قام مشروع الإدارة المتكاملة للنظم البيئية في وادي الأردن بتأسيس عدد من المحميات الطبيعية على طول وادي الاردن، تم تأسيس محمية فيفا الطبيعية ضمن أنشطة المشروع والذي يتبع لإدارة الجمعية الملكية لحماية الطبيعة تم إعلان محمية فيفا بتاريخ 13-7-2011، وتقع في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة الأردنية الهاشمية، وتبعد 140 كم عن عمان وحدها الغربي هو الحد الدولي بين الأردن والضفة الغربية. تبلغ مساحة محمية فيفا 26 كم²، وتمتد من منطقة السمار في الشمال وحتى منطقة خنيزيرة في الجنوب، وأخفض نقطة في المحمية تبلغ 420 م تحت سطح البحر

يوجد في المحمية نمطين نباتيين مهمين: نمط النبت الملحي ونمط النبت الإستوائي، كما تقوم المحمية بحماية سبعة أنواع نباتية وحيوانية مهددة، مثل نبات الآراك، الوشق و الضب

يسود المنطقة إقليم النفوذ السوداني والذي يشبه الصحراء ويتميز بارتفاع درجات الحرارة، التنوع الحيوي النباتي والحيواني استطاع التأقلم مع الظروف الصعبة. تعتبر المحمية موطن 4% من أنواع النباتات و8% من أنواع الحيوانات في الأردن

 

 

محمية فيفاالطبيعية
محمية فيفا الطبيعية
محمية فيفا الطبيعية
محمية فيفا الطبيعية
محمية فيفا الطبيعية
محمية فيفا الطبيعية
محمية فيفا الطبيعية
محمية فيفا الطبيعية
محمية فيفا الطبيعية
محمية فيفا الطبيعية

المصدر

الجمعية الملكية لحماية الطبيعة

محمية فيفا الطبيعية

يعد مرصد طيور العقبة منطقة مهمة للطيور تتكون من موائل متنوعة كالموائل الشجرية والشجيرات والبيئات الصحراوية والأراضي الرطبة. هذه الموائل التي تحتل موقع استراتيجي على ثاني أهم مسار لهجرة الطيور في العالم والمتمثل بحفرة الانهدام تضمن جذب أنواع متنوعة من الطيور. لذا فإن مرصد الطيور يشكل نقطة استراحة لما يصل إلى نصف مليون طائر سنوياً تعود لنحو 250   نوعاً مختلفاً من الطيور

مرصد طيور العقبة

لا تشكل الأراضي الرطبة في مرصد طيور العقبة موطناً مناسباً للطيور فحسب، بل تعتبر فكرة رائدة لإعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة لإنشاء أحد أهم المنتجات السياحية لمراقبة الطيور في الأردن والمنطقة

مركز زوار المرصد

منذ عام 2012، تعمل الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بالتعاون مع سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وشركة مياه العقبة للحفاظ على استدامة الموائل في المرصد وفتح الموقع للجمهور لممارسة تجربة مراقبة الطيور والتي قد تعطيهم فرصة لرؤية ما يصل إلى 70 نوع مختلف من الطيور في جولتهم اليومية خصوصاً خلال الوقت الأمثل لمواسم الهجرة في الربيع والخريف من كل عاميزور مرصد طيور العقبة ما يصل لعشرة الاف زائر سنوياً على شكل: عائلات، طلاب، زوار رسميين ومراقبي طيور للاستمتاع بتجربة مراقبة الطيور المهاجرة خلال استراحتها في المكان

المصدر

الجمعية الملكية لحماية الطبيعة

مرصد طيور العقبة

مرصد طيور العقبة

تغطي محمية غابات عجلون التي أنشئت في العام 1987 مساحة 12 كم² وتقع ضمن مرتفعات عجلون شمال عمان. وتتألف من جبال تشبه إلى حد كبير مناطق البحر الأبيض المتوسط، ويتراوح ارتفاعها ما بين 600-1100 متراً فوق سطح البحر، وتحتوي على سلسلة من الأودية المتعرجة.

تم اقتراح عجلون كمنطقة محمية في دراسة كلارك عام 1978، وتتمثل أهميتها البيئية بتمثيلها لنمط غابات البلوط دائمة الخضرة والذي هو شائع في شمال الأردن. كجزء من نظام حوض البحر الأبيض المتوسط الجغرافي الحيوي فإن المنطقة تسودها الغابات والتي تشكل جزءاً مهماً من غابات الأردن، علماً بأن مساحة الغابات في الأردن لا تتجاوز 1% من إجمالي مساحة الأردن.

