توفيق المجالي – نائبٌ في وجه احتلال

By Published On: September 21, 2016

النائب الشيخ توفيق المجالي

الشيخ البطل توفيق المجالي

 

مقدمة

رائد وعميد البرلمانيين الاردنيين في مجلس المبعوثان العثماني، كان من رواد الممثلين لبلاده وهو من منارات الأردن الذين شاركوا بهمة واقتدار في المشروع النهضوي والتحرري من الاحتلال العثماني .

 بقيت شخصية الشيخ توفيق المجالي محفورة في الذاكرة الوطنية لأنه صاحب موقف مفصلي و تجربة عميقة بحيث لا يمكن تناولها إلاّ في سياقها الثقافي والاجتماعي والسياسي.

نشأته

هو توفيق بن عيسى بن يونس المجالي ولد عام 1880م ، كان معروفا بحنكته بكافة المقاييس، فقد ولد في بيت كركي يمتاز بالشجاعة والفروسية وتعلم القراءة والكتابة صغيرا قبل أن يكمل مشاوره التعليمي في مدرسة الكرك التي بنيت على نفقات عشائر المنطقة.

ثم انتقل الى مدرسة عنبر في دمشق وأكمل تعليمه مع المثقفين والسياسيين والمفكرين فكان قلم الحرية في الكتابة بالكلمة والموقف عن النهضة والكفاح ضد أفعال الاحتلال العثماني.

عاش الشيخ توفيق المجالي في منزل والده الشيخ عيسى المجالي وتعلم مبادئ الشجاعة والفروسية بالسيف والبندقية والكرم الذي أكسبه معرفة واسعة في شؤون حياة بيئته العشائرية وغيرها من الأمور في وقت مبكر من عمره .

يعتبر الشيخ توفيق أول عضو من منطقة الكرك في مجلس المبعوثان، حيث قدم حياته في سبيل وطنه من أجل النهضة والتحرر من الاستعمار العثماني، وكانت فطنته واحتكاكه بالمراكز السياسية والثقافية مؤهلا لأن يجعله في بؤرة الأحداث الاقليمية والعالمية في عاصمة الدولة العثمانية، استطاع الشيخ توفيق المجالي أن يخوض الأحداث الصعبة والحاسمة بذكائه العميق ووعيه النادر.

قلعة الكرك مطلع القرن العشرين

توفيق والبرلمان العثماني

مثل توفيق المجالي لواء الكرك في مجلس المبعوثان العثماني لدورتين، حيث فاز في انتخابات العام 1908، والعام 1914 حيث ضم اللواء كل من : السلط، ومعان، والطفيلة والكرك.

في 20 أيلول سنة 1908م أُعيد نشر قانون الانتخابات، وهو قانون الانتخابات الثاني الذي صدر أصلا في شهر حزيران 1877م، وأجريت بموجبه الانتخابات لسنة 1908م على اعتبار أن كل لواء يمثل دائرة انتخابية، على أن يكون نائب واحد لكل خمسين ألفاً من الذكور، وإذا كان عدد الذكور في اللواء أقل من العدد المذكور وأكثر من خمسة وعشرين ألفاً يكون لهم نائب واحد، ويكون نائبان لكل لواء يفوق عدد الذكور فيه خمسة وسبعين ألفاً، وثلاثة نواب إذا فاق العدد مئة وخمسة وعشرين ألفاً. وتجري الانتخابات علـى درجتين ينتخب في الأولى الذكور الذين أتموا الخامسـة والعشريـن من العمـر، والمنتخبين الثانويين الذين ينتخبون بدورهم نواب اللواء.

كانت تركيبة النواب من الطبقة المقتدرة، فقانون الترشيح اشترط مؤهلات مالية للمرشح، جعلت من يخوضون الانتخابات من علية القوم، كانت طريقة الترشيح تتم بواحدة من ثلاث طرق: أن يتقدم المرشح بطلب مباشر من الوالي، أو أن يرشحه 300 من الأهالي على الأقل، أو أن يقوم حزبه بترشيحه.

لم يتم ترشيح الشيخ توفيق المجالي الى مجلس المبعوثان عن طريق الانتخابات لأن من فاز بالانتخابات فعليا هو الشيخ قدر المجالي وذلك عندما اعلنت الانتخابات في الكرك عمن يمثل الاردن لدى مجلس المبعوثان العثماني بأكثر الاصوات، ولكن الشيخ قدر المجالي تنازل بها إلى توفيق المجالي باعتباره صاحب علم و ثقافة وخبرة سياسية ولأن الشيخ قدر أراد أولاً أن يتفرغ لشأن عشائر الكرك و ثانيا وقوف عشائر الكرك في وجه الشيخ قدر ومنعه من الذهاب الى تركيا خوفا من غدر السلطات العثمانية به نظير مواقفه الصلبة في وجه المحتل العثماني .

