Latest articles
November 15, 2024
November 15, 2024
November 15, 2024
الكورة خلال الحقبة الاسلامية المتأخرة
بعد هزيمة المماليك أمام العثمانيين في معركة مرج دابق 1516 واجتياحهم للمنطقة توجهت قواتهم الغازية بقيادة سليم الأول لمصر التي أحكموا سيطرتهم عليها بعد معارك دامية عام 1517 واصبحت كامل المنطقة تحت سيطرة الاحتلال العثماني لمّدة اربعة قرون ، بما في ذلك الأراضي الأردنية التابعة للواء عجلون المكون من عّدة مقاطعات (نواحي) تضم الكورة من الشمال، وعجلون جنوباً، وبنو علوان (المعراض) شرقاً، ويضاف اليها ثلاث مقاطعات شمالية وهي بنو الأعسر، وبنو جهمة، وبنو كنانة المحاذية لنهر اليرموك ، والتي ألحقها العثمانيون بولاية دمشق، في محاولة منهم لإضعاف السكان وفصلهم عن عمقهم التاريخي الأردني ، حيث تشكل منطقة عجلون وما حولها جزءاً من أراضي جلعاد القديمة، التي كانت تضم عددا من مدن الديكابوليس في الحقبة الرومانية، وتعتبر عجلون منطقة جبلية حرجية، تنتج الحبوب وتصلح لزراعة شجر الزيتون حيث اشتهرت بزيتها، وعرفت على الدوام كموطن للجوء واستقرار السكان الحضريين. أطلق عليها أحياناً اسم جبل جرش أو جبل عوف، نسبة للقبيلة الثائرة التي سكنتها في عهد الفاطميين (القرن العاشر الميلادي)، ومن ثمّ عمّ السلام في المنطقة في عهد الأيوبيين (أواخر القرن الثاني عشر الميلادي – بداية القرن الثالث عشر الميلادي)، وبنيت فيها قلعة تدعى اليوم بقلعة عجلون أو قلعة الربض في موقع يُقال بأنه كان ديراً سابقاً، ولعبت عجلون دوراً هاماً في زمن الحرب ضد الصليبيين، وتعرضت للتدمير الجزئي على يد المغول، حتى أعيد بناؤها في عهد المماليك (نهاية القرن الثاني عشر إلى القرن الخامس عشر الميلادي).
لمحة تاريخية عن الكورة :
الكورة: تعني الصقع والبقع التي يجتمع فيها القرى والمحال وجمعها كور، كانت قصبة الكورة في العهد الروماني هي قرية عفر (مرحبا) وفي عهد البيزنطيين مدينة فحل (بيلا) وفي عهد المماليك ( كفر الماء ). أما في العهد العثماني فقد كان مركز الناحية تبنه، أما في العهد الهاشمي فأصبحت مدينة دير أبي سعيد مركزا للواء الكورة.
إن الباحث عن الكورة يظهر له جلياً الكثير من المناطق التي تحمل ذات الاسم ( الكورة ) في المصادر. وقد أشار ابن خردذابة (ت 300هـ/ 912م) في بداية القرن الرابع الهجري إلى كورة الجبال ومركزها غرندل، وكورة مآب ( مؤاب ) ومركزها مآب وكورة الغور ومركزها أريحا وكورة الظاهر ومركزها عمان وكورة فحل ومركزها فحل والأخيرة هي مقصدنا، وقد أشار الباحث متمن (Mittmann) الألماني إلى سكنى دير أبي سعيد في العصر البرونزي، وهناك الكثير من المواقع الأثرية التي ترجع إلى العصر الحديدي مثل تل دير أبي سعيد، وتل الفخار، وتل المقلوب، وأبو الخس. أما في العصر الكلاسيكي، فقد دخلت المنطقة تحت النفوذ اليوناني، ولعبت فحل دوراً اقتصاديا وسياسيا، ثم دخلت المنطقة تحت حكم الرومان، ثم العصر البيزنطي حيث انتشرت فيها الكنائس والمدرجات والطرق المبلطة وبقايا حمام بيزنطي، لا زالت آثاره ماثلة للعيان حتى كتابة هذا البحث. ثم دخلت دير أبي سعيد وجوارها بعد معركة فحل سنه 14هـ/ 635م تحت السيادة الإسلامية فظهرت مخلفات معمارية تعود للعصور الأموية والعباسية والأيوبية والمملوكية انتشرت في مختلف أنحاء دير أبي سعيد وجوارها مثل خربة صير- قرب بلديه بيت أيدس ومسجد خان زينة (الأشرفية حالياً) (الأشرفية حاليا) ، وخربة دير العسل غرب كفر راكب (4).
