاد القوات المقاتلة لمجموعة كبيرة من المعارك العسكرية المفصلية في الثورة العربية الكبرى بقيادة الهاشميين موحدي الأردنيين، أصحاب الاستراتيجية العسكرية، والرؤية النهضوية، وذلك في الفترة من الاول من تموز عام ١٩١٧م وحتى نهاية شهر ايلول ١٩١٨م.
وحينها كانت الأزرق اخر مراكز القيادة لقوات العشائر الأردنية فوق الأرض الاردنية ، حيث اتخذ منها الشريف علي الحارثي، قاعدة للعمليات العسكرية بالثورة والتي قام بتنفيذها فرسان عشائر بني صخر و السرحان على وجه التحديد ، وعندما وصلها الأمير فيصل بن الحسين كقائد للجيش الشمالي، قام بشن هجومه النهائي على العثمانيين من هذه القلعة، وبعد تحقيق الهدف السامي من تطهير الأرض الأردنية من العثمانيين وحلفائهم من ألمان ونمساويين؛ هبّت العشائر الأردنية لتحرير أشقائهم العرب حيث وضعوا الخطة النهائية للتقدم شمالا نحو دمشق وتحريرها ، و تكاملت قوات العشائر الأردنية فى الازرق وقلعتها حيث اختيرت كمركز قيادة بذكاء و ذلك لبعدها عن تواجد العثمانيين وكمنطقة خلفية آمنة وهى الطريق الأقصر الى دمشق عبر خط الصحراء. ووصلت اليها القوات من كل الأنحاء بسهولة ويسر، وحققت قلعة الازرق الاهداف العسكرية الرئيسية في ميدان الحرب ، فكان تواجد قوات العشائر الأردنية فيها قد افاد في اغلاق المنطقة الداخلية امام تحرك القوات العثمانية و قدّم الحماية للجبهة الجنوبية الممتدة من الازرق الى درعا وحتى بحيرة طبريا.
وصف القلعة
لعل أهم ما يلفت النظر في قلعة الأزرق من الناحية المعمارية الطريقة التي سقفت بها الغرف والقاعات بواسطة كتل متعادلة من الحجارة البازلتية والتي تتركز على الجدران الجانبية وعقد متوسط أو أكثر حسب الغرفة المراد تغطيتها.
في وصف القلعة فهي بناؤ ٌضخمٌ مستطيل الشكل تتراوح أبعاده بين 72مترا و 80 مترا، بنيت القلعة من الحجارة البركانية النارية البازلتية السوداء، وتتألف من ثلاث طوابق ما زال منها طابقين ظاهرين للعيان، وتحتوي القلعة على عدة أبراج، وعدة مداخل، ومسجد، وغرف، وبئرٌ للماء وساحــة كبيرة، وسجـن ٌ، وإسطبـلات، وأدراج، ونوافــد، وطاقــات ٍ، وممرات ٌ، وأقواسٌ، وأبواب حجرية هذه الأبواب تزن بين 1 طن و 2 طن، ويقع الأول في المدخل الرئيسي ويقع الثاني في المدخل الغربي من القلعة.
ومن الممكن لهذه القلعة التي يعود تاريخها الى القرن الثالث الميلادي ونظرا لقيمتها في الإرث الحضاري و الإنساني الأردني، أن تعود لتتصدر المواقع التي يقصدها السياح و الخارطة السياحية عموما، في حال تم إعادة الاهتمام بها و تسليط الضوء عليها و الترويج لها من قبل الجهات المعنية وخصوصا لقربها من مسطحات واحة الازرق المائية الشهيرة، والتي تقع على بعد 80 كلم شرق الزرقاء.
المراجع :
1. أبحاث ارث الأردن في مسارات و معارك الثورة العربية الكبرى على الأرض الأردنية / ارث الاستقلال .
2. الموقع الالكتروني لصحيفة الغد الأردنية .