الشيخ الفارس قدر المجالي يتوسط فرسان و أبناء عشيرته ابان ثورة الهية-1910

وكان الاتفاق بين أهالي الكرك والشيخ قدر أن يمثل صوت أهالي الكرك بينما يقوم توفيق المجالي صوت الأردنيين الحر في معركتهم السياسية مع الاحتلال التركي، وأصبح الشيخ توفيق بك المجالي ممثل ولاية الكرك في مجلس المبعوثان العثماني، وكان الشيخ توفيق المجالي عند حسن ظن وثقة الأردنيين، فبنى علاقات متينة مع نواب الدول العربية الاخرى كأولى الخطوات التكتيكية لبناء حلف سياسي يضم نواب المنطقة تجاه منظومة السياسة التركية العثمانية.

دوره المحوري في حركة التحرر في المنطقة

يعتبر الشيخ توفيق المجالي من الشخصيات الاردنية التي اعتمدت على ذكائها الفطري وشخصيتها الوطنية الفذّة، حيث انتخب كنائب عن الأردن لدورتين الأولى في عام 1908م والثانية كما تؤكد بعض الوثائق عام 1914، فكان على عاتقه مسؤولية كبيرة ومرهقة لأنه النائب الوحيد عن الأردن في مجلس النواب العثماني التركي، استوعب الشيخ توفيق المجالي أن هنالك لعبة سياسية قذرة تقوم بها حكومة الاحتلال العثماني التي على اثرها بدأ التفكير بفكرة اللامركزية فقام بتوطيد علاقاته مع نواب الدول العربية الاخرى، ومن النواب الذين بنى معهم الشيخ توفيق المجالي علاقات سياسية وعلاقات جيدة مع سعد الدين (نائب حوران) و خالد البرازي(نائب حماه) و رضا الصلح (نائب بيروت) و شكري العسلي (نائب دمشق) .

كان الشيخ توفيق المجالي يتقن فنون الدهاء السياسي، وصاحب رؤى استراتيجية سياسية في مجلس النواب التركي اذ قام بنقل أفكار ومعاناة النواب العرب بطرق اتصالية تحفظ لهم حقوقهم وكرامتهم فكان البرلماني الناجح موضع الإعجاب والتقدير من قبل النواب العرب.

كما ساهم النائب الفذ توفيق بك المجالي بنقل التوجهات والأفكار السياسية الخبيثة للحكومة العثمانية إلى النواب العرب وإلى أبناء وطنه والتي تمثلت في :

  1. سياسة التتريك
  2. ابعاد العرب عن وزارتي الخارجية والداخلية
  3. إبعاد الضباط الأردنيين و العرب من مواقع خدمتهم العسكرية الإجبارية الداخلية وإرسالهم إلى مواقع البؤر المتوترة في البلقان واليمن ونجد وغيرها.
  4. التجارة بالدين كغلاف لجرائمها.
  5. تدمير المسيرة الحضارية للأردن وأهلها عبر سياسات التجهيل و القمع .
  6. الإهمال المقصود والممنهج المفضي لتدمير المجتمعات وسرقة اموال الناس باسم الضرائب .

مثل هذه التوجهات وغيرها من الأفكار و الحقائق التي ساهم الشيخ توفيق المجالي في ايصالها إلى النواب العرب وأبناء وطنه والتوعية بخطورتها والتهديد الذي تشكله على وجودهم ومسيرتهم الانسانية، جعلت دوره التنويري يعاد صياغته من قبل ابناء الأردن في معركتهم ضد الاحتلال العثماني من أمثال الشيخ قدر المجالي وعودة القسوس في الكرك ويوسف السكر الدبابنة في السلط وعبد المهدي من الطفيلة وخليل التلهوني من معان، فقد تأثر الشيوخ بالمفاهيم السياسية التي كان ينقلها لهم الشيخ توفيق المجالي عن الأحوال والظروف و السياسات التركية وما يخططون له من أعمال خطيرة.