حدود الكورة:
حددها الرحالة السويسري بيركهارت (J.L.Burkhardt) عام 1812م بقولة: “دير أبي سعيد والكورة يفصلها عن عجلون الجانب الغربي الجنوبي وادي اليابس الذي يصب في نهر الأردن والكورة تجاور الوسطية في الغرب والغرب الشمالي وبلاد بني عبيد في الشرق وقراها الرئيسية، وتبنه حيث يقيم الشيخ الذي يمارس نفوذه على عنبه، دير أبي سعيد، ازمال، كفرأبيل، كفرعوان، بيت ايدس، خان زينة (الأشرفية)، كفرراكب، كفر الماء”.
وأما الرحالة البريطاني ج.س بكنجهام (Bekngham.S. J. ) فقد زار الكورة عام 1821م، ولم يذكر دير أبي سعيد واكتفى بالقول “وممرنا بعد ذلك بقرية سموع ” (16) . وبعده مر بها الرحالة روبنسون (Robinson) وسميث (Smeeth) وكتب في تقريره الصادر عام 1838م عن القرى التابعة لناحية الكورة وهي: تبنه، وعنبه، وزمال، وسموع، وجنين، ودير أبي سعيد، وكفرالماء، وخان زينة (الأشرفية حالياً)، وكفر راكب، وبيت ايدس، وكفر عوان، وكفرابيل، وجديتا، وزوبيا، ودير يوسف، وبيت يافا، والنقيع، وكفركيفيا، الرخيم، الأربعين”.
أما الرحالة سيلاه ميرل (Selah Merrill) فقد مر بالمنطقة عام 1876م وزار تبنه ووادي اليابس، ولم يشر إلى دير أبي سعيد، إلا أنه تناول جوارها بقوله ” شجرة القينوسي شجرة مقدسة عند أهل المنطقة”. وأشار إلى وادي حمام ووادي زقلاب وتبنه وعين سيرين وعين الجرن، وجنين، وازمال، وأبو شوشه، وشجرات بنات اليسر، وشجرة المستريحي، وسموع التي قال عنها أنها تعاني من جشع المرابين الدمشقيين.
المنطقة في سجلات الضرائب العثمانية
ويبين سجل الضرائب (الدفتر المفصّل) في نهاية القرن السادس عشر، عدد الرجال الذين يدفعون الضرائب للاحتلال العثماني والنشاطات الاقتصادية للواء عجلون ويوضح السجل أن منطقة جبل عجلون وما حولها كانت أكبر المناطق الأردنية المأهولة بالسكان تليها السلط وجوارها، كما تضّمن السجل أيضاً جرداً لجميع القرى، بما فيها عدد الوحدات الضريبية (خانة = أسرة) والضرائب المفروضة على المنتجات الزراعية والحرفية. حيث بلغ عدد القرى في منطقة الأردن 400 قرية بتعداد سكاني يصل إلى 35،000 نسمة تقريباً في القرن السادس عشر في نفس الحين كانت دمشق تضم 50،000 نسمة تقريباً، مع الإشارة إلى عدم احتساب القبائل والعشائر الأردنية التي كانت ترفض التعداد وتتنقل وتتحول من حياة الاستقرار لحياة الترحل هرباً من دفع الضريبة التي كانت بطريقة الجباية وبدون توفير أدنى حدود الخدمات والحقوق بالمقابل، وخوفاً من بطش السلطة العثمانية.
