العسكريُّ الفَذْ خلف التل

By Published On: July 3, 2016


العسكري الفذ خلف التل

13566088_914981635313632_292537656_n

صورة للبطل خلف محمد التل

مقدّمة

هو زعيم أردني من حوران الأردنية، و صاحب بصمة واضحة في تاريخ الأردن، كان قائدا عسكريا في الجيش التركي، حيث قاد معارك ضارية مع الجيش التركي ضد الإنجليز في قناة السويس تميز فيها بذكائه وحنكته الحربية وعندما عاد بكتيبته إلى السلط انصَدَمَ بقصف الجيش التركي لأهله في مدينة السلط فانضم إلى الثوّار الأردنيين في جنوب الأردن. وهو مقاتل وثائر ضد الظلم و الاستعمار أينما وجد، فلقد شارك بالثورات ضد الفرنسيين في سوريا حيث نظّم الهجمات مع فرسان العشائر الأردنية، وكان من أوائل المنَظّمين للثورات العراقية ضد البريطانيين.  وهو شخصية سياسية لها تأثيرها في بناء الأردن الحديث، اذ كان المنسق العام لمؤتمر أم قيس، وقائد منطقة الكرك في العشرينات الذي التفت حوله العشائر وحل النزاعات بحنكته وصد هجوم الوهابيين على الأرض الأردنية، وشهدت له مدن الأردن، عجلون و البلقاء و الكرك ومعان بالإدارة الحكيمة والفذة.

 

كان خلف التل وطنيا أصيلا تجاهل المناصب و اغراءات الاستعمار التي انهمرت عليه و هو صلب لا يتزحزح عن مبادئه وإنصاع لقلبه و لضميره الوطني عندما هرّبَ القيادات و الزعامات الأردنية من سجن معان إبان الانتداب البريطاني، وعندما كان وزيراً للداخلية في حكومة أبو الهدى عام 1938 اتهمته حكومة الإنتداب بمساعدة الثوار ضد البريطانيين فنفته للطفيلة، شهد له الأشقاء العراقيون بدبلوماسيته الناجحة، حيث وافته المنية وهو قنصل في بغداد عام 1943.

عائلته ونسبه

ولد خلف التل في مدينة إربد سنه 1890 وتعلم فيها وتخرج من المدرسة الابتدائية سنة 1896، ويذكر أنها المدرسة الوحيدة التي كانت موجودة في مدينة إربد وقد أسسها الشيخ مصطفى صالح التل عام 1879 على نفقته الخاصة، في الوقت الذي أهملت فيه الدولة العثمانية التعليم وأبسط أنواع الخدمات. حصل على منحة من مكتب ” عنبر ” عام 1900، وأكمل تعليمه الإعدادي وتميز بتفوقه الأكاديمي، بعدها التحق بالكلية الحربية عام 1915 وتخرج منها يرتبه ملازم واستحقاقه وسام التفوق، خاصة اثر استقطاب الاحتلال العثماني للمتفوقين العرب و اغرائهم بالوظيفة العسكرية في ظل ضعف الوظائف التي توفرها الدولة بل انعدامها ومنعا لهم من الالتحاق بركب المتنورين و الثوار العرب، بعدها أرسِلَ إلى بعلبك وكانت تسمى الخدمة المقصورة حيث كان يُرسل جميع الخريجين من الطلاب العرب لتدريبهم ثم إلحاقِهم بالقوات المقاتلة إبان الحرب العالمية الأولى، وخلال تدريبه هناك شاهد العشرات من المواقف الاستفزازية من قبل الضباط الأتراك الذين يكيلون اللعنات والسباب والشتائم بحق العرب، في الوقت الذي علقت فيه المشانق لزعماء القوى الوطنية من الجمعية العربية الفتاة في ساحات بعلبك،  وتركت اثراً عميقاً في نفسه كما سنرى لاحقاً.