وفي تاريخ 20/آذار/1911م  قدمت المرافعات من قبل النواب العرب في مجلس المبعوثان العثماني ومن بينهم توفيق المجالي على ما يحدث في الكرك من تدمير وتشريد وقتل لأهالي المنطقة على إثر ثورة الكرك التي شملت كل مناطق الأردن، وكان الشيخ توفيق الأكثر حماسا وانفعالاً في المرافعة التي قدمها في مجلس المبعوثان.

كما قدّم نائب بيروت رضا الصلح بيانا بيّن فيه أن فساد الإدارة العثمانية في الكرك هي سبب ما يحصل بها وأن ما يقومون به بالكرك من تجنيد اجباري وإحصاء للأنفس ما هي إلا اجراءات ظالمة وما يشملها من فرض ضريبة العشر والغرامات على أهل الكرك بحيث أصبحت وكأنها تفرض الغرامة على المقتول من قبل القاتل.

 وقدم نائب دمشق شكري العسلي مرافقعة طالب فيها الدولة العثمانية بوقف حمام الدماء ضد الأردنيين والتوقف عن ملاحقة شيوخ العشائر، ووضّح أن السبب الرئيسي فيما يحدث في الكرك هو غياب الحكمة والضمير من أصحاب القرارات والقيادة في السلطة العثمانية.

وهاجم نائب حماه خالد البرازي كلا من الوالي اسماعيل فاضل وسامي الفاروقي واتهمهم بأنهم رجال انتهازيون ولا يهمهم سوى المال ولا يحترمون موقعهم، وقال أن الجرائم التي يقوم بها جنود الدولة العثمانية في الأردن ستبقى وصمة عار في تاريخ الدولة العثمانية، كما أن أهل  الكرك لن ينسوا قذف شيوخهم من أعلى قمم القلعة الى الوادي وتحطم جماجمهم، ونوّه أن الهجوم على مدينة الكرك التي كانت دوما عاصمة حضارية في المنطقة هي جريمة بحق الحضارة و الانسانية.
وعلى هامش هذه الجلسة النيابية عقد النواب العرب جلسة خاصة مع وزير الداخلية ( جلال بك) وذكرت جريدة (المقتبس) في عددها الصادر رقم 694 تاريخ 22/آذار/1911م، أن وفد النواب العرب تشكل من : شكري العسلي، وشفيق مؤيد العظم، و توفيق المجالي، وطالبوا وزير الداخلية بتعيين حاكم إداري جديد في الكرك واستبدال الوالي بآخر يعرف العربية وبسحب القوات العسكرية من الأحياء السكنية في الكرك وبقية المدن في اللواء.
لم يستجب وزير الداخلية لمطالب النواب العرب، بل تأثر كثيراً بالمقالات الصحفية التي تناولت شخصية توفيق المجالي، وبخاصة جريدة (اقدام) التي طالبت بإلغاء الحصانة النيابية عنه ومحاكمته عرفياً.

وكان الشيخ توفيق المجالي  مبعوث الكرك في مجلس النواب العثماني كما ذكرت جريدة المقتبس بتاريخ 3/12/1912 قد قدّم وصفا لبشاعة الجريمة في مداخلته في مجلس المبعوثان جاء فيها بأنها كانت الأكثر عنفا حيث اتهم الحكومة التركية بالكفر والزندقة، وبأنها تسعى إلى قتل العرب و الأردنيين و أهالي منطقته وطمس هويتهم إنسجاما مع عقيدتهم الملوّثة بالدم، وقال الشيخ توفيق المجالي في مُداخلته : ( إن الأساليب التصفوية بحق أهلي وعشيرتي وبلدتي جريمة خطط لها كهنة لا يعرفون الله، صدورهم مليئة بأحقاد جنكيز خان وهولاكو لأنهم بطبعهم لا يعيشون إلا بالفتن والنعرات وتصفية الآخر) ، وبعد تلك الجلسة شدَّدت الحكومة التركية من اجراءاتها في مضايقة النوَّاب العرب وأصدر الديوان العرفي أمرا بإلقاء القبض على الشيخ توفيق المجالي وإرساله بحرا إلى بيروت لينقل منها إلى دمشق لمحاكمته بالإعدام.