المنطقة |
إجمالي عدد البيوت |
عجلون | 1801 |
السلط | 881 |
علّان | 284 |
الكرك | 1203 |
الغور | 18 |
الشوبك | 361 |
وادي موسى | 136 |
جبل بني حميدة | 342 |
قبائل بدوية مسجّلة | 1690 |
الإجمالي المسجّل | 6716 |
إجمالي غير المسجل | غير معروف |
كانت قرى لواء عجلون في القرن التاسع عشر تنتج الحبوب والقمح والشعير وكذلك الخضار المخصصة للإستهلاك المحلي. واختلفت المحاصيل المخصصة للتجارة من منطقة إلى أخرى، حيث كانت تزرع الهضاب بالقمح وتنتشر فيها زراعة العدس. أما في القرى الجبلية كقرية تبنة، فقد زرعت فيها بشكل أساسي أشجار الزيتون (زيت الزيتون) والكروم التي تنتج العنب المجفف (الزبيب). وفي القطاع الواقع على الحدود الشمالية المحاذية لليرموك، في منطقة الكفارات، بدأ من التجّار أيضاً بإنشاء مساحات كبيرة لزراعة الزيتون التي بدأت من أواخر القرن التاسع عشر الميلادي. كما وجدت في أنحاء المنطقة مراعي للماعز وخلايا للنحل، وتشكل مصدراً معيشياً إضافياً للقرويين. أمّا الحيوانات فقد كانت تعيش في الخارج طليقًة، وفي بعض الأحيان كان يتّم تجميعها في المغارات أو داخل البيوت نظرا لحالة انعدام الأمن في ظل غياب الدولة التي كانت تحكم بالوكالة إبان فترة الاحتلال العثماني. وتعتبر قرية تبنة من أهم القرى في منطقة جبل عجلون، وتضم 280 أسرة، وهي من المناطق ذات الأراضي الواسعة الإنتشار. حيث يوجد في الأراضي الواقعة في الشرق حوالي 10000 شجرة زيتون، تتبع لقانون الملكية الخاصة على الرغم من وجودها في اراض للمشاع وبنيت المنازل فيها من الحجارة والمواد المحلية، وبشكل عام كانت تحتوي المنازل على غرفة واحدة واسعة ذات سقف مستند على أقواس كبيرة، وتجري النشاطات العائلية في اغلب الأوقات على مصطبة كبيرة بنيت فوق حظيرة الحيوانات للإستفادة في الشتاء من الحرارة الناجمة عن وجود الحيوانات في الطابق السفلي.
تغيرات كثافة السكان بين 1596 و 1880:
وبمقارنة الوضع الديموغرافي بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر، فإننا نجد تبايناً كبيراً: حيث انخفضت الكثافة السكانية بشدة، وتراجعت حدود المساحة المزروعة باتجاه الغرب أمام تقّدم القبائل الرحل، كما قّل عدد سّكان القرى في اغلب المناطق، بينما ازداد عدد الّرحل فيها. ويعود أسباب هذا التراجع إلى: التدهور التدريجي للنظام الإداري والضريبي للدولة العثمانية ابتداءً من نهاية القرن السادس عشر، وإدخال نظام جديد لجباية الضرئب (التزام) الذي أدّى إلى آثار سلبية على الريف الأردني، بالإضافة إلى انخفاض قيمة العملة في نهاية القرن السادس عشر، وما تبع ذلك من تدنّي دخل الأفراد الذين كانت تُدفع رواتبهم نقداً. اختلفت نسبة هجرة الريف تبعاً للمناطق، ففي حين تشهد الهضاب وجبال عجلون ظروفاً مستقرة نسبياً تقل نسبة الهجرة فيها عن 20%، نرى المناطق القريبة من حدود الرحل كمنطقة منحدر وادي الأردن وقطاعات صغيرة جنوب عجلون تعاني هجراً كلياً بنسبة 50%، بينما تظهر المنطقة الجنوبية القليلة السكان أقل تأثراً بهذه الظاهرة. وفي الربع الأخير من القرن التاسع عشر تبدأ العودة الديموغرافية مع استعادة الأراضي المهجورة في القرون السابقة.
ويوضح الشكل المرفق تراجع عدد السكان خلال الفترة من 1516- 1880 لأسباب استعرضناها مسبقاً وتتعلق بالضرائب العثمانية :
أسباب الأطماع العثمانية في الكورة وجبل عجلون:
اعتبر العثمانيون ، جبل عجلون والكورة من المناطق الحيوية المهمة بالنسبة لهم ولمصالحهم ، للحصول على غاياتهم الأساسية وهي الضرائب والجنود ، من ناحية الكثافة السكانية في المنطقة ، إضافة للأهمية الاقتصادية لغابات عجلون والكورة وخصوصا مناطق برقش التي تعتبر أكبر محمية طبيعية بيئية في الشرق الأوسط ، كانت تشكل مصدر طاقة ودفء لهم شتاءّ ، واستخدمت أخشاب هذه الغابات وقوداً لتسيير الفراقين (ويرجح ان يكون معناها مقطورات القطار العسكري / البابور، حيث يذكرها شاعر الاردن البطل عبد الله العكشه في إحدى قصائده في ذات السياق) التي كانت تستعمل آنذاك ـ أضف لذلك الحمامات المعدنية في الجزء الشمالي الغربي من جبل عجلون والتي كانت من وسائل العلاج الناجح لسكان المنطقة ومن خارجها ، وظل الوضع قائماً على ما هو عليه، ولم يتحسن الوضع الاجتماعي للفلاحين الأردنيين بمرور الزمن في المنطقة ، بل على العكس ظل الفلاحون الأردنيون بلا حيلة عرضة للنهب والضربِ .
