المسار العاشر لمعارك التحرير
Latest articles
November 16, 2024
November 16, 2024
November 16, 2024
المسار العاشر لمعارك التحرير
خط المسير الجغرافي لقوات الثورة : ( العقبة – تل المقص – وادي عربة – الضحل – غور الصافي – القلعة التركية (المشنقة) – غور المزرعة – مسار العقبة )
بسير هذا المحور باتجاه الشمال في وادي عربة وحتى البحر الميت ، وهو يوازي حركة سير جيوش الحلفاء التي انطلقت من صحراء سيناء باتجاه بئر السبع وكان هدفها الوصول الى القدس، وقد أولت قوات الثورة العربية الكبرى ، اهتماما خاصاً لهذا المسار للاسباب التالية :
- يشكل طريق الحماية بين سلسلة الجبال الشرقية الأردنية وسلسلة الجبال الغربية من سيناء جنوباً وحتى مرتفعات الخليل والقدس .
- يمنع أية اتصالات قد تتم بين القوات التركية المحتلة في مناطق وادي موسـى أو الطفيلة وبين القوات التركية الأخرى الموجودة فى مناطق فلسطين الجنوبية .
- يسمح هذ المسار بحرية الحركة والتنقل للقوافل التجارية والإمدادات ونقل الأسلحة والذخيرة من العقبة إلى مراكز قيادة الثورة في الشمال خاصة ميناء غور المرزعة المحرّر .
- يحكم هذا المسارالسيطرة على منفذين بحريين هما المنفذ الشمالي الداخلي الموجودة على البحر الميت والذي يمكن استخدام مينائه لنقل المواد
باتجاه الشمال ومن ثم الاستمرار عبر الغور الشمالي الى مناطق اربد وطبريا . - توجد تجمعات سكانية للعشائر الأردنية على طول خط المسار فى مناطق ضربة (رحمة حالياً) وغرندل والريشة، وغور فيفا والصافي والحديثة والمزرعة ، وكان من المهم الاتصال مع العشائر الأردنية هناك للتوعية بفكرالنهضة و تحييدهم وحمايتهم من أي هجمات عسكرية مرتدة محتملة من قبل قوات الاحتلال التركي و منع أي تأثير أخر قد يعيق عمليات الثورة مستقبلا ً .
- توجد مواقع عسكرية للاحتلال التركي مهمة على طول هذ المسار خاصة القلعة التركية في غور الصافي والقلعة التركية في غور المزرعة وهي تشكل اهدافا عسكرية يجب التعامل معها وتطهيرها .
مسار العقبة – وادي عربه
شهد هذا المسار دخول قوات الثورة العربية من منطقتين :
الاول من الطفيلة – الكرك ثم غور المزرعة وهذا المسار مستقل له بحثه الخاص به كما جاء في المسار الثامن لمعارك التحرير والدخول الثاني من العقبة نفسها .
1 . العقبة ، بعد استقرار الوضع في العقبة ، وبعد أن غادرتها معظم قوات الثورة نحو معسكر الأردن في القويرة ، بقيت في العقبة بعض المفارز العسكرية اضافة لوجود قطع حربية بحرية ، وكانت هذه كاحتياط عام لقوات الحلفاء .
2 . تل المقص : وهو أول موقع يظهر بعد مغادرة العقبة باتجاه الشمال عبر وادي عربة و كما أسلفنا في المسار الأول لمعارك التحرير فهو تل قديم يعود الى فترة الألف الاولى قبل الميلاد ، ويقابله الى الغرب وفي الحدود الدولية تل اخر يظهر فيه بقايا صهر النحاس والمعادن المختلفة، وهو جزء من ميناء سليمان ويسمى الثل ( تل الخليفي ) .
3 . وادي عربة : واد يتسع في جهة الجنوب بين سلسلتي الجبال ويضيق شمالا ، وهو المنطقة بعد الخروج من العقبة وحتى بداية الأغوار الجنوبية التي تبدأ بغور فيفا و وادي الجيب .
و (عربا) أو (عربة) تعني النهر او السيل الجاري، وتظهر الحفريات فيه ما يدل على أنه كان دائم الجريان، وتبدو بقايا المستحاثات والحفريات واضحة، وأهمية الوادي تبدو من وجود المنافذ عبر الجبال نحو الغرب والشرق وهي منافذ عسكرية تسمح بانتقال من يريد مستفيداً من تضاريس الطبيعية .، وعلى طول الوادي توجد المواقع التاريخية خاصة في مواقع فينان وغرندل وهي ذات اهمية وقد كانت هذه مستوطنات بشرية لديها حضارة وثقافة عاصرت عهد روما ومملكة الأنباط .
4 . الضحل : وفيه قلعة وبقايا بركة ماء ضخمة ، اضافة لينابيع مياه، وبالتالي فقد كانت الضحل ذات قيمة على طريق قوات الثورة العسكرية في وادي عربة .
5 . غورالصافي : لا زالت اثار القلعة التي استخدمها الاحتلال التركي قائمة ويمكن مشاهدة آثار المقصلة و هي مكان تعليق حبل الإعدام لثوار المنطقة الخارجين على الاحتلال العثماني حيث نفذت فيه العديد من عمليات الإعدام لأحرار العشائر الأردنية و فرسانها المناهضين للاحتلال ، ويتحدث أهل غور الصافى عن اعدام العديدين من رجال بلدتهم ، دون أن تذكر الوثائق شيئا عنهم أو عن اسمائهم و تهمهم ، ولازال أهل المنطقة إلى الآن يسمون موقع القلعة بالمشنقة استذكارا لشهدائهم الذين مضوا على أيدي الاحتلال التركي الغاشم، وقد أسهمت عشائر غور الصافي في جيوش الثورة والتحق عدد منهم كمتطوعين شاركوا في حراسة الطريق في وادي عربة وقاتلوا في صفوفها .
6 . غورالمزرعة : وهو نهاية طريق وادي عربة وقد بحثنا فيه من خلال دراسة معركة غور المزرعة كما وردت في المسارالثامن لمعارك التحرير .
لم يشهد هذا المسار من العقبة الى غور المزرعة كما يتضح لنا عمليات ذات أهمية عسكرية ولكن أهمية المنطقة الجيوستراتيجية تكمن في تأثيرها على مسرح العمليات خاصة اذا ما أرادت أية قوات عسكرية تركية محتلة استخدامها للوصول بسرعة إلى العقبة أو إلى البتراء ووادي موسى أوالطفيلة و تلال الكرك ، ومن المهم الإشارة الى محور عسكري آخر كان يمكن أن يتشكل و هو محور وادي عربة – جبال البتراء ووادي موسى ومن ثم الى معان ، خاصة لحاجة الحامية التركية المحتلة في معان و سجنها سيء الذكر الى اية وسيلة لتخفيف الحصار عنها في المدينة ، هذه القوات التي أصبحت معزولة تماما بتحرير العقبة والطفيلة والسيطرة على وادي عربة وكذلك بتطهير المدورة والجفر .
المراجع :
- الثورة العربية الكبرى : الموسوعة التاريخية المصورة ، البحث التاريخي والإشراف الدكتور بكر خازر المجالي ؛ فريق العمل خولة ياسين الزغلوان ، و فريق الفرس الشقراء ، مركز أرض الأردن للدراسات والنشر، 2011 .
- التاريخ العسكري للثورة العربية الكبرى فوق الأرض الأردنية / بكر خازر المجالي، قاسم محمد الدروع 1995 .
- الثورة العربية الكبرى : الحرب في الأردن 1917-1918 : مذكرات الأمير زيد / سليمان موسى، دائرة الثقافة والفنون.