Latest articles
November 15, 2024
November 15, 2024
November 15, 2024
أطلق الأردنيون على سلالات الخيل مصطلحات متراتبة ومتنوعة وهي : بيوت الخيل ، أرسان الخيل ، سلايل الخيل، أصول الخيل ، ويشير هذا التنوع بالمفردات إلى عمق وعراقة التاريخ للأردنيين مع الخيل.
وبذات سياق المصطلحات؛ إذا قال الأردنيون (فرس) قصدوا بذلك الأنثى من الخيل، وإذا قالوا (احصان) عنوا بذلك الذكر من الخيل ولا يجمعون لفظ الفرس على أفراس بل يقولون (خيل) ويجمعون الحصان على (حِصِن) ولا يقولون (أحصنة)، وأطلق أجدادنا على سباق الخيل وميدانه كلمة (الصابية).
ويوثق الراحل روكس بن زائد العزيزي لبيوت الخيل الأردنية في فصل (الأرادنة والخيل) مقسماً إياها إلى ثمانية عشر رسن ضمن ما جمع وأمكن حصره من الإرث الأردني الضارب الجذور في هذا السياق، نسوق هذه الأرسان – بتصرف – كما أوردها المؤرخ والأديب الأردني الكبير :
- أم اجنيب ، والجمع أمهات اجنيب ، ولا يقولون أمات اجنيب كما هو معروف لغويًا؛ إذ تجمع كلمة أم للبشر على أمهات، وللحيوان على أمات، لكن الأردنيين لشدة إكرامهم للخيل لا يفرقون بين الخيل، وبين بني الإنسان .
وأصل تسمية هذه السلالة من الخيل بهذا الاسم، أنّ جدة هذه الفصيلة من الخيل أصيبت في أحد جنبيها بطعنة رمح، وأصيب فارسها بطعنة، فمال فارسها إلى جنبها المطعون، وظلّ متعلقا بها، وهي تعدو به، إلى أن نجت به من عدوه الذي كان يتابعه، قاصدا الإجهاز عليه.
- أم عرقوب – والجمع أُمهَّات عرقوب، ونلاحظ أنهم يلفظون أُمَ بالضم – على كل نفور الأردنيين من حركة الضم – إشارة إلى أن الخيل معتنى بها . وتلفظ عرقوب بالفتح باللهجة الأردنية وبالضم بالفصحى.
وأصل تسمية هذه السلالة باسمها هذا، أن جدة هذه السلالة، أصيبت في إحدى المعارك بطعنة في عُرقوبها (والعرقوب بالفرس هو عصب في رجلها عند الركبة)، ولم تقعدها الإصابة البليغة بل تجاهلت الفرس جرحها وأوصلت فارسها الأردني إلى منجاته، وضرب بها المثل فقالوا : (اهواة أم عرقوب) .
- حَمْدانية الجمع حَمْدانيات، والحمدانيات من الخيل منسوبة إلى سلالة طيبة من الخيل، كانت مقيمة من زمن بعيد عند زعيم يقال له (حمدان الفهد) والحمدانيات صنفان : 1. حمدانية فقط 2. حمدانية الفهد .
- اشويمة – والجمع شويمات، وقد سميت هذ السلالة باسمها هذا، لأن صاحبها شام بها، والأردنيون يقولون : ( شام افلان بالشي، يشوم به شيمة) أي أعطاه من غير مقابل، ويقول أجدادنا : ( افلان أبو الشومات ، بعيد الشوفات!)، أي أنه كثير الهبات مترفع عن الدنايا وضده قريب الشوفات، ويقول الأردنيون : ( شيمة إذا أرادوا الخلق الطيب، والطبيعة الفاضلة )، ويجمعونها على شيمات . والشويمة تصغير تعظيم وتحبُّب، وللتصغير في اللغة هذه المعنى ، أما الحصان فيقال له شويمان .
