Latest articles
November 21, 2024
November 21, 2024
November 21, 2024
- مقدمة:
منذ انطلاقة مؤسسة إرث الأردن كمؤسسة وطنية تعنى بالبحث في الإرث الوطني وتوثيقه وتسويقه للجمهور بطرق تفاعلية لكسر النمطية المعتادة في عرض التاريخ وتقديمه، التزم قسم الأبحاث في البحث والتوثيق لصياغة الرواية التاريخية الوطنية الأردنية التي بقيت غير مكتملة لسنين طويلة ولأسباب عديدة، وبعد البحث وتغطية الفترات والحقب الزمنية الحديثة نسبياً مقارنة مع عمر الدولة الوطنية، برزت الحاجة للبحث في الفترات الزمنية الأقدم، وصولاً لتغطية فترات ما قبل التاريخ، والتي لم تأخذ نصيبها الكافي في المكتبة العربية، وحتى الغربية لفترات طويلة، نظراً لاختلاف الدوافع الخاصة للمؤرخين والمستشرقين الذين بحثوا في تاريخ المنطقة منذ العصور الوسطى حيث كانت الدوافع الدينية (التبشيرية) والاستعمارية لاحقاً هي الدافع الأكبر لرحلات المسوحات الكشفية وبذلك فهي تعنى بمرحلة متقدمة من التاريخ البشري في هذه المنطقة.
وبذلك بقيت الرواية التاريخية غير مكتملة ومشوهة ومرتبطة في كثير من الأحيان بالسلطة التي تدير الأمور في كل فترة من الفترات الزمنية، وبالتالي فقد ضلت تلك المحاولات تعنى بالدرجة الاولى بدعم البحوث التي تصب في مجال ترسيخ شرعيتها وتوثيق انجازاتها وتمرير مشاريعها وهو ما قد يتعارض أحياناً مع الواقع ومع المصلحة الوطنية الحالية، ومثال ذلك بعض الدراسات والمنشورات التي تمت خلال فترة الانتداب البريطاني والتي لا يمكن قراءتها في سياق منفصل عن الأوضاع السياسية التي كانت تمر بها المنطقة آنذاك والمصالح والمشاريع التي كان ومازال يتم التخطيط والتحضير لها، مع التأكيد هنا أن الموضوع لا يخلو من بعض الدراسات والأبحاث الموضوعية هنا وهناك والتي قام بها أساتذة وأكاديميون وباحثون نستند لما أنجزوه مشكورين ونحاول إعادة قراءته وتحليله وتقديمه من زوايا جديدة في هذه السلسلة البحثية الجديدة، التي تهدف إلى البحث في عصور ما قبل التاريخ للحصول على خط زمني مكتمل، يساهم في الحصول على رؤيا أكثر وضوحاً وشمولاً وعمقاً، لتطور المجتمع الأردني وبالتالي الحصول على فهم أوسع وتغطية أشمل لكافة مراحل الوجود الانساني غير المنقطع على الأرض الأردنية والتي تصل لأكثر من مليون ونصف عام.
- تشكل الأردن جيولوجياً:
تستقر الأردن على قاعدة مركبة من العصور الجيولوجية القديمة، وتظهر في المناطق الجنوبية صخور بركانية متحولة من الدرع العربي النوبي المتكون قبل أكثر من 600 مليون سنة، تتراكم فوق ذلك الصخور الرملية والصلصالية الرخوة والتي يعود عمر تشكلها الى ما بين 570 – 280 مليون سنة مضت، ذات الأصول البحرية والقارية بسمك يصل إلى 1800 متراً. وخلال الفترة الميسوزية ( الحياة المتوسطة ) والعصر الترياسي المتأخر (224 مليون سنة)، حدث التداخل والمد البحري على المناطق الشمالية والغربية من البلاد.وفي نهاية العصر الترياسي (190 مليون سنة) انحسر البحر وتعرضت المنطقة بأكملها للإنجرافات والتعرية، وعاد البحر للاندفاع ليغمر المنطقة لاحقاً في عدة مناسبات تاركاً طبقات من الرسوبيات البحرية التي غمرت الأودية الجافة في وادي الأردن ونهر الزرقاء، والأحواض المائية على طول وادي عربة ووادي الأردن وحوضي الجفر والأزرق ووادي السرحان، وفي خلال المرحلة السينوزية (65 مليون سنة) تشكلت كذلك بحيرات من الماء العذي ومثلها من البحيرات التي تحتوي رواسب وصخور ملحية كثيفة، وعلى الأرجح فإن البحر المتوسط قد اتصل مع البحر الأحمر عبر خليج العقبة ووادي عربة وغور الأردن عابراً منخفض بيسان.