وبالإضافة للبلوط دائم الخضرة يعيش في المحمية أشجار الخروب، شجر البطم الفلسطيني والقيقب. وعلى مر السنين كانت هذه الأشجار غاية في الأهمية لسكان المنطقة كمصدر للحطب وفي بعض الأحيان كقيمة غذائية وطبية أو ببساطة كمصدر للطعام.

تحتضن غابات عجلون العديد من الحيوانات والنباتات مثل الخنزير البري والدلق الصخري، وهو نوع من أكلات اللحوم والذي يقتصر انتشاره على موائل الغابات، وابن آوى، والذي يتواجد بأعداد جيدة بالقرب من المحمية، بالإضافة إلى الثعلب الأحمر والضبع المخطط  والسنجاب الفارسي والنيص والذئب.

وينتشر في المحمية العديد من أنواع الزهور البرية مثل السوسنة السوداء عدة أنواع من وأزهار الأوركيد والزنبق البري، والعديد منها موجود على ملاحق اتفاقية (CITES). في العام 2000 تم إعلان محمية غابات عجلون من قبل الجمعية الملكية لحماية الطبيعة والمجلس العالمي لحماية الطيور كمنطقة مهمة للطيور في الأردن.

بعد تأسيس المحمية، شرعت الجمعية ببرنامج إكثار يهدف لإعادة إطلاق الأيل الأسمر المنقرض محلياً إلى البرية، الأيل الأسمر متأقلم مع بيئة الغابات في عجلون، ويتغذى على أنواع عديدة من الأشجار والشجيرات والأعشاب. فيما مضى وفرت الغابات الكثيفة التي كانت تغطي مناطق عجلون البيئة المثالية لهذا المخلوق الأصيل، لكن التحطيب الذي كان سائداً في 200 عام الماضية ساهم في انقراض الأيل الأسمر من الأردن، ومنذ إطلاق هذا البرنامج في العام 1998، تمكنت الجمعية من إطلاق أعداد من الأيل الأسمر في المحمية، لتعود إلى موئلها الطبيعية وتستمر في النمو والتكاثر.

لا تزال محمية غابات عجلون تواجه العديد من المخاطر حيث تأثر شكل وحدود المحمية بشكل سلبي بوجود الأراضي الخاصة حولها، في الوقت الحالي هذا أدى إلى ظهور العديد من المشاكل الإدارية للمحمية، بسبب وجود العديد من المداخل غير الرسمية للمحمية والتي ساعدت على الدخول المعتدين إلى داخل المحمية لأغراض غير قانونية مثل التحطيب، الرعي والصيد.

ومع ذلك، لدى المحمية أحد أكثر برامج التواصل والتوعية الشعبية تأثيراً بين مختلف المحميات في الأردن، هذا الأمر أدى لرفع وعي المجتمعات المحلية التي تقطن المنطقة حول أهمية المحمية وحمايتها، ولهذا السبب تمكنت الجمعية من إطلاق عدد من المبادرات بالتعاون بين المحمية والسكان المحيطين بها.

مشاريع التنمية الاقتصادية الاجتماعية

  1. بيت الصابون
  2. بيت الصابون

يقع بيت الصابون في مبنى الأكاديمية الملكية لحماية الطبيعة في قرية أم الينابيع الرائعة حيث تقوم سيدات القرية بإنتاج صابون عرجان بالطرق التقليدية العريقة من زيت الزيتون الصافي مائة بالمائة ممزوجاً بزيوت طبيعية أخرى ومستخلصات نباتات المنطقة مثل اللافندر والنعناع والرمان وغيرها من خلاصة الزيوت الصافية. يستطيع زوار بيت الصابون التمتع بمشاهدة عملية تصنيع الصابون واحتساء كوب من أعشاب المليسة، بالإضافة إلى التسوق في الدكان الموجود في البيت.

  1. بيت البسكويت
  2. بيت البسكويت

يضم بيت البسكويت الواقع في مبنى الأكاديمية الملكية لحماية الطبيعة في قرية أم الينابيع مطبخ “تسالي” حيث يتم تحضير البسكويت والحلويات المعدّة يدوياً بوصفات أردنية تقليدية ومكونات محلية بطريقة معاصرة من قبل سيدات المجتمع المحلي. هذه الفكرة ساعدت على تقديم “تسالي” البسكويت والحلويات الأردنية بروح جديدة، حيث تقدم الوصفات الأردنية القديمة بطريقة مستوحاة من المكونات المحلية التقليدية. تضم منتجات بيت البسكويت؛ رقائق زيت الزيتون وساندويش الدبس والطحينة وحلوى الطاقة وبسكويت الزعتر بالجبن وبسكويت اليانسون.