الكورة خلال حكم محمد علي باشا:
بعد انقلاب الوالي العثماني محمد علي الكبير على العثمانيين في اسطنبول، حدث أن سيطر على الحجاز بعد انتصاره على الوهابيين في نجد وبيّت النية لاحتلال سوريا وانتزاعها من سلطة السلطان العثماني، فقام في 2/11/1831 بإصدار الأوامر للتحرك في حملتين إحداهما برية والأخرى بحرية وكانت سوريا والأردن ولبنان وفلسطين هدفا لهما. رحلت أربعة آليات من المشاة ومثلها من الفرسان برا من الصالحية شمال القاهرة إلى يافا عن طريق العريش وكان القائد العام لهذا الآليات من المشاة إبراهيم باشا ويكون ابن أخت محمد علي الكبير، أما القائد العام لآليات الفرسان فكان عباس باشا حفيد محمد علي الكبير، أما إبراهيم باشا بن محمد علي الكبير فكان على رأس أسطول رهيب يتكون من ستة عشر سفينة قتال، وسبعة عشر ناقلة تحمل على متنها هيئة ضباطه بالإضافة الى أربعين مدفعا صغيرا وعدد من مدافع الحصار وهكذا وصل عدد القوات البرية والبحرية الى ثلاثين ألف رجل.
استقبل الأهالي في المنطقة هذه الجيوش بترحاب وتهليل ظناً منهم أن الجيوش قد قدمت عونا ومساعدة لهم ولتخليصهم من ظلم الدولة العثمانية التي دعمتها الدول الأوروبية ( بريطانيا – فرنسا – روسيا ) في ذلك الوقت خوفاً من تمرد محمد علي باشا، ولذلك نرى أن هذه الجيوش لم تلق مقاومة تذكر في البداية وسارت من نصر إلى نصر بسرعة فائقة حتى أنها وصلت الى كوتاهيه في الأناضول عام 1833 م – 1249 هـ ، وهناك تم عقد صلح بينهما وبين الدولة العثمانية في 8/ابريل 1833 م. بعد تهديد القوى الغربية بقصف قوات محمد علي باشا الذي اكتفى واقتنع بإعطاءه وبسط نفوذه على ما سيطرت أساطيله عليه وصولاً لشمال سوريا مقابل التوقف عن زحفه باتجاه عاصمة العثمانيين الذي كان منهم وانقلب عليهم كعادة الولاة والحكام العثمانيين المليئ سجلهم بالخيانات في ذلك الزمان. وكانت الاتفاقية التي ابرمت تنص على أن الدولة العثمانية توافق على تثبيت حكم محمد علي باشا على مصر وكريت (جزيرة يونانية في البحر المتوسط) والحجاز وراثيا على أن يجلو جيشه عن باقي بلاد الاناضول، وأن تبقى المناطق التي دخلتها الجيوش في الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين تحت حكم إبراهيم باشا لمدة أربعة سنوات شريطة بقاء محمد علي تابعا للسلطان.
والواقع أن سكان المنطقة ما لبثوا أن اكتشفوا أن ما حدث لهم كان كمن يستجير من الرمضاء بالنار، أو كما يقول المثل الشعبي “خرج من تحت الدلف لتحت المزراب” واكتشفوا أن لا عثماني أفضل من آخر مهما تبدلت الاسماء والرايات ، فكانت الأوضاع من سيء إلى أسوأ وسرعان ما تدهورت الأمور وازدادت الأحوال صعوبة وعسراً ، فالضرائب ارتفعت ، وتجاوزات عسكر محمد علي باشا وقادته كانت تستفز مشاعر الأردنيين في الكورة الذين رفضوا كغيرهم من أبناء الأردن في المناطق الأخرى تاريخياً كل محاولات الحكم الخارجي لهم وكانت نتيجة هذا الرفض مجموعة من الثورات الصغرى ، وما لبثت الثورات أن انفجرت في المنطقة في وجه القادم الجديد لتعم الأردن (سواء عجلون والكورة أو في البلقاء والكرك) و في دمشق ولبنان وفي اللجاه وجبل الدروز و فلسطين، واستنزفت هذه الثورات الكثير من الجهد والمال والأنفس البشرية مما أثر سلباً على إبراهيم باشا وجيوشه.