وتتشكل منطقة الشرق الاوسط من التقاء ثلاثة صفائح تكتونية (الإفريقية، العربية والصفيحة الأوروآسيوية-الأناضولية الثانوية)، حيث تتصادم هذه الصفائح مشكلة التراكيب التكتونية للمنطقة بما في ذلك تكون صفيحة سيناء- فلسطين الثانوية. ونتيجة لهذا الوضع التكتوني فإن منطقة شرق المتوسط تأثرت بالعديد من الزلازل المدمرة خلال الألفي سنة الماضية والتي خلفت خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات. الإهتزاز الزلزالي كان السبب الرئيسي لهذه الخسائر ومن المتوقع أن يتكرر ذلك مستقبلا. وعليه فإن المخاطر الزلزالية ستبقى التهديد الحقيقي لهذه المنطقة مستقبلا. إن النشاط الزلزالي لمنطقة شرق المتوسط بشكل رئيسي يرتبط بحركة الصفيحة العربية باتجاه الشمال، ونظراً لتميز المنطقة بانتشار واسع للمواقع الأثرية، ساهم ذلك في العثور على أدلة تؤكد حدوث اهتزازات عنيفة يمكن ملاحظتها على معظم المباني والآثار القديمة في المنطقة. وتشير الوثائق التاريخية إلى حدوث أكثر من 300 زلزال في حوض البحر الميت منذ العام 2150 ق.م.، عشرة من هذه الزلازل كانت من النوع المدمّر حسب كتالوج الزلازل الأردني.
- العصور القديمة – عصور ما قبل التاريخ:
تعتبر مرحلة عصور ما قبل التاريخ بأنها أطول المراحل الزمنية التي عاشها الإنسان في حياته وبدأت مع بداية صناعة الانسان للأدوات الحجرية واستخدامها، وانتهت مع اكتشافه الكتابة كوسيلة للتعبير عن نفسه (أي حوالي 2.000.000 سنة مضت إلى حوالي قبل 3200 سنة منذ الآن)، ويتضمن تاريخ الأردن في عصور ما قبل التاريخ: العصر الحجري السفلي، والعصر الحجري القديم والفترات الكبارية والكبارية الهندسية والنطوفية، والعصر الحجري الحديث، والعصر الحجري النحاسي، والعصر البرونزي.
وقد قام الباحثون في العصور القديمة والحجرية بدراسة البقايا النباتية والحيوانية المتحجرة التي يعثر عليها داخل الصخور الرسوبية، للتعرف على كيفية ظهور وتطور مختلف أشكال الحياة في العصور القديمة، واستطاعوا بفضل هذه الدراسات والأبحاث من تحديد سلم زمني لتطور الحياة على الأرض من خلال تقسيمها لسلم زمني يوضح الأزمنة الجيولوجية، ومنها:
- الزمن الجيولوجي القديم (Palaeozoic) : ويعود لحوالي 500 مليون سنة
- الزمن الجيولوجي الوسيط (Mezozoic): ويعود لحوالي 200 مليون سنة
- الزمن الجيولوجي الحديث (Ceonzoi1c): قبل حوالي 65 مليون سنة
وما يهمنا من كل هذه الأزمنة، هي المرحلة الأخيرة من الزمن الجيولوجي الحديث والتي تعرف بحقبة الزمن الجيولوجي الرابع أو الرباعي Quaternary والتي ترجع لحوالي 3 ملايين سنة من الآن، وتكمن أهميتها في اعتقاد العلماء بأن بداية ظهور الانسان تمت خلال هذه الحقبة، وتنقسم هذه الأخيرة إلى فترتين:
- البلايستوسين: وهي الفترة التي امتازت بعدد من العصور الجليدية التي تخللتها بعض الفترات الدافئة، وكانت شاهدة على تطور وانتشار الأجناس البشرية القديمة وصولاً إلى الإنسان الحديث قبل حوالي 150,000 سنة.
