نساء الثورة – عليا الضمور

By Published On: October 3, 2016

دور النشميات الأردنيات في الثورة

عليا الضمور

14329265_968038110007984_605238304_o

لم تغب شمس النشمية الأردنية عن تاريخ البطولة وكانت دوما المرأة الأردنية ركناً لا هامش في تاريخ التضحيات في سبيل استقلال الأردن وأساساً في التنمية في وقت الرخاء ومنذ القدم  نرى صورتها جنباً الى جنب مع شريكها الأردني كما بعملة الملك الحارث الرابع وزوجته شقيلات.

وفي العصر الحديث ضربت جداتنا أروع صور البطولة في مواجهة أربع مائة عام من الاحتلال العثماني والتجهيل والفقر والسرقة تحت ستار الخلافة والتجارة بالدين  وسارت النشميات جنباً الى جنب مع فرسان العشائر الأردنية  حتى تحقق الحلم الأردني بالاستقلال وعودة الأردن الى مساره الطبيعي في  الاسهام والتفاعل الحضاري.

ونحاول في هذا البحث المقتضب سرد الموقف التاريخي البطولي للنشمية عليا الضمور إبان الثورات الصغرى في رحلة تحرير الأردن من الاحتلال العثماني :

وهي عليا الضمور زوجة الشيخ البطل إبراهيم الضمور شيخ محافظة الكرك في زمانه وأحد كبار مشائخ الأردن والتي قدمت ابنائها الاثنين شهيدين في سبيل الأردن.

وتتلخص الحادثة بهروب الشيخ قاسم الأحمد من فلسطين بعد أن بطش به جيش ابراهيم باشا فلجأ الى الاردن دخيلاً لدى الشيخ ابراهيم الضمور في عام  1834 م فلحق به جيش ابراهيم باشا  إلى الكرك وأرسل إلى الشيخ إبراهيم باشا الضمور الذي أجار القاسم في بيته يُـخيِّـره بين تسليم دخيله القاسم أو احراق ولديه (علي وسيد) الذين أسرهما عسكره خارج أسوار الكرك، ويسجل هنا دور زوجة الشيخ ابراهيم الحرة عليا أم البطلين ،حيث صاحت أمام هذا التهديد بحرق أولادها :

الراحلة عليا الضمور و نساء الكرك في وداع الشهيدين علي و سيد – لوحة للفنانة التشكيلية هند الجرمي .

(النار ولا العار يا إبراهيم، الأولاد يعوِّضنا الله عنهم، ولكن العار لا يزول)، فنادى الشيخ ابراهيم الضمور بالحاضرين بعد سماعه لموقف زوجته البطولي وطلب : ( أن يجمعوا له رزمة من حطب وأرسلوها إلى ابراهيم باشا  الذي لايعرف أن الوفاء بالعهد من شيم الرجال واقذفوا بها بين يديه وقولوا له: ليس إبراهيم الضمور من يُسلـِّـم الدخيل )، اشتعل الحقد في قلب ابراهيم باشا فأوقد نارا وقذف بها الشقيقين علي ثمَّ سيِّـد على مرأى من الوالدين المفجوعين بفلذتي الكبد، لكن الأردنيين لم يرضخوا لوحشية سلطة الاحتلال بل استمروا في مقاومتها عبر سيل طويل من الثورات الصغرى التي تكللت بالتحرير عبر الثورة العربية الكبرى.

للاطلاع على قصة جلحد العرود الحباشنة او ما يعرف بـ(دلة جلحد) انقر هنا.

وقد توفيت عليا يونس العقول الضمور والدة الشهيدين علي و السيد بعد حادثة حرقهما بأقل من عام.

%d8%a7%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%87%d9%8a%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b6%d9%85%d9%88%d8%b1

الراحلة عليا الضمور و الشيخ ابراهيم الضمور في وداع ولديهم الشهيدين علي و سيد – لوحة للفنانة التشكيلية هند الجرمي .

المراجع:

  1. كتاب شيخ القلعة ،احمد جميل الضمور .
  2. مجلة الدفاع ،النار ولا العار،16/5/1936 .
  3. معلمة التراث الأردني، الباحث روكس بن زائد العزيزي.