Latest articles
November 14, 2024
November 14, 2024
November 14, 2024
مقدّمة
نشأ سليمان الموسى في بدايات عهد الإمارة الأردنية حينما كانت في البلاد مدرسة ثانوية كاملة هي مدرسة السلط. و استهوته الكتابة التاريخية ثم ما لبث أن خاض غمارها معتمداً على لغته العربية السليمة و على اتقانه للغة الإنكليزية وسعة إطلاعه على الكتب و المجلات التي أكسبته ثقافة متينة. وألف في تاريخ الأردن المعاصر ما لم يؤلف مؤرخ أردني قبله مثله. واختص بتاريخ الثورة العربية الكبير و بسير قادتها فأجاد و أبدع. و تكونت لديه مع الزمن والممارسة خبرة في استنطاق الوثائق التاريخية، و دراية في نقد الروايات و كشف ميول أصحابها واتجاهاتهم، وسبر أغوار العديد من القادة و السياسيين وصناع القرارات. فاق سليمان بحدسه ودرايته و ذكائه كثيرين ممن درسوا التاريخ وحصلوا على الشهادات الجامعية فيه. و غدا مؤرخ الأردن الأسبق بلا منازع، مثلما أصبحت مؤلفاته مراجع ومصادر لدراسة تاريخ الأردن لا يستغني عنها باحث أو دارس.
و المرحوم سليمان الموسى أديب ذو قلم رشيق، جرّب كتابة القصة، و أجاد في الترجمة من الإنكليزية إلى العربية، وكتب بالإنكليزية وأتيحت له فرص الرحلة و التجوال في العالم و في البلاد العربية فاتسعت دائرة معارفه، و خلّف عدداً وفيراً من الأصدقاء حيثما رحل واستقر، و له فضل لا ينسى و يحظى بذكرى طيبة لدى كل من عرفه وخبره وعاصره.[1]
مولده و نشأته
وُلد سليمان موسى سليمان الموسى في شهر أيلول سنة 1919م في قرية الرفيد/ إربد في أسرة ريفية متوسطة الحال، والده موسى سليمان الموسى الذي توفي عنه و هو صغير و أمه فرحة الناصر ، تلقى علومه الأولى في كُتّاب القرية ومدرستها، ثم التحق بمدرسة الحصن وتخرج فيها في مطلع الثلاثينيات، وتابع تعليمه في مرحلة لاحقة فحصل على شهادة الدبلوم في اللغة الإنجليزية من بريطانيا بالمراسلة.
عمله و خطوات التأريخ الوطني
عمل في بداية حياته المهنية مدرّساً في مدرسة الطائفة المسيحية (الكاثوليك) بالرفيد لمدة سنتين ، ثم سافر إلى فلسطين في منتصف الثلاثينيات، حيث عمل في حيفا ويافا و تحول هناك من كتابة القصة القصيرة و الرواية إلى كتابة السيرة التاريخ فألف كتاب الحسين بن علي والثورة العربية الكبرى ولو أنه احتاج إلى ثمانية عشر عاماً حتى رأى النور في طبعته الاولى عام 1957م ، ثم عاد إلى الأردن في مطلع الأربعينيات ليعمل في شركة بترول العراق بالمفرق، تزوج سنة 1943م من السيدة جورجيت نصير، وأنجب منها أربعة أبناء وبنتين، و ساهم مع بعض الشبان في تأسيس وإنشاء “نادي المفرق الصحراوي” خلال مكوثه في المفرق .
ثم عمل في الإذاعة الأردنية؛ معدّاً للبرامج ومذيعاً (1957) في إذاعة عمّان في جبل الحسين ، ثم انتقل سنة 1958 إلى دائرة المطبوعات والنشر ليشرف على مجلة “رسالة الأردن” حيث رأسَ تحريرها حتى سنة 1962. وفي عام 1959م كتب في 720 صفحة كتاب (تاريخ الأردن في القرن العشرين) بالإشتراك مع منيب الماضي، نجا عام 1960 من الاغتيال خلال عملية تفجير مبنى رئاسة الوزراء الذي أودى بحياة رئيس الوزراء هزاع المجالي حيث كان في نفس المبنى حينها.
و في عام 1962م أصدر كتابه (لورنس: وجهة نظر عربية)، الذي تمكن من خلاله تفنيد إدعاءات لورنس بقيادة الثورة العربية الكبرى، و شمل هذا الكتاب وثائق عربية ومطالعات ميدانية فريدة ، وتمت ترجمته لاحقاً إلى ثلاث لغات، الإنجليزية، الفرنسية، واليابانية ، و في عام 1966 سافر لمدة أربعة شهور إلى لندن للإطلاع على الوثائق البريطانية بمنحة من المجلس الثقافي البريطاني ، ثم انتقل للعمل في وزارة الثقافة بعد تأسيسها وظل فيها حتى تقاعُده سنة 1984، وفي أثناء ذلك تولى رئاسة التحرير في مجلة “أفكار” (1966/1967).