ثورة الكورة عام 1834 :
كانت ثورة محلية بقيادة رباع الثاني بن شريدة بن رباع، الذي أصبح زعيما وشيخا للكورة بعد أن أعدم العثمانيون والده شريده بن رباع في المزيريب، وكان شريدة هذا قد أعدم لأنه قتل أكثر من والي وحاكم من أتباع العثمانيين وانتصر على جيش أحمد باشا الجزار بقيادة الونّي (أحد قادة احمد باشا الجزار ، ورد اسمه في عدة مراجع منها د. أحمد عويدي العبادي ولكن لا معلومات واضحة عن اسمه الأول) في معركة وادي الغفر التي انتصرت فيها العشائر الأردنية على القوات العثمانية في ذلك الوقت، وتفيد بعض الروايات الشعبية أنه قتل بعد المعركة بسنوات انتقاماً وغدراً وظلماً كما جرت العادة من قبل العثمانيين في المزيريب وكان هذا عام 1831 م. وقد استلم رباع الثاني الزعامة والشيخة وقام بثورته سنه 1834 بمساعدة بعض وجوه لواء الطيبة الشمالية فقاموا بالهجوم على معسكرات ابراهيم باشا في اربد واستولوا على كثير من المؤن والعتاد والخيول، وقفلوا راجعين مرشدين. ونرى هنا أن هذه الثورة حصلت وكان ابراهيم باشا لا يزال بعز قوته وعنفوانه.
ففي عام 1834 هاجم ابراهيم باشا الشيخ رباع الثاني في تبنة ونزل فيها ولكن لم يستطع أن يحقق شيئا يذكر، وذلك لطبيعة تبنة الوعرة ومسالكها الصعبة باعتراف قادته، وبعد أن يأس ابراهيم باشا من أن يصل إلى رباع لجأ للحيلة والمكر، واستطاع بهذا الاسلوب أن يعتقل رباع الثاني وأخذه معه إلى سوف حيث كان يعسكر هناك جيشه بقيادة أحد قادته ويدعى خفتان أو قفطان وأعدمه في سوف عام 1834 م.
ومع ذلك لم تهدأ الكورة ولا جبل عجلون فقاموا بثورة ثانية عام 1839م ، ساهمت في إنهاء سيطرة قوات محمد علي باشا على المنطقة ، سنستعرضها في بحث مخصص لها لاحقاً.
المراجع :
- أطلس الأردن ، الفصل 4 – العصران الإسلامي والعثماني (629 ق.م. – 1918) ، المعهد الفرنسي لدراسات الشرق الأدنى عدنان البخيت ، جان-بول باسكوال
- فريدريك بك، تاريخ شرق الأردن وقبائلها، تعريب بهاء الدين طوقان ، الدار الأهلية .
- دراسات وثائقية لجبل عجلون والكوره من خلال المحفوظات الملكية المصرية 1255هـ 1839 هـ / أيمن الشريدة
- قول اللزوم في تصويب بعض ما جاء في دراسة بني مخزوم ، عبد العزيز كليب الشريدة ، دائرة المكتبة الوطنية 2008
- سليمان الموسى، رحلات في الأردن وفلسطين، المجموعة الثانية ط1، منشورات دائرة الثقافة والفنون، عمان 1987 م
- بيركهارت، رحلة بيركهارت في جنوب سوريا، ترجمة انور عرفات، المطبعة الأردنية، 1969
- كتاب أرابيلا مدينة الثقافة عبر العصور ، د.عاطف محمد سعيد الشيـَّـاب (بحث هند ابو الشعر قصبة اربد في العهد العثماني ص48-ص67)
- هند أبو الشعر: تاريخ شرق الأردن في العهد العثماني.
- مخطوط ثريات الذهب وبعض الذي جادت به قرائح العرب (مذكرات صالح مصطفى التل) ، عبد العزيز الشريدة
- مقابلة مع عبد الله كليب شريدة ، أحمد الدباس – الدستور 6 ايار 1987
- مقابلة مع عبد الله كليب شريدة ، محمد الخشمان – الرأي 6 نيسان 1980
- لواء الكورة الأرض والإنسان والتاريخ ، عارف أبو كركي ، ومحمد بني يونس 1991 ، منشورات وزارة الثقافة الأردنية
- كتاب دراسات وثائقية لثورة جبل عجلون والكورة ، للباحث أيمن الشريدة المنشور في العام 1995 الجامعة الأردنية
- مقالة في جريدة الدستور الاردنية بتاريخ 19أيار 2011 بعنوان ، ( محطـَّـات .. إربداوية : قبل 172 عاما.. أهالي إربد يثورون ضدَّ حاكم مصر محمد علي الكبير)
- كتاب خالد بن الوليد ، عبد العزيز الشريدة .
- كتاب كليب الشريدة احد رجالات الشمال ، عبد العزيز الشريدة ، منشورات وزارة الثقافة الأردنية، 2000 .
- بحث قصة دير أبي سعيد ، الباحثان عمر صالح العمري* محمد أحمد بني يونس ، مجلة المنارة العلمية آل البيت 2013