- الهولوسين: وهي الفترة الدافئة التي نعيش فيها حالياً وبدأت بعد نهاية فترة البلايستوسين بالعصر الجليدي الأخير قبل حوالي 12,000 سنة، والتي شهدت تغيرات مناخية كبيرة.
- العصر الحجري القديم السفلي – الفترة الألدونية:
هي الفترة التي بدأت منذ أكثر من ثلاثة مليون سنة واستمرت إلى 1.8 مليون سنة، وهي فترة استغرقت فترة طويلة من الزمن وصلت إلى أكثر من مليون سنة وانتهت مع الفترة الجليدية الثالثة المعروفة باسم (جليد رس). وخلال هذة الفترة الزمنية كان الإنسان ينمي قدراته اليدوية كصانع للآلات الحجرية البدائية اللازمة لحياته اليومية خصوصاً تلك التي تتطلبها ظروف صيد الحيوانات الصغيرة وتهشيم عظامها وسلخ جلودها وكذلك تلك التي يمكن استخدمها لاقتلاع جذور الأشجار والثمار. وقد تشابهت خصائص هذه الآلات في معظم بقاع العالم القديم وسار التطور فيها ببطء شديد. واتسمت هذه الفترة بظهور الإنسان الماهر (الهومو الماهر) الذي يعتبر نوعاً ذكياً من أنواع (homohabilis) وسُمي هذا الانسان الأول بالماهر لأنه استخدم الحجارة الصماء في كسر ما يحتاجه بدلا من استخدام يديه فقط مثل باقي أنواع الحيوانات. ولم تكتشف أي أثار لأي حضارة ذكية في تلك الحقبة.
- بدايات ظهور البشر الأوائل في الأردن:
وتعود بدايات الظهور الإنساني للبشر الأوائل في الأردن لفترة البلايستوسين منذ أكثر من 1.5 مليون، وتعتبر من المناطق الأولى التي استقر فيها الإنسان الأول استناداً إلى الأدوات الصوّانية التي عثر عليها في مناطق الأزرق ووادي الحسا وسهل الحمّة وأبو هابيل وغيرها، فهذا الإنسان وجد حيث توافرت وسائل الحياة من مأكل ومشرب، واستمر تواجد الجماعات البشرية في الأردن مستفيدة من المناخ الدافئ نسبياً على خط حفرة الانهدام والتي تعتبر الأغوار الأردنيّة جزءاً منها، حيث كانت المنطقة من أهم نقاط الاستقرار والالتقاء والانتقال بين قارات العالم القديم: أفريقيا وآسيا وأوروبا، والتي تركت خلفها آلاف المواقع من عصور قبل التاريخ، ولحسن الحظ يتمتع الأردن بميزة تجعله يزخر بثروة هائلة من البقايا الأثرية التي تعود لمختلف فترات العصور القديمة، وذلك لكون البقايا التي تعود لفترة “البلايستوسين” لم يتم دفنها تحت ترسبات فترة ” الهولوسين”، وتتركز معظم المواقع الأثرية التي تعود لتلك العصور حول البيئات التي كانت تشكّل بحيرات قديمة تعرف بالـ “السهوب العشبية / أو السفانة”، مثل المرتفعات الغربية الممتدة من الشمال وصولاً للجنوب، إضافة للهضاب الصحراوية الجنوبية وحوض الأزرق، وهو ما يغطي معظم المناطق والأقاليم الأردنية، وتشير الدلائل أن هذه المناطق كانت تحفل بالنباتات والحيوانات المشابهة لتلك الموجودة في شرق افريقيا.