ما بعد التقاعد
عمل بعد تقاعده – حيث رغب بالتقاعد حتى لا يشغله منصب عن الكتابة – مستشاراً ثقافياً لأمين العاصمة (1984–1988) و في هذه الفترة كتب كتاب (عمّان عاصمة الأردن) ، وأشرف في أثناء ذلك على تنظيم محتويات صرح الشهيد، ومتحف عمّان السياسي ، وقام بكتابة مذكراته في كتابين، الأول تحت عنوان (ثمانون: رحلة الأيام والأعوام)، والثاني (خطوات على الطريق: سيرة قلم – تجربة كاتب) .
كان سليمان الموسى قد قابل جلالة الملك بتاريخ 30 آب 2007 ، و قام جلالة الملك حينها بشكر سليمان الموسى و نجله الذي حذا حذوه عصام سليمان الموسى على جهودهم العلمية القيّمة في حفظ التاريخ الاردني ، كما قلد الملك سليمان الموسى وسام الحسين للعطاء المميز لدوره .
توفِّي يوم 8/6/2008 في عمّان عن عمر يناهز التاسعة و الثمانين عاماً ، ودُفن فيها. وقد أطلقت أمانة عمّان الكبرى اسمه سنة 2009 على مكتبة مركز الحسين الثقافي التي أصبح اسمها: “مكتبة سليمان الموسى المتخصصة بتاريخ الأردن”.
وأقامت له وزارة الثقافة بتاريخ 11/8/2008م، حفل تأبين كبير في المركز الثقافي الملكي في العاصمة عمّان أطلقت فيها كتابين ؛ إحداهما مذكراته الشخصية بعنوان (ثمانون: رحلة الأيام و الأعوام) و كتاب (سليمان الموسى : أيامك لن تنسى) للدكتور بكر خازر المجالي .
قالوا في حضرة الموسى :
- ” لقد حافظ سليمان الموسى على جزء كبير من ذاكرة الوطن..وصحح الكثير من المغالطات التاريخية..وحاجج بقوة الحقيقة… فاستحق أن يكون “عميدا للمؤرخين”..وذاكرة الأردن الحية “
- وزيرة الثقافة السيدة نانسي باكير، من المقدمة التي كتبتها بعنوان (فارس لم ولن يترجل) لكتاب سليمان الموسى: أيامك لن تنسى شهادات ومقالات، تحرير د. بكر خازر المجالي، إصدار خاص في تأبين المرحوم المؤرخ سليمان الموسى، وزارة الثقافة، عمان، 2008
- ” لولا جهوده الاستثنائية لضاع جزء كبير من تاريخنا… “
- أ. عبدالله ابو رمان، الرأي، 10/6/2008
- ” رجل استثنائي اختصر بجهوده عمل مؤسسة بحالها… “
- د. هند غسان أبو الشعر، ملحق الدستور الثقافي، 20/6/2008.
- ” يكفيك فخرا يا سليمان ان العديد من الأردنيين والأردنيات تربوا وعشقوا هذا الوطن من خلال الحروف التي سطرتها “
- د. ايفون محمد عودة أبو تايه، موقع عمون الالكتروني، 15/6/2008.
5. ” المؤسس الحقيقي للكتابة التاريخية حول الأردن وهو أول من حول الوثائق والسجلات الرسمية دفتر تاريخ… “.
- د. باسم الطويسي، الغد، 14/6/2008.
- ” شيخ المؤرخين… سخره القدر ليشير إلى عظمة المرحلة وزخم أحداثها “
- أ. نصوح المجالي، الرأي، 12/6/2008.
- ” هذا الرجل مؤسسة ومكتبة اجتمعتا في شخص واحد… “
- د. سمير مطاوع
- ” كنت أنت يا مؤرخ الأردن أول الملبين للنداء برسالتك التي أعتز بها والتي أجبتني فيها راثياً بغداد دار السلام وتعلن تبرعك بما أنت قادرا عليه لتساهم في إعمار مكتباتها… “
- د. محمد جاسم المشهداني، الأمين العام لاتحاد المؤرخين العرب.
- ” ما تركه لنا… مكتبة متكاملة في تاريخ الأردن والثورة العربية الكبرى… “
- د. محمد ناجي عمايرة، الرأي، 17/6/2008.
