المسار السادس لمعارك التحرير – جرف الدراويش

By Published On: June 15, 2016

المسار السادس : معسكر الاردن ( القويرة ) – جرف الدراويش

تاريخ التنفيذ :  12 كانون الثاني 1918

 خط المسير الجغرافي لقوات الثورة : ( القويرة – النقب –  الجفر –  مرتفعات ابوالرحام – محطة جرف الدراويش – العودة الى الطفيلة )

246JPG

مجموعة من ضباط و مقاتلي قوات الثورة في معسكر القويرة

تمهيد

 بعد إعادة تنظيم قوات الثورة في معسكر الاردن بدأت هذه القوات بتنفيذ عملياتها باتجاه الشمال الغربي، وكان الرتل الثاني بقيادة الشريف ناصر بن علي و معه العسكري البطل نوري السعيد ، وشارك في الرتل مجموعة من قوات العشائر الأردنية من بني صخر وأبو تايه- الحويطات . واعتمد سير قوات الثورة نحو جرف الدراويش على الطريق الشرقي وصولا الى الجفر، ثم التوجه غربا لمهاجمة المحطة من تلك الجهة وكانت التحضيرات قد تمت كما يلي :

  • فى القويرة : تنظيم القوة العسكرية ووضع خطة الهجوم
  • في النقب : وضع خطة الهجوم والاستراحة والتأكد من التزود بالذخيرة والأرزاق .
  • في الجفر: مراجعة الخطة بشكلها النهائي .
  • مرتفعات ابوالرحام: اقامت القوات لمدة ليلتين والمرتفعات هذه في منتصف الطريق بين
    الجفر وجرف الدراويش .
  • التنفيذ : الهجوم يوم 12 / 1 / 1918 م والبقاء ثلاثة ايام ثم الانسحاب إلى الطفيلة للإلتحاق بقوات الثورة التي دخلتها سابقا.
341JPG

قوات الثورة في طريقها للنقب حسب مخطط مسار المعارك المرسوم من قيادة الثورة

جرف الدراويش : تعريف عام

وجرف الدراويش او ” الجرف ” هي منطقة صحراوية اتخذت هذا الإسم لكثرة المناطق المجروفة والأخاديد ، التي تشكلت بسبب ليونة التربة و الإنحدارات المختلفة، أما اسم الدراويش حسب تسمية أهل المنطقة فقد ذكروا ان الجرف يقع على طريق الحج واشتهرت بأن فئة من الدراويش المتصوفين ، يقيمون كل عام فيها خاصة بسبب وجود سوق تجاري كان موجودا بالقرب من المحطة ولا زالت بقايا منه قائمة للان.

 محطة جرف الدراويش تقع على الكيلو 398 وهي تبعد عن معان الى الشمال 60 كلم تقريبا وهي من محطات الصنف الثالث وتتميز بقوة أبنيتها وهي تستند على واد من جهتها الشرقية يبعد عنها أقل من 400 متر ، فيه بئر الماء وبجانب البئر ركام قصر أثري قديم عرف باسم قصر البنت وحسب الرواية الشفوية فالبناء يعود لشخص ثري توفي هو وزوجته وبقيت ابنته وحيدة تملكت القصر، وعاشت فيه وسمي القصر نسبة إليها بقصر البنت والملاحظ وجود اكثر من قصر بنفس الإسم، فهناك قصر في مدينة البتراء واخر فى جرش واخر في الصحراء الاردنية .

وتستند المحطة من جهتها الشرقية على جبل مرتفع 1000 متر يطل عليها وهو المرتفع الوحيد من جهتها الشرقية بعرض اقل من 1 كلم أما باقي المنطقة فهي سهلية تماما تكثر فيها الاودية والطرق الترابية.

معركة جرف الدراويش

شهدت محطة جرف الدراويش ومنطقتها حدثين هامين خلال عمليات قوات الثورة العربية الكبرى  :

الحدث الأول: المعركة الهامة والقوية بقيادة الشريف ناصر بن علي يوم 12 كانون الثاني 1918 أي قبل دخول الطفيلة بثلاثة أيام حيث زحفوا منها باتجاه الغرب.

الحدث الثاني : أنها كانت احد المحورين لتنفيذ الهجوم الكاسح الذي شنته القوات التركية المحتلة ضد قوات الثورة بعد معركة حد الدقيق الشهيرة يوم 25 كانون الثاني 1918حيث نزلت قوات الاحتلال العثماني فيها يوم 5/3/1918 .