  1. بيت الخط العربي
  2. بيت الخط العربي

في هذا البيت ستخبرك السيدات نبذة عن تاريخ ومميزات أهم ستة أنواع من خطوط اللغة، ويمكنك التدرب على طريقة كتابة اسمك بالخط المفضل لديك. يهدف بيت الخط العربي لتقريب الحضارات المختلفة من خلال اظهار جمال اللغة العربية لزواره وتعريفهم بتاريخ الكتابة واللغة. كما يمكنك طلب تصميمك الخاص من بطاقة معايدة أو برواز للمنزل وبهذه الطريقة تقوم بدعم سيدات المجتمع المحلي العاملين بذلك.

السياحة البيئية

ابن اوى محمية غابات عجلون

تقع محمية غابات عجلون على مرتفعات محافظة عجلون شمالي العاصمة عمان، وتغطي هذه المحمية مساحة ما يقارب 13 كيلو متر2. ويحيط بها أشجار البلوط و الصنوبر والخروب والفراولة البرية والفستق البري. و تعتبر هذا الأشجار مهمة بالنسبة للسكان المحلين باعتبارها مصدر للحطب ومنظر طبيعي جميل وفي أحيانٍ كثيرة لأغراض علاجية وكطعام. وقد شهدت مدينة عجلون على مر العصور استيطان حضارات بشرية بسبب مناخها المعتدل وغاباتها الكثيفة وتربتها الخصبة. و يظهر هذا جلياً في المواقع الأثرية المنتشرة في الغابات والقرى المحيطة بها. وتعتبر هذا المحمية مكان يضم النباتات والحيوانات البرية إضافة إلى كونها مكان ينعم بالهدوء ويستطيع المرء التمتع بجمال الطبيعية فيه. ويعتبر كل من حيوان الضبع المخطط وخز الزان والنيص المتوج من الحيوانات التي يندر العثور عليها إلا في المحمية. أما في فصل الربيع تمتلئ المحمية بالزهور البرية كشقائق النعمان والورود الصخرية.

 

الإقامة

أكواخ عجلون

أكواخ محمية غابات عجلون

هناك ثلاثة وعشرون كوخًا خشبيا مصمم بإبداعية ليتمكن الزائر من الاستمتاع بتجربة البقاء في الطبيعة مع رفاهية إضافية. كُل كوخ مصمم بطريقة مريحة ومجهز بحمام شخصي بالإضافة إلى شرفة تجعلك ترغب بالجلوس لساعات مستمتعاً بالنسيم العليل ومنظر الغابات. وتستقبل الأكواخ الزوار على مدار العام.

 

المأكولات والمشروبات

مطعم محمية غابات عجلون

يتوفر في المحمية مطعم يقدمُ أطباق بيتية الصنع لوجبات محلية وتقليدية، فيمكّن الزوار من الاستمتاع بتناول الأطباق المحلية وتجربتها في الهواء الطلق.

  • مسارات المشي

مسارات المشي

مسار الأيل الأسمر

برفقة دليل أو بدون

مستوى الصعوبة: سهلة

المسافة: 2 كيلومتر

المدة: أقل من ساعة

عدد المجموعة: من 4-18 شخص

الوصف:

هذا الممر الدائري القصير يبدأ من المخيم، ويوفر مناظر طبيعية وخلابة للمحمية. بالقرب من منطقة الاكواخ والخيم ستجد معصرة عنب حجرية قديمة، وفي ساعات الصباح يمكن مشاهدة الأيل الأسمر قبل العودة الى مركز الزوار.

 

ممر قرية عرجان

برفقة دليل فقط

مستوى الصعوبة: متوسط

المسافة: 12 كم

الوقت: 6 ساعات

حجم المجموعة: من 4 الى 18 شخص

وصف الممر

يبدأ الممر من مركز زوار محمية غابات ويأخذك عبر الوديان المشجرة والبساتين الخضراء المورقة في قرية عرجان، مما يتيح لك فرصة اكتشاف نمط الحياة الريفية الموجود في المنطقة. وخلال الممر، يمكنك مشاهدة اصطفاف أشجار الحور على طول نبع المياه والتي تشكل مشهدًا في غاية الجمال، بالإضافة إلى الجدران الصخرية وطواحين المياه القديمة التي كانت تستخدم قديما.