6.indd

صورة لمدينة اربد عام 1900 حيث ولد و ترعرع البطل خلف التل

نقطه التحول في حياته

عُينَ القائد خلف التل قائد للسرية 80 التابعة للفرقة 17 من الجيش التركي استعداداً لنقله مع عدة سرايا جميعها من الجنود والضباط الأردنيين و العرب من أمثال علي خلقي الشرايري وصبحي العمري ومحمد مريود وناصر فواز الزعبي لإبعادهم عن المناطق العربية خصوصاً بعد سياسات التعسف والتتريك التي انتهجتها الدولة العثمانية، إذ كانت تُضَحي بالضباط والجنود العرب وتضعهم على فوهة النار للتخلص منهم، فقد ارسلوا إلى منطقه السويس بالإكراه لمواجهة القوات الإنجليزية بدعوة أنها حرب مقدسة وأنها ضد العرب و المسلمين رغم أن القوات الألمانية و النمساوية كانت تحارب جنبا إلى جنب مع القوات التركية المحتلة و هي التي كانت تروّج بالأساس لخدعة الحرب المقدسة .

أظهر القائد خلف التل شجاعة وتفان كبير في قيادته للمعارك وقدم نموذجاً في القتال والفدائية في معارك غير متوازنة من حيث العدد والعتاد، إذ يذكر القائد علي خلقي الشرايري في مذكراته أن قوات جمال باشا التركية أخذت بالانسحاب والتقهقر أمام القوات الإنجليزية وتشتت في سيناء إثر فشلها الذريع، وعندها أظهر جمال باشا حقده على الضباط العرب وكتائبه فترك المعركة وهرب وأبقى على الكتيبة العربية – معظم قادتها من الضباط الأردنيين- تناوش القوات البريطانية،  بقي القائد خلف التل يناور ويراوغ حتى سحب قواته من السويس وفلسطين بطريقه استراتيجية ذكية حفاظا على أرواح الضباط و العسكر الأردنيين و العرب ووصل بها إلى مدينه السلط، وهنالك تشكلت نقطه التحول لديه عندما رأى الجرائم التي ارتكبها الجيش التركي مع حلفاءه الألمان والنمساويين في قصف مدينه السلط وتهجير أهلها وإلقاء القبض على زعمائها ونفيهم من أمثال صالح خليفة ومطلق المفلح وخليفة عبد الهادي وصالح البخيت ومفضي النجداوي. وتأثره بإعدام الشهيدين أحمد الكايد العواملة ومصلح الفاضل الربيع القطيشات، وعند سماعه بقيام ثورة عربية يقودها ثوار عرب من رفاقه جنوب الأردن تحيّن الفرصة والتحق بجيش الثورة العربية واستقبله الجنرال جميل المدفعي،  وبعد دخوله مع قوات التحرير العربية لدمشق عُينَ في درك حوران من عام 1918 إلى 1919 .

من ثورة إلى ثورة

شارك القائد خلف التل كغيره من الأردنيين في الثورة السورية والدفاع عن أراضي اشقائهم العرب و أرواحهم ضد الجنرال غورو وشارك في تنظيم فرسان العشائر الأردنية والتخطيط وتنظيم الهجمات على القوات الفرنسية، ومن ثم ذهب سرا إلى العراق للتخطيط والمساعدة في الثورة العراقية على الإنجليز وبدأ التحضير لأول معركه مع الثوار العراقيين ضد الاستعمار البريطاني وهي معركه تلعفر 1920 .