- أنماط السلوك الانساني خلال العصور القديمة:
عاش البشر الأوائل ضمن مجتمعات متفاوته اعتمدت على الارتحال بحثاً عن الغذاء ومصادر حجارة الصوان التي كانت وسيلتها للبقاء على قيد الحياة من خلال استخدامها للقيام بالصيد والحياة اليومية وهو السبب في وصفهم من قبل المؤرخين بالـ “الصيادين/الجناة”، واستقرت هذه المجتمعات في الكهوف والأماكن المكشوفة على حد سواء، ووفقاً للمؤرخ لويس بنفورد يمكن تصنيف السلوك الذي اتبعته هذه المجتمعات إلى نظامين:
- نظام الطوافين: وهو نظام مارسته مجموعات صغيرة العدد، ودائمة التنقل بحثاً عن الموارد، ولا تقوم هذه الجماعات بتخزين الطعام، بل تجمعه من يوم إلى يوم، وقد يتم تكليف بعض الأفراد بمهمة الصيد في مواقع خارج مخيم الإقامة الأساسي وبعيداً عنه، تعرف بالمخيم المؤقت الذي كان يستخدم لغايات الصيد، وعادة ما كانت هذه المجموعات تقوم بصيد حيوان كبير وتجفيفه ونقله لمخيم اقامتهم الدائم، تاركين خلفهم بعض الأدوات الحجرية في كلا الموقعين.
- نظام الجامعين: كان هذا النظام مطبّقا من المجموعات البشرية الأكبر عدداً، وهي مجتمعات أقرب للاستقرار بفضل اتباعهم استراتيجيات منظمة للحصول على الغذاء وتخزينه، ولجأوا للتخزين بسبب تفاوت الموارد وصعوبة الحصول عليها من فصل لآخر، واستخدم هؤلاء الجامعون ثلاثة أنواع من المواقع: أ. المخيم وهو مركز عمل مؤقت للمجموعة المكلفة بمهمة ما، ب. والمحطة التي تستخدم كموقع لمراقبة تحرك الطرائد أو المجموعات البشرية الأخرى، أما ج. المخبأ فهو أحد عناصر استراتيجية التموينات التي حصلت عليها المجموعات الصغيرة، بهدف نقلها نحو المجموعات الكبيرة، وفي حالات معينة تجمع المجموعة بين وظائف ونشاطات هذه المواقع في موقع واحد. فكلما زاد عدد الأنواع العامة الممكنة لوظائف موقع معين، كلما زاد عدد التوافيق الممكنة. بناء على هذا النموذج، فإن الجامعين يُعتبرون أكثر تنظيما، من الناحية التموينية، من الطوافين، وتعكس تنقلاتهم تمايزاً أكبر في النشاط وتخصصاً أكبر في المهام.
- الأحوال البيئية السائدة في الأردن خلال فترات ما قبل التاريخ:
لقد لعبت البيئة السائدة والمحيطة بالإنسان الأول الدور الكبير في أماكن وجوده واختياره لأماكن استقراره وإقامة قراه الأولى، ولفهم هذه البيئة لا بد من النظر للدراسات الجيومورفولوجية والجغرافية التي تم ويستمر القيام بها، فقد لاحظ القائمون والمعنيون بشؤون الآثار في الأردن أهمية دراسة البيئة لفهم المخلفات الأثرية ولهذه الغاية عقد “مؤتمر آثار وتاريخ الأردن الثاني” بالعاصمة الأردنية عمان عام 1983 وبهدف دراسة البيئة في العصور المختلفة للأردن، والتي تشير الدراسات والأبحاث المتعلقة بها أن المنطقة مرت بعدة مراحل مناخية متغيرة قبل أن تستقر في مناخها الحالي، حيث شهد التغير المناخي سابقاً على الأرض الاردنية تفاوتاً وتبدلاً ما بين المناخ البارد والرطب، ثم المناخ الجاف تلاه المناخ الرطب مع موجات جافة يتراوح طول الموجة الواحدة منها ما بين 2000-3000 سنة، فيما كانت المرحلة المناخية الأخيرة قد بدأت منذ حوالي 11-5 الاف سنة من الآن وما زالت مستمرة حالياً وتمثل الطقس الحالي.
ويقسم الأردن جغرافياً إلى ثلاث مناطق رئيسية، الأغوار الأردنية ووادي عربة، والسلاسل الجبلية، ثم تأتي الصحراء الأردنية النبطية، وعلى الرغم من هذا التقسيم الطولي إلا أن هناك تفاوتات واختلافات بيئية واضحة ما بين جنوب وشمال كل من هذه المناطق، لكن من خلال أخذ مقطع عرضي من الغرب حيث المرتفعات الجبلية التي تزيد على 1000 متر فتكون الكميات مرتفعة، وتأخذ هذه الكمية بالهبوط والتناقص مع التوجه شرقاً عند ارتفاع 600 متر، ويلاحظ انخفاض معدلات الهبوط المطري كلما اتجهنا شرقاً حتى تصبح قليلة جداً في المناطق الصحراوية.