محمية غابات عجلون في الربيع

 

مسار راسون

متاح على مدار العام ما عدا شهر رمضان)، برفقة دليل

مستوى الصعوبة: متوسط

المسافة: 6-7 كم

المدة: 2-3   ساعات

عدد المجموعة: من 4-18 شخص

الوصف: يبدأ الممر من مركز زوار محمية غابات عجلون مشيا على الاقدام. يمكنك أن تتبع طريقا صغيرا غير مباشر يودي الى آثار معصرة نبيذ قديمة وباستطاعتك مشاهدة أشجار القيقب الأقدم في المحمية. يرتفع الممر إلى 1100 متر فوق سطح البحر عند نقطة مراح النسر وينزل بك بعد ذلك حيث النهاية في قرية راسون ومن هناك يمكنك العودة بالسيارة أو الباص إلى بيت الصابون في مبنى الأكاديمية الملكية لحماية الطبيعة حيث تشاهد الطريقة التقليدية التي تتبعها سيدات القرية في صنع الصابون من زيت الصابون الصافي.

 

مسار اللبيد الزهري

 برفقة دليل

مستوى الصعوبة: متوسط

المسافة: 8 كم

المدة: 3-4 ساعات

عدد المجموعة: 4-18 شخص

المتطلبات: مستوى مقبول من اللياقة البدنية

الوصف: يبدأ الممر من مركز زوار محمية غابات عجلون حيث سمي هذا الممر على اسم زهرة اللبيد الزهري التي يمكن مشاهدتها في جميع أنحاء الممر في فصل الربيع، يعبر الممر غابات كثيفة وبساتين ومزارع وقرى داخل وخارج المحمية. بالإضافة إلى ذلك يمنحك هذا الممر رؤية مناظر جميلة للضفة الغربية وسوريا والريف الأردني. في منتصف الطريق تقريبا، ستشاهد معصرة النبيذ والزيتون التي تعود إلى العصور البيزنطية والرومانية، وقبل الوصول إلى نهاية المسار، استرخ وخذ قسطا من الراحة, تحت ظل شجرة الملول الكبيرة. وفي كل موسم تستطيع التمتع بتنوع نباتي مختلف.

مشهد عام من المحمية

مسار مارالياس

برفقة دليل

مستوى الصعوبة : متوسط

مدة الممر: 4 ساعات

المسافة : 8.5 كم

عدد المجموعة: 4-18 شخص

الوصف: يقودك الممر الذي يبدأ من مركز الزوار، إلى آثار كنيسة مارالياس التي تعتبر واحدة من أقدم الكنائس في الاردن، حيث سميت الكنيسة بهذا الاسم نسبة الى النبي الياس أو اليا. يأخذك الممر عبر مجموعة من بساتين التين والاجاص، وبين غابات السنديان وأشجار الفراولة ومروج مملوءة بالزهور. تتقاطع مع الوادي الجدران الحجرية الاستنادية، التي تحمي بساتين المزارعين من أمطار الشتاء ومن الخنازير البرية. استرخي في الظل مع كوب من الشاي قبل التسلق إلى قمة التلة التي توفر مناظر رائعة للمنطقة المحيطة.

 ممر قلعة عجلون

برفقة دليل

مستوى الصعوبة: صعب

المسافة: 18 كم

المدة: يوم كامل

عدد المجموعة: 4-18 شخص

عند وصولك مار الياس، لديك خيار الاستمرار على طريق مليء بالتحدي، والذي سيأخذك يبدأ من بيت المزارع الصغير والبساتين المجاورة لها في الطريق إلى قلعة عجلون، والتي بنيت بين 1184 م – 1188 من قبل ابن أخ صلاح الدين، ففي القسم الأول من الممر يمكنك التمتع بمناظر من الضفة الغربية وسوريا، قبل أن تنحدر إلى واد مشجر. الطريق شاقة وصعبة ولكن منظر القلعة عند رؤيتها لن يصدق. ويتخلل هذه الجولة، استراحة غداء أعدت في احدى بيوت المجتمع المحلي.