1281_318918

البطل خلف محمد التل مرتديا زيه العسكري

دوره في حكومة إربد ومؤتمر أم قيس

بعد هزيمة الجيش الفيصلي في معركة ميسلون وفرض الانتداب البريطاني على مناطق الأردن، واتباع الإنجليز سياسة التفرقة والنعرات بين المناطق الجغرافية الأردنية وسياسات الفتنة بين العشائر الأردنية، وتنفيذا لاتفاقاتها مع الدولة الفرنسية على تقسيم مناطق نفوذهما في كل من سوريا والعراق وفلسطين وفرض سيطرتها عليها، برزت الساحة الأردنية برجوع أبناءها من الفرسان والقيادات من ضباط الثورة العربية إلى مناطقهم، واستأذن علي خلقي الشرايري من الملك فيصل العودة إلى إربد لتشكيل حكومة وطنية للاحتفاظ بطابع الأردن الوطني وليكون بعيدا عن المطامع الاستعمارية بشكل مباشر ومخاطر الوكالة الصهيونية وبيع الأراضي لها ريثما ينتهي الملك فيصل من مفاوضاته مع البريطانيين، وهنا ظهرت شخصية  البطل خلف التل سياسياً كمنسق عام لمؤتمر أم قيس بعد تكليفه من قبل علي خلقي الشرايري بدعوة وجهاء العشائر والقيادات الأردنية للاجتماع مع المندوب البريطاني ” سمرست ” لإطلاع الحكومة البريطانية على الرغبات الشعبية المطالبة بتأسيس حكومة وطنية بزعامة أمير عربي وتشكيل مجلس عام بسن القوانين والإدارة وأن تكون حكومة منفصلة عن حكومة فلسطين لمنع الهجرة اليهودية إلى الأراضي الأردنية، وبعد ذلك عمل الفارس خلف التل مع البطل علي خلقي الشرايري بهدف توحيد الجهود والمناطق الأردنية في حكومة واحدة والتجهيز لقدوم الأمير عبد الله بن الحسين  بإرسال كتب و رسائل إلى الحكومات المحلية ووجهاء العشائر الأردنيين وكان القائد خلف التل في مقدمة من استقبلوا الأمير عبد الله في معان في سنة 1921 .

حياته العسكرية في الجيش الأردني

 بدأ إنشاء نواة الجيش العربي الأردني مع انتهاء عمليات التحرير في الثورة العربية على الأرض الأردنية  و أصبح رسميا مع قدوم الأمير عبدالله فباشر خلف التل ومن معه من الضباط الأردنيين بمهمة التدريب ومن ثم نقل إلى عمان لاستكمال مهماته التدريبية، وبعدها عُيّن الرئيس خلف التل قائدا لمنطقة الكرك لأنه يمثل نخبة الضباط الأردنيين ولحنكته العسكرية ومعرفته الاستراتيجية بالأمور الإدارية والتشكيلات العسكرية، تمكن خلف التل من تحقيق مهماته في الكرك وخاصة في تهدئة نشر الأمن والاستقرار في المنطقة والحد من تحركات العشائر الأردنية في الجنوب و ضمان استقرارهم بدلا من كثرة الترحال التي كان الاحتلال التركي أبرز المسببين لها وبخاصة في مواسم الحصاد والمساعدة في تحصيل الضرائب والتجنيد العسكري لحماية ثغور الوطن، ويُشَار له بالتعامل بطريقة حكيمة في حل المنازعات العشائرية اذ كان يتعامل معها بدون قوة عسكرية وبعقلية مدنية لتهدئة الأوضاع بعقد اجتماع لوجوه العشائر لحسم الخلاف وتحديد الخسائر وتحييد من يحاول استغلال الحوادث لتعكير الأجواء الأمنية والإشراف على الحل والصلح .