- مِخلديَّة – الجمع مِخلديات، بتضخيم اللام شيئا من التضخيم ويقصدون بذلك التعظيم، وقد جيء بواحدة من هذه السلالة إلى (مادبا) سنة 1914 وكانوا يتعجبون بسرعتها، وطباعها، فقد كان صاحبها يضرب بيده على إحدى ركبتيها فتتطامن إلى حد يكاد يقرب بطنها من الأرض، لكي يمتطيها فارسها وكانوا يسمونها النوَّاخة أي التي تنوخ كالناقة .
- مِعْنقِيّة – الجمع معنقيات والحصان معنقي .
سميت سلالتها بهذا الإسم لطول عنقها، ورشاقة في جسمها ، وإذا أراد الأردنيون في وقت الفروسية أن يصفوا أنثى بالجمال التام، قالوا : “والله افلانة زينة و امزيونة وامعنقة” أي إنها تامة الخلق طويلة العنق ، بشكل يتناسب مع قوامها !.. ومن هنا جاءت تسمية هذه السلايل من الخيل بالمعنقيات!
- الشنَين- والجمع الشنينات، وأصل هذه التسمية أن جدة هذه الفصيلة من الخيل، كانت ضامرة هزيلة، والكلمة لها رديف في الفصحى ، يقال إسْتشنّ الرجل إذا هزل . وكان هذا البيت من الخيل ينظر إليه باحتقار، حتى استشيرت وجربت في ميدان السباق الذي يسمونه (الصّابية) – الحلبة – سبقت كل الخيل التي أجريت معها ، فصار الحاضرون يقولون : (شفتوا فعل هالشنين؟) أي أرأيتم ما صنعت هذه المهزولة ؟ فدعيت من ذلك اليوم هي وسلالتها الشنين، لا فرق بين الذكر والأنثى، والجمع الشنينات.
- الطويسة – ويصغر الأردنيين الأشياء في كثير من سياقات لهجتهم تحبباَ ويروي أجدادنا الأردنيين أن هذه الفرس نفرتها أمها، وكان صاحبها يسقيها لبن النوق، بطاسة صغيرة من النحاس، وقيل كذلك : إنها عندما سلمت لصاحبها وهي مهرة صغيرة أراد صاحبها أن يدللها؛ فكان يسقيها لبن النوق بتلك الطويسة النحاس، وبهذا سميت تلك السلالة (طويسات) الواحدة طويسة .
- إعْبِيَّة – الجمع إعبيَّات بتضخيم الباء، سميت بذلك لأن صاحبها وهو يشورها قبل شرائها سقطت عباءته، وداستها الفرس فخرقتها، فسميت (إعبيَّة) ومن العبيات صنف يسمون خيله اعبيات شَرَّاكيات ، الواحدة إعبية شرَّاكية، والحصان إعْبيان، أما لقب الشراكية فجاء من أنه كان فيها ثلاثة شركاء ، وقيل : ( لأنها أكلت خبز الشراك المعد لقرى الضيوف).
- إعشيرة – سميت بذلك، لأن بائعها لم يرض بالثمن الذي فرض له، إلى أن أرضي بعشرة (فِصْلاَن) من الإبل؛ والفصيل هو ابن الناقة اذا انفصل عن أمه ويدل ذلك على تكريم الأردنيين للخيل وتفضيلها على الإبل وتصغير العشيرة هنا الغرض منه الاستهزاء، لأن العادة المتعارف عليها عند البدو، أنه لا يجوز الرجوع عن البيع إلا إذا اعترض عليه الكبير، الذي يسمون اعتراضه أَلفوال، أما البائع نفسه، فمن العار أن يحاول إلغاء البيع، فهم يقولون : ( البيع بالانطاق) أي أن البيع يتم بنطق البائع بكلمة (بعت).
- الاقريحا – الجمع الاقريحات، ولا فرق بين المذكر والمؤنث، سميت بذلك لأن الغرة لهذه السلالة، كان يخالط بياضها شيء من الشعرات الحمر، وهذا يسمونه القراح ،والاقريحا تصغير القرحاء، وكان القوم يتشاءمون بمثل هذه الشّية في الفرس، إلى أن اشترى أحد الزعماء الاقريحا على عيبها، وغزا عليها، فغنم غنائم كثيرة، فأصبحت غرتها تلك مما يتفاءل به.