محمية غابات عجلون

يرجى الملاحظة

  • وقت بدء المسارات:  ما بين 08:00 – 10:00 صباحا
  • تتوافر الجولات طيلة العام تبعاً للظروف المناخية جميعها

المصدر

الجمعية الملكية لحماية الطبيعة

 

محمية غابات عجلون

 

كتب سعادة المهندس زيد نفّاع 

القنصل الأردني الفخريَ للمملكة الأردنية الهاشمية في هنغاريا

لا نأتي بجديد إن قلنا إن عيد الغطاس أو العماد، هو من أهم الأعياد التي يحتفل المسيحيون بها في السادس من كانون الثاني من كل عام لذكرى معمودية المسيح في الجانب الشرقي لنهر الأردن على يد يوحنا المعمدان، حيث (عبر النهر وتعمد).

نوضح أكثر ونقول إن السيد المسيح عبر نهر الاردن من الضفة الغربية (أرض فلسطين) باتجاة الضفة الشرقية الى (الاردن) وعمد المسيح في الاردن.

معنى ذلك أن المسيحية بدأت وانتشرت في العالم من الاردن وهذا يعني باختصار ان (الاردن مهد الديانة المسيحية في العالم).

والمسيحي لا يصبح مسيحيّاً إلا بعد العماد أو المعمودية فقط، حتى ولو ولد لابوين مسيحيين. أما بالنسبة للمسيحيين في العالم فيعتبر موقع المغطس أهم مرجعية دينية، بالاضافة الى اتباع يوحنا المعمدان (النبي يحيى)، وأعدادهم كبيرة جداً وهم موجودون في الهند وكوريا ودول امريكا اللاتينية.

فما الجديد، فيما هو قادم؟!

الجديد، علينا أن نكون جدّيين في الاستفادة من قدسية ورمزية هذا المكان المقدس عند مسيحيي العالم والتركيز على الحج المسيحي.. لذا علينا:

  • اولا: زيادة وتوسيع البينة التحتية من الفنادق والمطاعم والأسواق التجارية والعديد من المنشآت السياحية المساندة.
  • ثانيا: تسليط الأضواء على الاردن في مختلف وسائل الاعلام الدولية وباستمرار ما يعزز المكانة السياسية والاقتصادية.
  • ثالثا: إرسال رسالة للعالم بأن موقع المغطس هو على الجانب الشرقي لنهر الاردن (أي في الاردن) ، لان السيد المسيح عبر النهر وتعمد.

عدم السماح بالعبث بذلك من قبل اليهود على الجانب الاخر للنهر والترويج لموقع المغطس من طرفهم، لانه منصوص في الدين المسيحي (عبر النهر وتعمد) وهذا مهم، أما الاهم من ذلك ان اليهود لا يؤمنون بميلاد السيد المسيح عليه السلام كي يروجوا له كذبا، وانما يضللون المسيحيين غير العرب للاستفادة اقتصاديا من السياحة، وللاسف منذ نشأة الدولة الاردنية لم يصرح أحد بذلك.

وهنا ادعو جميع العاملين بالقطاع السياحي التركيز على السياحة في الاردن على انها الاساس وليست مرتبطة بالآخرين ودول الجوار كما كان الحال عليه قبل عام 1967.

ولننطلق من أننا (نحن الاساس) ومن يريد ان يربط نفسه بنا هذا شأن يعود له فـ(البترا لنا، والمغطس لنا) والأردن كنز ومتحف مفتوح من الشمال الى الجنوب إرث وتاريخ وحضارة واثار. والسياحة نفط الاردن.

وكل عام وأنتم بألف خير

 

زيد نفّاع: في عيد الغطاس، المغطس إرث أردني يجب الحفاظ عليه والاستفادة منه

صورة للجزء الشرقي من العاصمة عمان ، تصوير : David Bjorgen

مقدمة

كانت عمان منذ القدم حاضنة بواكير التحضر والمجتمعات الإنسانية، فقد منح نهرها الأرض خصوبة تجعلها كنزاً طبيعياً، ذلك النهر الذي امتد من رأس العين مروراً بعين غزال، ليصب في نهر الزرقاء، فرسم خط التواجد الحضاري الزراعي للأردنيين الأوائل حول مجراه، وكما كانت أوديتها مفعمة بالحياة، كانت جبالها محطّ الأنظار منذ القدم، فترى عمان تتربع على عرشها العالي، والذي يتكون من 7 جبال تشكل جبال عمان السبعة، وتُطلق هذه التسمية على سلسلة التلال التي شكلت فيما مضى ما يعرف حالياً بشرق العاصمة عمان، والتي كانت أساس العاصمة حتى بداية ثمانينيات القرن الماضي، حين بدأت العاصمة بالتوسع بشكل كبير نحو الغرب، وهذه الجبال هي: القصور، الجوفة، التاج، النزهة، النصر، النظيف، الأخضر.