ضابط من الجيش العثماني متسلحا أمام أحد بيوت الكرك في أعمال مراقبتها لأسر الفرسان حال عودتهم لمنازلهم إبان أحداث قمع الثورة

وكان الشاعر سالم أبو الكباير قد كتب قصيدة داعمة لموقف توفيق المجالي عضو مجلس
المبعوثان عندما حكم عليه بالإعدام سنة 1911 م، تاليا نصها :

أبدى بذكر الله على كل معبود          الواحد الموجود ماله شريكين
يشفق لقلباً من غثا البال ملهود          جوده ولطفه واكرم دوم راجين
سبحان من شرف حبيبه شرف زود    نورا ظهر به النبي واظهر الدين
سبحان من خلق نصارى ويهود        حبوسا يبلمها ابلام الفراعين
سبحان من حط بالناس حاسود          يكتب خطايا و لاكسب نية الزين
سبحان من عطا سليمان داود            واحد يسد بيدل عشره وثلاثين
سبحان من فرح الملك بوجود             الحمد لله شفتنا البيك بالعين
توفيق كما سيفاً مصقول بالزود         ابواب خشبها ما يخشاه رديين
حطوه بالمركب على الشام مردود     تسليم يد اللي على القطع ناوين
جلس مجالس شيبت كل مولود        بيهن ترى صلف الرجاجيل مسكين
حرا شهر للبيض ما ايداني السود      صفق بيده وارتفع للقوانين
شهر من بيروت لمصر معمود          رجع على اسطنبول قابل سلاطين
خش الابواب العالية بطرز وبنود      محل تكميل الشرف حافظ الدين
روح كما حصان البحر سنسل الجود    متساميا لون القمر والميازين
اظن قمرنا عقب الياس وجحود          الحمد لله بمجازي الملاعين

ملاحقة العثمانيين لتوفيق المجالي.

وبسبب السياسة التركية التي تميزت بالقمع والسرقة والقتل والمؤامرة لاحقَ الاحتلال العثماني الشيخ توفيق المجالي لتقديمه إلى المحاكمة، وخلال ذهابه الى بيروت عن طريق البحر ونفيه لإعدامه في دمشق، تمكن الشيخ توفيق المجالي من اللجوء إلى إحدى السفن الانجليزية التي ذهب من خلالها الى مصر – الاسكندرية وأعتبر أول لاجئ سياسي أردني في القاهرة حتى صدور العفو عام 1912.
يقول الشيخ توفيق عن رحلة اعتقاله هذه :

 ( فحاولوا أن يقفوا في طريق انتخابي، واتحد الاتحاديون في مطامعهم لإصدار الأمر من الديوان العرفي بالقبض علي وإرسالي تحت الحفظ إلى دمشق وعلى ذلك أرسلت مخفورا إلى بيروت، إن من الأمور الطبيعية والمعقولة أنني لا أسلم حياتي لمخالب المتظاهرين بحب الانتقام مني، وبالرغم من براءتي مما نسب الي اضطررت للذهاب إلى مصر صيانة لشرفي وكرامتي ليس إلا ) .

وقام الشيخ توفيق في القاهرة بالمناداة بالاحزاب العربية وإقامة حزب عربي ضد السياسات التركية وجرائمهم ضد البشرية .

كان عند توفيق المجالي استراتيجة بتجنب النزاع العسكري المسلح كما حصل في ثورة الكرك (الهيّة) ضد أرتال الاحتلال العثماني عبر التدرج بنزع سلطة الاحتلال، فكانت رؤيته  السياسية تقضي  بالانتقال إلى الاستقلالية عبر اللامركزية والتي تعني نقل السلطة من مركزها في دولة الاستعمار بالعاصمة الأستانة ( استنبول ) الى الدول الواقعة تحت الحكم العثماني في ذلك الوقت و تعتبر هذه الرؤية تدرج في رؤية سياسية ذكية في إضعاف قبضة الاحتلال على الدول.

وفي جريدة المقتبس الدمشقية في ايلول 1911 كتب توفيق بك المجالي مقالاً يتطرق فيه لما تعرضت له مدينة الكرك من تدمير وتخريب من قبل قوات الاحتلال العثماني بعد ثورة الكرك بعنوان (اصلاح الكرك) حيث تمثلت مطالب الشيح توفيق في المقال بــ ـ:

  1. افتتاح المدارس في كل من الطفيلة ومعان والكرك والسلط
  2. انشاء طرق بين الكرك – القطرانة والكرك – البحر الميت ، والطفيلة – جرف الدراويش و طريق السلط – الاغوار.
  3. إعادة اعمار البيوت التي هدمها الاستعمار في الكرك
  4. ايصال المياه من عين سارة الى قصبة الكرك
  5. استكمال بناء الجامع العمري في المدينة

كان الشيخ توفيق يرغب بتحويل بلاده و مدينته الكرك إلى جنّة تحفظ كرامة أهلها كما تم وعده من قبل السلطة العثمانية، لكن الواقع أن سمة الخبث بالاحتلال العثماني حولت هذه الجنة الى جحيم.