دوره في صدّ الغزو الوهابي

وفي أول تجربة على التحام القوى الشعبية مع مؤسسات الدولة ومنها الجيش للتصدي لقوى خارجية في وقوفهم معاً في الغزو الوهابي الأول. وتبدأ قصة الغزو الوهابي على الأردن مع الكرم الأردني – وهو جزء مقتضب من أسباب الغزو ، للذكر لا للحصر- كما روى قائم مقام الجيزة السيد نجيب الشريدة الذي قال: ” أن شخصا يدعى غنام العواجي أقام في الطنيب دخيلاً على جراد أبوجنيب الفايز أحد شيوخ بني صخر، ثم عاد إلى الجوف وشجع الوهابيين على القيام بغزوتهم، هذا بعد أن حدثهم عن كثرة خيرات الأردن. وهكذا يصدق المثل القائل : “اتق شر من أحسنت إليه”،  وبالرغم من حجم الهجوم والعدد الكبير للغزاة الذي بلغ 1500 رجل، إلاّ أن القوات الأردنية المشتركة من فرسان العشائر الأردنية من قبيلة بني صخر وشقيقاتها من العشائر الأردنية والقوات المسلحة الأردنية تمكنت من دحر الغزو وتمكن البطل خلف التل الذي كان رجل المهمات الصعبة بشهادة الشيخ حديثة الخريشة من ملاحقة الغزاة حتى الحدود الأردنية السعودية وقتل وأسر العشرات منهم وكما اشاد بفروسية التل وفروسية الشيخ مثقال الفايز والفارس الشيخ منور الحديد، وبلغت خسائر الغزاة ما يقارب نصف المهاجمين، وتكررت البطولة والالتحام بين الجيش والعشائر الأردنية مرة اخرى في سنة 1924 في الغزو الوهابي الثاني ودحر العدوان عن الأراضي الأردنية وألحق بهم أيضًا خسائر جمة.

 

خدمته لوطنه

بعد تولي فردريك بيك القيادة المباشرة للجيش عمل على تخفيض عدد القوات، وبالذات عمل على طرد عدد كبير من الضباط الأردنيين وتخفيض عددهم لأنه كان يخشى من الروح الوطنية بين الضباط والنزعة التمردية للتحرر ولِما رآه من قدرة الضباط على التعامل مع أسوأ الظروف والمصاعب وقدرتهم على إدارة الأمور وتسييرها مع القوى الشعبية . نتيجة لذلك تم نقل القائد خلف التل إلى السلك الحكومي المدني كغيره من الضباط الأردنيين، فنقل عام 1926 من الجيش وعين قائم مقام لواء عجلون، فعرف عنه حسن إدارته للأمور وتعامله مع الأهالي وعلاقاته الجيدة معهم وقدرته على حل الإشكالات بين الأهالي والحكومة .

و في عام 1928 نقل من عجلون إلى الكرك وعين متصرفا للواء الكرك، وفي هذا العام شهدت الساحة الأردنية تحركا شعبيا قويا مناهضا للمعاهدة البريطانية الأردنية، وكان القائد خلف التل من المؤيدين لهذه التحركات للنهوض الوطني ضد الانتداب البريطاني.
ومن ثم نقل إلى البلقاء وعين فيها متصرفا عام 1929،  وبعدها في عام 1931 عين في لجنة ترسيم الحدود في عهد حكومة السيد ابراهيم هاشم ، عين السيد خلف التل متصرفا للواء معان عام 1937 ، وأول مهمة قام بها في معان هي الإشراف على الانتخابات للمجلس التشريعي الرابع، وتشير التقارير الرسمية في منطقة معان في حينها إلى تطور ملحوظ في تحقيق الأمن وزيادة المشاركة السياسة وتحسن الزراعة نتيجة لحسن ادارة خلف التل .

13595719_914981531980309_77804707_n

خلف محمد التل أثناء عمله متصرفا للواء معان عام 1937

8.indd

إطلالة على مدينة معان أثناء إدارة خلف التل لمتصرفيتها

محرّر الشيوخ

ليس من السهل الموازنة بين العمل الرسمي في وظيفة حكومية والعمل الوطني في مقاومة الانتداب البريطاني، فنرى حنكة ودبلوماسية خلف التل في الجمع بين صعاب الأمور في تسهيل ومساعدة الشخصيات الوطنية وخاصة عند سجن رفاقه ممن كانوا معه في الثورة العربية الكبرى من قِبل قوات الاستعمار البريطاني، فعندما تم سجن  سليمان السودي وأحمد الروسان وراشد الخزاعي وتركي كايد العبيدات وسالم الهنداوي ومحمود الغرايبة في سجن معان سيء الذكر، مرَرَ لهم سراً مصروفَا شهريًا من راتبه، ومن ثم قام بتهريبهم من السجن، ولا زالت طريقة التهريب مجهولة، مخاطرًا بوظيفته وغير مبالي لشهوات المناصب وبريقها.