وتمتد منطقة الأغوار ما بين بحيرة طبرية شمالاً والبحر الميت جنوباً، لحوالي مسافة 105 كم طولاً فيما يتفاوت عرضها من 3-5 كم شمالاً ويتسع حتى يصل حوالي 18 كم شمال البحر الميت ويجري في هذه المسافة نهر الأردن الذي يمتاز بكثرة تعاريجه وسرعة انحداره وتغير مجراه المستمر مما جعله غير صالحٍ للملاحة وتنخفض كامل المنطقة تحت مستوى سطح البحر وتجري في هذه المنطقة بعض الأنهار والأودية الموسمية التي تزود الأغوار ونهر الأردن بالمياه وأهمها نهري الزرقاء واليرموك وأودية العرب وزقلاب والجرم واليابس وكفرنجة وشعيب والنعيمة وحسبان، وتشير الدلائل أن منطقة الأغوار بأكملها بما في ذلك البحر الميت كانت مغطاة ببحيرة أطلق عليها اسم بحيرة اللسان lake lisan من زمن البلايستوسين، وسادت المنطقة لفترات طويلة غابات البلوط وغطاء واسع من النباتات العشبية، فقد تم التعرف في الأجزاء الشمالية من غور الأردن على بقايا حيوانية لأيائل وفرس النهر والأبقار والطيور والأسماك والأصداف التي كانت تمثل الغذاء الرئيسي للإنسان في تلك المنطقة، بالإضافة لتوفر الغطاء الواسع من النباتات العشبية التي تعتبر المصدر الغذائي للحيوانات الأخرى التي وجدت في تلك الفترة مثل الفيلة ووحيد القرن والأيائل، كما تشير الدلائل والترسبات البحرية والنهرية كذلك إلى أن منطقة وادي الحسا الحالية كانت مغطاة لفترات طويلة ببحيرة عاش الإنسان على ضفافها التي بلغ ارتفاعها (عمقها) حوالي 815م واستطاع الباحثون أن يميزوا ثلاث شواطئ لهذه البحيرة.
- الخاتمة:
قدمنا في هذا البحث لبنة الأساس في مجموعتنا البحثية الجديدة المتعلقة ببناء رواية وطنية أردنية وخط زمني يوضح أبرز التحولات التي مر بها الأردن منذ بداية تشكله جيولوجياً، وظهور الانسان الأول على أرضه وتطور أشكال التفاعل وانماط السلوك الانساني بين المجموعات السكانية، وكيف تأثرت هذه الأنماط بالأحوال البيئية السائدة، وسنتعرف أكثر في بحثنا القادم على التغيرات الجغرافية والمناخية التي شهدها العصر الحجري القديم بمراحله الثلاث: الأدنى والأوسط والأعلى، واستمرار التواجد البشري المسجل على الأرض الأردنية وسيطرة الإنسان منتصب القامة ومن ثم ظهور انسان نياندرثال ونشاطاته السنوية وتحركاته الموسمية داخل المنطقة والأدوات التي قام بتطويرها حتى ظهور الإنسان الحديث وتعايشهما معاً، بالإضافة إلى ازدهار قرى الصيادين.
Al-Nahar, Maysoon & Clark, Geoffrey A., 2009, “The Lower Paleolithic in Jordan”, Jordan Journal for History and Archaeology 3/2, p. 173-215.
Binford, Lewis R., 1980, “Willow Smoke and Dog’s Tails: Hunter-Gatherer Settlement Systems and Archeological site Formation”, American Antiquity 45/1, p. 4-20.
Shott, Michael, 1990, “Stone Tools and Economies: Great lakes Paleoindian Examples”, in Tankersley K. & Isaac B. (eds.), Early Paleoindian Economies of Eastern North America, (Research in Economic Anthropology Supplement 5), Greenwich (Conn.): JAI Press, p. 3-43.
Markaz al-Jughrāfī al-Urdunī. (1984). National atlas of Jordan. Amman, Jordan: Jordan National Geographic Centre.