أهمية محطة جرف الدراويش

 تعتبر المحطة بحد ذاتها حصنا عسكريا متكاملا فهى قوية البناء وتقابل المدخل الوحيد باتجاه الطفيلة عبر سلسلة الجبال مرورا بأودية الطقطقي ووادي تلعة الشراري وصولا الى التوانة وعابور ، وكانت المحطة مهمة بالنسبة للقوات التركية المحتلة وحلفائها لأنها :

توفر مصدر مياه دائم فيها لتزويد صهاريج القطارات .

  • سيطرتها على مدخل الطفيلة الوحيد تقريبا .
  • تؤمن القدرة على التعامل مع المنطقة المحيطة بمرونة بحيث تكون هي قاعدة انطلاق الدوريات والعمليات العسكرية الاخرى .
  • توفر الحماية لجسر حساس على خط سكة الحديد وهو يقع الى الشمال منها وهناك جسر
    مماثل الى الجنوب في منطقة وادي برما على بعد ٢ كلم .

اما أهميتها بالنسبة لقوات الثورة العربية الكبرى فقد رأى الامير زيد بن الحسين قائد مسرح العمليات العسكرية في منطقة الطفيلة أن الإستيلاءعلى المحطة يعني :

  • التأثير فى خطوط مواصلات القوات التركية المحتلة و الخيالة الألمانية وحرمانها من محطة قوية .
  • فتح الطريق باتجاه الطفيلة وبالتالي توفير الحماية الخلفية ومسلك الطرق من الجهة الشرقية.
  • إحكام الحصار على محطة و سجن معان من جهتهما الشمالية.
  • التأثير على قوات الاحتلال التركي المتحصنة في قلعة عنيزة بعد ٢٧ كلم تقريبا .
  • الاتصال مع العشائر الأردنية في المنطقة وأن جرف الدراويش كانت تعتبر سوقا تجاريا يؤمها القبائل البدوية الأردنية القاطنة في الجهات الشرقية .
  • الرد المباشر على هجوم الاتراك على وادي موسى في 21/11/1918 والذي استشهد وجرح فيه اربعون فارسا و جنديا من قوات الثورة.

الوضع التركي في الجرف

بلغ حجم القوات المتواجدة في تلك الفترة ما بين 500-700 مقاتل يعززهم مدفع، ولم تكن وضعية الأتراك وضعية قتالية في المحطة خاصة وأن هناك نقطة ضعف هي وجود التل المنفرد المرتفع المسيطر على المحطة من جهتها الشرقية ، ولم يستطع الاتراك مسك المحطة والمرتفع معا خاصة وان الوادي الموجود فيه قصر البنت ، ومصدر المياه يفصل بينهم، إضافة إلى أن الاتراك كانوا يتوقعون ان مصدر التهديد لهم سيكون من الغرب او الجنوب وليس من الشرق جهة الصحراء . ولا يتوقعون أي تعرض ضدهم من الأساس لوجود حامية الطفيلة في الغرب وحامية الحسا فى الشمال على بعد 15 كلم وحامية عنيزة فى الجنوب على بعد 15 كلم أيضا، أي انها في موقع متوسط تتوفر له الحماية من هذه الجهات.

دور جرف الدراويش في العمليات العسكرية

ينقسم دور جرف الدراويش اولا الذي ينقسم إلى دورين رئيسيين :

  1. دور ما قبل الهجوم على المحطة وحتى تطهيرها من الاحتلال التركي في 12 /1/1918.
  2. دور ما بعد اخلاء قوات الثورة لها واستمرارها فى التأثير على منطقة العمليات العسكرية واتخاذها كمنطقة حشد لاستعادة الطفيلة من براثن الاحتلال العثماني فى ٦ اذار 1918.

الدور الأول: ما قبل الهجوم العربي على جرف الدراويش وحتى تحريرها.

 كانت جرف الدراويش من ضمن الخطة العامة لقوات الثورة التى تولى قيادتها الأمير زيد فى شهر كانون الثانى 1918 هذه الجيوش التي انطلقت من معسكر الأردن فى القويرة وهي :

  1. الجيش الاول بقيادة الشريف مستور يعاونه فرسان عشيرة الجازي من الحويطات بزعامة الفارس الشيخ حمد بن جازي وهدفه جرف الدراويش وبعد ذلك الطفيلة .
  2. الجيش الثاني بقيادة الشريف ناصر ومعه نوري السعيد يعاونه فرسان عشيرة التوايهة من الحويطات بزعامة الفارسان عودة ومحمد دحيلان ابو تايه وهدفه جرف الدراويش وبعد ذلك الى الطفيلة.
  3. الجيش الثالث بقيادة الشريف عبدالمعين وهدفه الشوبك.