خلف التل الوزير المنفي

 لم يكن خلف التل من المنتسبين للمعارضة الوطنية، ولم تكن الحكومة تحسبه من المعارضين لذلك تم تسميته في حكومة توفيق ابوالهدى مفتشا للإدارة ( وزير الداخلية ) عام 1938. وفي تلك السنة زادت الحركة الوطنية الأردنية من هجماتها ضد الإنتداب البريطاني، من هجوم على مخافر للإنجليز ومحاولات اختطاف واغتيالات لضباط وشخصيات بريطانية وبخاصة محاولة اختطاف المعتمد البريطاني  ومحاولات تخريب خط أنابيب البترول، وحينها بدأت أصابع الاتهام تتوجه إلى خلف التل من قبل المعتمد البريطاني ومن عملاء الإنجليز،  فأخذ خلف التل ينتهج طريقه جديدة في اسلوب تعامله وتعاونه مع الأحرار الأردنيين في سعيهم إلى التحرر والخلاص من المستعمر، بإبلاغهم بأمر اعتقالهم، فلقد روى معالي المرحوم سليم البخيت ( وزير الأشغال الاسبق ) بأن خلف التل أرسل زوجته خديجة صالح التل -وهي شقيقة شاعر الأردن مصطفى وهبي التل (عرار)- إلى بيته وأبلغته بقرار الاعتقال بحقه، وبعد حادثة تفجير خط أنابيب النفط قرب قرية الحصن زادت شكوك المعتمد البريطاني بالقائد خلف التل اذ لم يلقِ القبض على أحد، فاستغل ذلك وعمد إلى إبعاده عن الوزارة في حكومة توفيق أبو الهدى الثانية،  فعين مديرا للمطبوعات والنشر، وبعدها تم توجيه التهم له بمساعدة الوطنيين الأردنيين في تلك الحادثة وتم نفيه إلى الطفيلة عام 1941 إلى أن صدر الامر بالعفو عنه من قبل الأمير عبدالله لعدم قدرة الانتداب البريطاني على اثبات التهم الموجهة إليه. وعيّن بعدها قنصل ثاني في بغداد، فعرف بدبلوماسيته الناجحة وقدرته على بناء علاقات جيدة تخدم المصلحة الوطنية، وبقي على رأس عمله إلى أن وافته المنية عام 1943 .

 

شهادة في سيرة خلف التل

قال عنه القائد جميل المدفعي رئيس الوزراء العراقي : “عرفته عسكريًا شجاعًا في نضال العرب واستقلالهم، وعرفته قائدًا باسلًا مدة رفقتنا في الأردن أيام الثورة، وعرفته إداريًا ناجحًا وسياسيًا محنكًا محبوبًا في بغداد،  وعرفته اخًا حميمًا وصديقًا وفيًا فقد كان جذاب الحديث، عذب البيان، قوي العزم والعزيمة وقد ملك محبة من عرفوه”.

 

 

المراجع :

  1. المجاهد خلف محمد التل ، محمود محمد عبيدات ، اربد ، 2003 .
  2. مواقف لا تنسى : الوزير خلف التل رفض الاستقالة تحت ضغط الإنجليز فعزله أبوالهدى ونفاه إلى الطفيلة ، صحيفة الدستور ، 16 /4/ 2011.
  3. مواقف لا تنسى : وزير الداخلية خلف التل يُنبـًّه الوطنيين، صحيفة الدستور ، 3 /9/ 2009.
  4. أسماء في الذاكرة: خلف محمد التل.. الوزير الذي أغضبت نشاطاته الوطنية الإنجليز فأوعزوا بعزله ونفيه، صحيفة الدستور ، 25 /6/ 2011.