- إكْبيشة – والجمع إكبيشات – وقد سميت هذه السلالة باسمها هذا لضآلة جسمها، والكبشة والكمشة في اللهجة الأردنية هي شيء قليل تأخذه بين الأصابع، أو باليد الواحدة، فيقولون : ( كمْشِة حَبّ ، أو كمشة طحين ).
- اصويتيّه – ويقصد بها الأردنيون الفرس الأدنى من غيرها .
- إكحيلة – الجمع كحيلات ، سميت بذلك لِكَحلٍ في عينيّ جدة هذه السلالة ، ومن الكحيلات صنف يدعى : “اكحيلة عجوز” سميت بذلك لأن عجوزا احتفظت بتلك الفرس المشهورة بالعدو ولم تقبل أن تبيعها لأحد وهي على قيد الحياة ، لأنها كانت تقول إن الاكحيلة اللي ركبها (فارس) – ابنها الذي قتل في إحدى المعارك – لا يجوز أن يركبها أحد. ولم يتصرَفوا بها إلا بعد موت العجوز أم الفارس، وإليها نسبت تلك السلالة . الحصان يدعى كحيلان ، واكحيلان عجوز .
- إنْجيم الصِبح – والجمع انجيمات والحصان انجيم بلا إضافة إلى الصبح، سميت بذلك لأن جدتها ولدتها عند ظهور نجمة الصبح، ومنهم من قال إنها سميت بذلك لأن غرتها كانت تشبه النجمة.
- الصقلاوية: وسميت كذلك لأن شعرها كان مصقولاً سابلاً ويسمى نسلها صقلاويات، حجمه أصغر من حجم الكحيلان ، ويتميز عنه بجمال رأسه ، وجبهته عريضة ، وجماله اللافت للانظار الذي يؤهله للمهرجانات والإستعراضات.
- الدّغيري – وقد سميت هذه السلالة من الخيل باسمها هذا، لأنها اشتهرت بالهجوم بلا تهيب على غمار معارك الأردنيين و ثوراتهم، لا تضطرب من أزيز الرصاص في المعمعة ولا تجفل من الصوت، عندما استعمل البارود سلاحا للحرب لدى الأردنيين .
ومعنى الّدغيري في الفصحى (الهجوم من غير تثبت) والدغيري في لهجة الأردنيين الهاجم ببسالة بلا تروي أو تردد.
- الجرْبَا – بلا همز – سلالة من الخيل سميت بهذا الاسم لأنّ جدتها كان جلدها منقطًا بنقاط صغيرة مختلفة، وكانت شديدة السبق، عندما شاروها؛ أي اختبروها في الميدان، والأردنيون خصوا الكلمة باختبار الخيل عند السباق، أو عندما تعرض على الشاري لكي يختبر تفوقها في العدو على الخيل، ونرى هنا مرة أخرى مقدار احترام الأردنيين للخيل، اذ خصوها بكلمة عممتها الفصحى على كل دابة .
- الجِلفِة – الجمع جِلفات . وقد سميت هذه السلالة بهذا الاسم ، لغلظ في شفتها العليا .
والكلمة في اللغة تعني القشر، والجالفة تعني تقشَّر الجلد .
المراجع
- روكس بن زائد العزيزي ، الخيل فـي حياة الأرادنة.
- الأميرة عالية بنت الحسين وبيتر اوبتون، قصة الخيول الأردنية العربية،المدينة للنشر،2011.
- الملك عبدالله الأول بن الحسين، جواب السائل عن الخيل الأصائل، وزارة الثقافة، 2011.
- بحث و تحرير فريق عمل إرث الأردن 2016.
One Comment
Comments are closed.
جميل جدا معلومات قيمة عن تراثنا