329JPG

الشريف ناصر بن علي و الشيخ عودة أبو تايه في مضارب الحويطات أثناء إحدى عمليات الثورة

سرّية عملية التحرير و تفاصيلها

وعندما تحركت جيوش الثورة فى ميدان المعركة وجدت أن تطهير محطة جرف الدراويش يؤمن الطريق إلى الطفيلة، وقد جرى التخطيط لتحرير الجرف فى القويرة ، ولكن بشكل سري فيذكر صبحى العمري في حديثه عن المعارك الاولى أنّه بعد 15 يوما من حركتهم من القويرة فهموا أن الهدف هو جرف الدراويش، ويذكر سير العمليات العسكرية بسرد تاريخي والذي ننقله من مصادره البحثية موزعا على مراحل وكما يلي  :

(المرحلة الاولى ) وقد شملت ما يلي :

      أ. تشكيل مفرزة هجوم في القويرة لتنفيذ عملية ضد موقع غير معروف لهم في حينها حيث صدر الأمر بإلحاق رشاشين مع ضابط في القويرة ومن ثم التحاق بقية السرية في القويرة .

      ب. تشكلت مفرزة الهجوم من :

فوج مشاة من اللواء الهاشمي،  سرية بغالة مكونة ( ٨٧ ) بغل، سريتي رشاش ( 4 رشاشات )، مدفعين جبليين، مفرزة صحة بإمرة أحد الأطباء، هجانة من العقيلات، الفم محارب و فارس من بني صخر والحويطات

ج. تولّى قيادة قوات الثورة رئيس اركان الجيش الضابط نوري السعيد .

د. بينما تولى الشريف ناصر بن علي قيادة قوات الهجوم .

327

موسيقات جيش الثورة تعزف الموسيقى أثناء رفع راية المستشفى الميداني المتنقل ( مفرزة الصحة ) لقوات الثورة

( المرحلة الثانية ): بدأت هذه المرحلة فى منطقة النقب بعد وصول القوات إليها في القويرة ، وهنا يروي صبحي العمري في شهادته : (….تحركنا فقطعنا السكة الحديدية الى الشرق حتى وصلنا الى موقع الجفر ) وشملت هذه المرحلة :

  1. الافصاح عن الهدف من المهمة وهو الهجوم على محطة جرف الدراويش و تطهيرها .
  2. انضمام فرسان وهجانة بني صخر بقيادة الشيخ ( مفلح القمعان الزبن ) ومعهم الشريف حسين الشقراني وفائز العظم.
  3. تصفية الخلافات ما بين العشائر الأردنية بفضل الأمير زيد الذي دعا الى الاهتمام بالاهداف الرئيسية
  4. وضع خطة الهجوم على جرف الدراويش والتي كانت كما يلي :

المحاور العامة لخطة تحرير جرف الدراويش  

  • تقوم المفرزة الأولى بتدمير جسر سكة الحديد وتقوم المفرزة الثانية بتدمير الجسر جنوب المحطة .
  • يهاجم فرسان عشائر بنى صخر المحطة من الجهة الشمالية
  • يهاجم فرسان عشائر الحويطات المحطة من الجهة الجنوبية
  • تتقدم قوات الثورة من جهة الشرق بحيث تستفيد من هضبة (أم الرحام ) التي تنتهي غربا بإطلالتها على المحطة مباشرة على بعد 600 متر
  • فقط مسندة بالرشاش والمدفعية .
42

إحدى عمليات تفجير سكك خطة سكة الحديد أثناء العمليات العسكرية لتعطيله وقطع الإمدادات عن الحاميات التركية المتحصنة في معان

التنظيم العام لقوات الثورة و فرسان العشائر لعملية التحرير

  • قوات المقدمة وتشكلت من 15 خيال، رشاش، 15 هجانة
  • قوات الميمنة ومهمتها الهجوم من الجهة الشمالية وهي قبائل بني صخر ومعهم حوالي 500 خيال ومقاتل و فارس.
  • قوات الميسرة : مهمتها الهجوم من الجهة الجنوبية وهي قبائل الحويطات ومعها حوالي 500 خيال ومقاتل و فارس .
    وقد نفذت القوات هجومها فى الموعد المحدد وفاجأت المحطة واستمرت المعركة بضع يوم وركّز الهجوم في بدايته على المدفع التركي فأعطبوه ثم استولوا عليه وأصلحوه وأعيد استخدامه ضد القوات التركية المحتلة فور إصلاحه .

