Latest articles
November 15, 2024
November 15, 2024
November 15, 2024
عن صفحة متحف المشير البطل حابس المجالي
في الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم الاثنين 29 آب 1960 هز إنفجار ضخم مبنى دار رئاسة الوزراء الواقعة في شارع السلط بجوار مبنى وزارة الصحة حيث كان رئيس الوزراء الشهيد هزاع المجالي يستقبل في مكتبه كل يوم اثنين من كل أسبوع جموع المواطنين لتلبية مطالبهم وحل مشاكلهم، وأدى الأنفجار إلى مصرع المجالي وعدد من كبار الموظفين منهم أمين عام وزارة الخارجية زهاء الحمود وعاصم التاجي ومدير مكتبه ممدوح إسحاقات وبعض المواطنين من بينهم شيخ مشايخ الكرك جمال اعطوي المجالي ومحمد سلامة المجالي وطفل عمره 10 سنوات جاء لمقابلة الرئيس لطلب المساعدة في أمر ما، ونجا من الإنفجار بفارق دقائق الملحق الدبلوماسي زيد الرفاعي الذي خرج لإحضار بعض الوثائق كان طلبها منه الحمود، والشيخ المرحوم خلف المكيد الخلايلة الذي غادر بعد أن إتصل الشهيد المجالي بوزير الزراعة لتسهيل معاملته .
كان المغفور له الملك الحسين سيزور رئاسة الوزراء قبل ساعات من الانفجار الذي يبدو أنه كان مخططاً لاغتياله، وبمجرد علم الملك الحسين بنبأ إغتيال رئيس الوزراء، تناول رشاشه وإنطلق لمكتب المرحوم هزاع وقبل بلوغه دار الرئاسة قام المرحوم حابس المجالي وكان والدي رحمه الله يقود به السيارة فأمره بإعتراض موكب الملك وترجل من سيارته وطلب من الملك بشدة العودة للقصر لحين تبين حقيقة الأمر، لقد كظم حابس وكان قائداً للجيش الأردني وإبن عّم الشهيد هزاع وشقيق زوجته كظم على فجيعته ووقف بوجه المغفور له الملك حسين بن طلال ( وقد كان شابا مندفعا في الخامسة والعشرين من عمره ويأمل بانقاذ رئيس وزرائه) ومنعه من المرور الى دار رئاسة الوزراء المهدمة .. وبما ان حابس كان عسكريا متمرسا وقد عمل مساعدا لمدير الأمن العام قبل أن يكون قائدا للجيش فقد عرف بحدسه الأمني عن وجود قنبلة ثانية تنفجر بعد القنبلة الأولى، وفعلا صدق حدسه فبعد اربعين دقيقة من الانفجار الأول دوى انفجار ثاني قتل العديد من عمال الإنقاذ، لقد وضع القتلة قنبلتين بفارق 40 دقيقة، فكانت إحدى العنايات الآلهية العديدة التي تولت رعاية الحسين رحمه الله من مؤامرات الإغتيال التي حيكت ضده .
د. عصام الغزاوي