- ” ترك أثرا عميقا محفورا في ذاكرة من عرفوه، أعني من عرفوه شخصياً، وعاشروه، ومن قرأوا له، ومن سمعوا عنه بموضوعية واهتمام “
- د. أحمد ماضي
- ” والحقيقة ان الأجيال اللاحقة من المؤرخين الأردنيين تتلمذوا وتعرفوا على تاريخ الأردن من خلال كتاباته، لا بل أن معرفة معظم السياسيين والمثقفين عن تاريخ الأردن بدأت به وعن طريقه، ولاسيما من خلال الجزء الأول من مؤلفه الكبير تاريخ الأردن في القرن العشرين الذي صدر عام 1959… “
- أ. هاني الحوراني
الجوائز التي حاز عليها سليمان الموسى :
- درع تكريمي من المؤتمر الأول لتاريخ الأردنّ و آثاره – 1980
- درع تكريمي من المؤتمر العالمي عن تاريخ الملك عبد العزيز – جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض 1985.
- وسام الحسين بن علي – وسام الاستقلال من الدرجة الثانية – 1988.
- جائزة عبدالله بن الحسين لبحوث الحضارة الإسلامية – فازفيها في دورتها الأولى في تشرين الثاني، 1988- في مسابقة تنافسية أعلنها المجمع الملكي لبحوث الحضارة الاسلامية- على كتابه (امارة شرقي الأردن: نشأتها وتطورها في ربع قرن: 1921-1946). .
- هدية تكريمية مقدمة من مؤسسة عبد الحميد شومان و هي عبارة عن مجسم المسجد الأقصى المبارك – حزيران 1989.
- درع تكريمي مقذم من جامعة عمّان تقديراً لجهود سليمان الموسى في مجال القصة القصيرة في الأردن – 1990.
- درع تكريمي مقدم من نادي الفيحاء الرياضي الثقافي الاجتماعي – أيلول، 1993.
- درع تكريمي مقدم من مدرسة القرطبي الثانوية للبنين – الزرقاء الأولى – تشرين الثاني، 1995.
- درع تكريمي مقدم من ديوان اهالي – بلدته التي ولد فيها- بلدة الرفيد، بني كنانة تموز، 1996.
- درع تكريمي مقدم من الخدمات الطبية الملكية – كانون الأول، 1996.
- درع تكريمي مقدم من مركز الأردنّ الجديد للدراسات،– عمّان تموز، 2000 – وذلك اعترافاً بدورهِ الكبير في التأسيس لكتابة تاريخ الأردنّ السياسي و تقديراً لعطائه المتواصل في الدراسات الأردنية.
- وسام الحسين بن علي – وسام الاستقلال من الدرجة الأولى – حزيران، 2002.
- درع تكريمي مقدم من رابطة الكتّاب الأردنيين – كانون الثاني، 2006.
- وسام الحسين للعطاء المميز – آيار، 2007.
- درع مقدم من أمانة عمّان الكبرى.
- درع مقدم من وزارة الثقافة.
- درع مقدم من القناة العربية الأردنية.
- درع مقدم من مجلس امناء مركز التوثيق الملكي الأردنيّ الهاشميّ تقديراً لمساهماته الجليلة و المهمة و المتميزة في رفد أعمال مركز التوثيق الهاشميّ.
- درع مقدم من جريدة الدستور- حزيران 2008.
- وسام المؤرخ العربي من اتحاد المؤرخين العرب.
أعماله الأدبية:
- “وجوه وملامح.. صور شخصية لبعض رجال السياسة والقلم” (ج1)، أدب السيرة، وزارة الثقافة، عمّان، 1980. ط2، دار ورد الأردنية، عمّان، 2011 (ضمت هذه الطبعة الجزء الثاني من الكتاب).
- “ذلك المجهول” قصص، رابطة الكتّاب الأردنيين، عمّان، 1982. ط2، دار ورد الأردنية، عمّان، 2011 (ضمت هذه الطبعة أيضاً كتابَه الزوجة المثالية وقصص أخرى).
- “في سبيل الحرية: قصة الثورة العربية الكبرى”، قصة تاريخية، وزارة الشباب، عمّان، 1981. ط2، الناشر نفسه، 1982.
- “الزوجة المثالية” قصص (ترجمة من الإنجليزية)، دار النسر، عمّان، 1991 (ضمت هذه الطبعة أيضاً كتابَه ذلك المجهول).
- “وجوه وملامح.. صور شخصية لبعض رجال السياسة والقلم” (ج2)، أدب السيرة، وزارة الثقافة، عمّان، 1994 (ضمت هذه الطبعة الجزء الأول من الكتاب).
- “مشاهد وذكريات” أدب الرحلات، المؤسسة الصحفية الأردنية (الرأي)، عمّان، 1996.
- “أوراق من دفتر الأيام: ذكريات الرعيل الأول”، 2000.