نتائج المعركة

كانت المعركة سريعة و حاسمة نظرا لمهارة الفرسان و التخطيط الذكي لها ، فقد فرّ الاتراك من موقع المحطة باتجاه الغرب وأسفرت المعركة عن ما يلي :

  1. 80 قتيلاً تركيا
  2. 200 اسير تركي و ألماني و نمساوي منهم 7 ضباط .
  3. 40 عربة محملة بالمؤن واللحوم كانت في طريقها لتزويد الحامية التركية في المدينة المنورة .
  4. عدد من الجرحى الذين بقوا في المحطة بعد ان أخلاها فرسان العشائر الأردنية ليتسنى للنجدات التركية تقديم الاسعاف لهم، في اشارة واضحة لأخلاق الحرب التي حملها فرسان العشائر الأردنية.
135

أحد المخافر التركية التي تم تدميرها وتطهيرها من قبل قوات الثورة قرب المحطة

عمليات ما بعد تحرير المحطة

يتضح من سير العمليات أنّ قوات الثورة أمضت ليلتين وهي في طريقها من الجفر الى الجرف  ونفذت عملياتها بدقّة في ساعات قليلة ومحدودة، بحيث لم يستطع الأتراك استخدام اسلحتهم بكفاءة وتأثير ضد قوات الثورة بدليل أن لا خسائر تذكر لحقت بقوات الثورة .

وقد استأنف مقاتلو العشائر الأردنية نشاطهم بعد المحطة فأتمت المفرزتان الأولى و الثانية تدمير الجسور ومباني السكة وتدمير القطار و حجز الإمدادات و المؤن و قطعها عن الحاميات التركية المنتشرة في الصحراء و التي يمثل خط السكة العثماني شريانها النابض بالسلاح و المؤن و المزيد من الجنود المرسلين من اسطنبول .

وبقيت قوات الثورة في حالة يقظة تامة وخيموا خلف المحطة، وفي الليلة التالية جاء قطار توقف الى الجنوب من المحطة يحمل ستين جنديا تركيا وتقرر القيام بهجوم لأسر الجنود وتشكلت مفرزة لتنفيذ المهمة لكن حماس بعض الجنود العرب أفشل الخطة فقد بادروا بإطلاق النيران باتجاه القطار حال مشاهدتهم له، مما أعطى الفرصة لإستدارة القطار وعودته الى معان حيث الحامية التركية الكبيرة هناك و التي حوّلت المدنيين في معان إلى دروع بشرية .

وفي اليوم الثالث اشتدّ البرد وبدأت الثلوج بالتساقط فغادر العرب المحطة وعاد الشريف ناصر الى مقر قاعدته في الجفر ثم بعد ليلتين غادرها واجتاز المسافة بمرحلة واحدة باتجاه الطفيلة، وعاد نوري السعيد الى القويرة ومعه الأسرى وشرع في تشكيل فرقة المشاة الثانية هناك.

353

أثناء عودة قوات الثورة لمعسكر القويرة بعد عملية تحرير جرف الدراويش

الأثر العام لمحطة جرف الدراويش بعد 15/1/1918م

اخلى فرسان العشائر الأردنية المحطّة في صباح 15/1/1918، وتحركت قوات الثورة باتجاه الغرب، نحو الطفيلة للإلتحاق بقوات الثورة التي دخلتها، و ذلك بعد استسلام حاميتها وانضمامها لقوات الثورة .

وقد ذكرنا أسباب إخلاء المحطة، مسبقا والذى ساير متطلبات الموقف العسكري وما ان اخلت قوات الثورة المحطة حتى عاودت القوات التركية احتلالها وتنظيمها وإعادة بنائها وبناء الجسور التي دمرت لإعادة استخدامها من قبل الاحتلال.

 فى الوقت نفسه الذى كانت القيادة التركية العليا تعدُّ العدة للهجوم على الطفيلة، لإعادة احتلالها فكان القرار السريع من قبل الجنرال التركي حامد فخري بالهجوم على الطفيلة  مستخدما محطة القطرانة، سالكا طريق الكرك وادى الحسا فكان مصير الحملة التركية الهزيمة المنكرة، لتبدأ القيادة التركية اعداد العدة من جديد لتنفيذ هجوم انتقامي من فرسان الطفيلة و قناصيها فبرزت اهمية محطة جرف الدراويش، وبدأ الأتراك يحشدون قواتهم استعدادا لتنفيذ الهجوم، وكان المحور الآخر هو محور جرف الدراويش – الطفيلة  وهو الأخطر والأهم فقد شهدت طريق جرف الدراويش- الطفيلة  جميع العمليات العسكرية وصولا الى الرشادية ثم الى الشوبك كما وضح ذلك مسار معارك الطفيلة .