توفيق المَجالي يفتح النّار

وحيث كان النائب توفيق المجالي لاجئاً في القاهرة، رافضا تنفيذ أوامر توقيفه من الديوان العرفي في دمشق، الذي طلبه قبل أيام، بعد اسقاط حصانته النيابية، للتحقيق معه في التهم الموجهة له، فقد نشرت الصحف العربية في دمشق، نقلاً عن صحيفة (المؤيّد) المصرية، بتاريخ 13/ 3/ 1912، خِطابُ النائب البطل (توفيق المَجالي) إلى الصدر العثماني الأعظم سابقاً (حسين حلمي باشا) عشيّة آخر انتخابات عثمانيّة عام 1912 ، هذا الخطاب بالغ الأهمية، لما فيه من معلومات أولاً، ولشرحه بعض الملابسات الخاصة بثورة الأردنيين الوسطى  في الكرك على السلطات العثمانية، ومن وجهة نظر أحد أبنائها، ونائبها في مجلس المبعوثان.

ومما جاء في هذا الخطاب الناري المفتوح :

  • ( ….فالتهب الحريق في أطراف البلاد، وتهدّمت أركانها، وأهرقت دماء كثيرين.. (ما) جعلنا ندعو بالرحمة للفراعنة ونيرون والحجّاج وجنكيز وهولاكو)
  • (… وعدم اكتفائهم بقتل وتعذيب الذين وقعوا في أيديهم، فقاموا يذبحون الذين يسلّمون أنفسهم بأمان الله )
  • (  اذهبوا إلى الكرك المسكينة وانظروا حولها وما حولها.. هي مقبرة.. الكرك اليوم .. خرابة يأوي إليها الغراب والوحش.. تلك حالة نبكيها بالدماء )

العفو السلطاني العثماني

وبسبب خوف الدولة العثمانية جاء العفو السلطاني عام 1912 بمناسبة إعلان إيطاليا الحرب على (ليبيا) واحتلالها ومهاجمة ولاية طرابلس، فاضطرت الحكومة العثمانية لإصلاح الأوضاع الداخلية وبخاصة في مناطق البؤر المتوترة، والعمل على تهدئة الخواطر.

وقد شمل العفو السلطاني السجناء من أهل الكرك وحوران وجبل الدروز، ولكنه لم يشمل الشيخ توفيق المجالي وأبناء عشيرته ، حيث شمله العفو الثاني وكانت تهمته من قبل حكومة الاحتلال أنه يقوم بدعم ثورة الكرك من خلال تحريض النواب العرب واتهامه للجنرال سامي الفاروقي وبقية جنرالات الجيش العثماني بالقتل العشوائي.

وفاته

 بعد عودة  الشيخ توفيق المجالي إلى الكرك وقعت الحرب العالمية الاولى وتسلم رئاسة بلدية الكرك لثلاثة اعوام، وفي عهد الحكومة العربية الفيصلية عمل معاونا لمتصرف الكرك إلى أن توفي وقد أعقب ابنة واحدة ، ودفن في مقبرة النبي نوح وما يزال قبره موجودا حيث نقش عليه بيت من الشعر يقول :

 بكت عين المكارم والمعالي  على المفضال توفيق المجالي

المصادر:

  1. جريدة الدستور، ثقافة وفنون، منتدون: توفيق المجالي منارة كركية بارزة،  2012-09-29
  2. ثورة الكرك 1910 في سياقاتها العربية، د.بسام البطوش، زاد الاردن الاخباري.
  3. الشيخ هايل عزام المجالي، ص 17 من أوراقه الخاصة .
  4. دلال سلامة ، السجل، العدد 72، 2009
  5. منتديات أبناء الاردن، محمود سعد عبيدات، 12-03-2008
  6. موقع قبيلة المجالي، توفيق بك المجالي
  7. موقع وزارة الثقافة ، منتدون: توفيق المجالي منارة نضالية بارزة، نسرين الضمور .
  8. ثورة الكرك 1910 “الهيَّة” ، إرث الأردن
  9. أثر وإنسان، محمد رفيع ، صحيفة الرأي، 13- 10- 2017.