- “ثمانون: رحلة الأيام والأعوام”، سيرة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2002. ط2، وزارة الثقافة، عمّان، 2008.
- “الوجه الآخر: كتّاب ومؤرخون في كل واد يهيمون”، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2002. ط2، دار ورد الأردنية، عمّان، 2011.
- “خطوات على الطريق: سيرة قلَم”، سيرة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2003.
- كما ترك مخطوطة في السيرة بعنوان “من بيدر الحياة”، ومخطوطة تشتمل على ترجمته روايةَ “جيرمنال” لـ إمِيل زولا من الإنجليزية (أنجزها سنة 1955) .
وكتب في موضوعات أخرى:
- “الحسين بن علي والثورة العربية الكبرى”، دار النشر والتوزيع، عمّان، 1957. ط2، المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية (مؤسسة آل البيت)، عمّان، 1992.
- “تاريخ الأردن في القرن العشرين” (ج1، بالاشتراك مع منيب الماضي)، عمّان، 1959. ط2، مكتبة المحتسب، عمّان، 1991. (ج2)، الناشر نفسه، 1996.
- “لورنس والعرب: وجهة نظر عربية”، عمّان، 1962. ط 2، وزارة الثقافة، عمّان، 1992. ط3، دار ورد الأردنية، 2010. (تُرجم إلى اللغات: الإنجليزية، والفرنسية، واليابانية).
- “إمارة شرقي الأردن: نشأتها وتطورها في ربع قرن 1921-1946″، وزارة الثقافة، عمّان، 1990. ط2، الناشر نفسه، 2009.
- “تاريخ الأردن السياسي المعاصر: 1967-1995″،وزارة الثقافة، عمّان، 1998. ط2، الناشر نفسه، 2011.
- الثورة العربية الكبرى – وثائق وأسانيد، دائرة الثقافة والفنون – عمان 1966م.
- صور من البطولة، المطبعة الهاشمية – عمان 1968م.
- الحركة العربية ( 1908- 1924)، الطبعة الأولى – دار النهار للنشر – بيروت1970م .
- تأسيس الإمارة الأردنية ( 1921- 1925 )، عمان 1971م ، مكتبة المحتسب عمان 1989م .
- المراسلات التاريخية – وثائق الثورة العربية الكبرى: المجلد الأول – عمان 1973م.
- مذكرات الأمير زيد – الحرب في الأردن ( 1917- 1918)، الطبعة الأولى ، مركز الكتب الاردني . عمان 1976م.
- صفحات مطوية – المفاوضات بين الشريف حسين وبريطانيا (1920-1924)، عمان 1977م.
- غربيون في بلاد العرب، دائرة الثقافة والفنون – عمان 1969م.
- أيام لا تنسى – الأردن في حرب 1948م، الطبعة الأولى – عمان 1984م؛ والطبعة الثانية – عمان 1997م؛ والطبعة الثالثة – الديوان الملكي الهاشمي 2008م.
- أعلام من الأردن ( هزاع المجالي، سليمان النابلسي، وصفــي التل )، الجزء الأول – عمان 1986م.
- أعلام من الأردن ( توفيق أبو الهدى، سعيد المفتي )، الجزء الثاني – المؤسسة الصحفية الأردنية – عمان 1993م.
- الثورة العربية الكبرى – الحرب في الحجاز ( 1916 – 1918م ) – حصار المدينة المنورة، الطبعة الأولى – عمان 1989م.
- تاريخ الأردن السياسي المعاصر 1967ـ 1995م، لجنة تاريخ الأردن، مؤسسة آل البيت – عمان 1998م.
- كما ترك مخطوطة بعنوان “حركات الضبّاط في الأردن: 1957-1956”.
المراجع :
- من الرعيل الاول سليمان الموسى .. أول من أرخ للأردن ، د. محمد العناقرة . جريدة الدستور 8 اب 2008
- أردنيون في ذاكرة الزمن سيرة المؤرخ والباحث /سليمان الموسى , رابعة الشناق . جراسا نيوز 22 اب 2013
- الموسى ، سليمان 2011 . مذكرات الأمير زيد – الحرب في الاردن 1917-1918 ، صفحة 23-36 . الطبعة الثالثة ، عمان : دار ورد .
- جلالة الملك يستقبل المؤرخ سليمان الموسى ، عمان – 30 اب 2007 ، الموقع الرسمي لجلالة الملك عبدالله الاول ابن الحسين .
- الموقع الإلكتروني لوزارة الثقافة www.culture.gov.jo
[1] من تقديم الأستاذ الدكتور علي محافظه لكتاب الراحل الموسى ( مذكرات الأمير زيد – الحرب في الاردن 1917- 1918 ) ، صفحة 7.