حشد قوات الاحتلال التركي في الجرف

 بدأت المعلومات تصل لقيادة قوات الثورة في الطفيلة، وكان الأمير زيد يمرر هذه المعلومات
للقيادة الاعلى، وبدأت بوادر الحشد والاستعدادات تظهر، ولم تتوقف قوات الثورة عن تنفيذ عمليات عسكرية مضادة فقد شهدت المنطقة مناوشات عسكرية بهدف التدخل في التحضيرات التركية و التخريب عليها أو تعطيلها

فقد ورد في رسالة من الأمير زيد الى الأمير فيصل مؤرخة في 9 شباط 1918، ويقول فيها : ( أضيف قسم الى قوة جرف الدراويش، و عيوننا في المنطقة أفادت لنا أن الاتراك يعدون العدة للهجوم على الطفيلة،  وقد حصلت اشتباكات شمال محطة جرف الدراويش قرب محطة الحسا أسفرت عن قتل 30 تركيا واغتنام سبع بنادق وخمسة خيول )، و هذا ما أكده الأمير زيد في رسالة أخرى حيث بين أن المصادمات مستمرة بين قوات الثورة وبين دوريات الأتراك خصوصا في منطقة الحسا والجرف.

التسلسل الزمني للأحداث لاحقا

        أ. 3 آذار 1918 : المعلومات تفيد بوجود قوة كبيرة في جرف الدراويش تقدر بسبعمائة خيّال وألف جندي.

       ب. 3 آذار 1918 :  حشد قوة كبيرة للأتراك في الكرك تقدر بخمسمائة خيال وقسم مشاة .

ج. 4 اذار 1918 : في تمام الساعة الثامنة صباحا تحرّك الأتراك من جرف الدراويش بإتجاه الغرب نحو
منطقة التوانة  حيث بدأت الاشتباكات الاولى .

 د.  اظهرت عمليات الاستطلاع أن القوات التركية الموجود في محيط المنطقة هي الفرقة 25 ، ومركزها القطرانة ويبلغ مجموع أفرادها 6200 جندي و ضابط، ويلاحظ  من توزيع الفرقة انها موجودة في منطقة لا يزيد طولها عن 80 كلم، من الحسا شمالا حتى معان جنوبا أي أنها تشكل جبهة طولية مركزها جرف الدراويش الذي يرابط فيه 500 جندي تركي، و كانت نتائج الاستطلاع في أيلول 1918 أن الاتراك لديهم 35 خيمة موزعة فى الجرف مع مرابطة قطار في المحطة من أجل حماية القوات و سرعة نقلها أو إمدادها .

الانسحاب التركي من جرف الدراويش

وقعت تركيا اتفاقية الهدنة في بحر ايجة لإنهاء الحرب العالمية الاولى و على اثرها بدأت القوات
التركية تنسحب من المنطقة، وقد انسحبت القوات التركية من من جرف الدراويش 26 أيلول 1918، وقد أكّد ذلك رسالة الامير زيد الصادرة في معان بتاريخ فى 26 ايلول  1918
نصها : العدو اليوم ينسحب من جرف الدراويش جار تعقبه بمفرزة .

المصادر :

  • الثورة العربية الكبرى : الموسوعة التاريخية المصورة ، البحث التاريخي والإشراف الدكتور بكر خازر المجالي ؛ فريق العمل خولة ياسين الزغلوان ، و فريق الفرس الشقراء ، مركز أرض الأردن للدراسات والنشر، 2011  .
  • التاريخ العسكري للثورة العربية الكبرى فوق الأرض الأردنية / بكر خازر المجالي، قاسم محمد الدروع 1995 .
  • الثورة العربية الكبرى : الحرب في الأردن 1917-1918 : مذكرات الأمير زيد / سليمان موسى، دائرة الثقافة والفنون.
  • المراسلات التاريخية 1914-1918 : الثورة العربية الكبرى. المجلد الأول / أعدها وحققها وكتب حواشيها وترجم بعضها سليمان الموسى، 1973.
  • ذكرياتي عن الثورة العربية الكبرى، محمد علي العجلوني، مكتبة الحرية ،عمّان ، 1956.
  • المعارك الأولى : الطريق إلى دمشق، صبحي العمري،أوراق الثورة العربية؛ رياض الريس للكتب والنشر، لندن، بريطانيا ؛ ليماسول، قبرص ، 1991،  ط. 1.