أما بخصوص مناخ تلك المناطق، فيعتمد ذلك على إرتفاع المنطقة، إذ يبلغ مُعدل إرتفاع تلك الجبال قُرابة 825 متراً عن سطح البحر، وتمتد من إرتفاع 750 متراً وحتى 870 متراً. ويبلغ مُجموع الأمطار السنوي في تلك المناطق قرابة الـ375 ملم. أما مُعدل درجة الحرارة العظمى في شهر آب فيبلغ 31 مئوية وفي شهر كانون ثانٍ يبلغ 11 مئوية لنفس الإرتفاع. وفي وسط عمان يتربع الجبل الأخضر، كجارٍ للنهر يحمي منبعه، فيشكل مع بقية جبال عمان مزية مهمة لها ، تعطيها نوعاً من الحماية الطبيعية كما تؤثر في مناخها  لتجعله أكثر رطوبة واعتدالاً.

الموقع والخصائص الجغرافية

نشأت عمان على حافة الصحراء الأردنية في كلتقى ما بين الأخضر والأصفر ما بين الصحراء والسهل وفي رقعة انتقالية تربط بين الإقليمين، الصحراوي والمتوسطي شبه الرطب ، وفي الوقت الذي كانت فيه أودية عمان تمتاز بالخصب نتيجة مرور سيل عمان فيها، ونتيجة لكثرة العيون المائية، كانت جبال عمان دوماً يانعة وخضراء تتلقى نسبة من الهطولات المطرية العالية تساهم في خصوبتها، واعتدال مناخها.

وفي المنطقة الوسطى من عمان يقع الجبل الأخضر، ولعل اسمه يوحي بطبيعته الخصبة النابضة بالحياة ، وهو من أكثر جبال عمان ميلاً وانحداراً، ويصل ارتفاعه في أعلى مناطقه إلى  890 م، وهو يحاذي منطقة رأس العين التي كانت منبع نهر عمان أو ما يسمى بمية عمان، الأساس الذي قامت حوله نواة مدينة عمان الحديثة، التي توسعت لاحقاً واستقبلت المهاجرين الشراكسة.

منطقة الجبل الأخضر – خرائط جوجل

التقسيم الإداري

بدأت مدينة عمان الحديثة عام 1921 كمدينة صغيرة تقوم على الزراعة وتنتج كميات من الحبوب والخضراوات، لكنها توسعت بشكل سريع جداً عقب إعلانها عاصمة لإمارة شرق الأردن فبدأ السكان بالتوافد إليها من داخل الأردن وجواره، و كانت حينها تشتمل على مناطق القلعة واللويبدة وجبل عمان والأشرفية والجوفة، وشيئا فشيئا بدأت تحول نشاطها الأكبر من الزراعة إلى النشاط التجاري، واستمرت المدينة بالتوسع مع تدفق اللاجئين الفلسطينيين بعد النكبة، وكان التزايد في أعداد المهاجرين إلى عمان نتيجة الهجرة الاختيارية أو القسرية  يفرض التوسع في حدود المدينة فاتسعت حدودها الإدارية لتشمل بالإضافة إلى السفوح المطلة على الأودية، أعالي الجبال، ودخل الجبل الأخضر في حدود عمان في التوسعة الثالثة خلال الأعوام  (1959-1968)، أما في الوقت الحاضر فيتبع الجبل الأخضر في التقسيم الإداري لأمانة عمان لواء قصبة عمان، كحيّ من أحياء منطقة بدر التي يبلغ عدد سكانها حسب التعداد العام للسكان والمساكن لعام (2015) 229308 نسمة.

الكثافة السكانية

على الرغم من خصوبة التربة في الجبل الأخضر، ونسب الهطولات العالية وإن كانت غير منتظمة، وعلى الرغم من أنها بيئة ملائمة للزراعة، حال التوسع العمراني دون استغلال هذه الأرض بالزراعة، فتحول الجبل إلى منطقة سكنية ذات كثافة سكانية عالية، نظراً لقربه من وسط المدينة، الذي شكل بؤرة التوسع السكاني، إذ تتوافر معظم المرافق والخدمات و تنتشر الأسواق الشعبية التي يعمل فيها قطاع عريض من أبناء المجتمع وفئاته، ونظراً للكثافة السكانية فإن تنظيم المباني والسكن فيها يتبع للقطاعين (ج) و (د)، بيوت صغيرة المساحة، ومتقاربة بشكل كبير.

العمران

كانت بيوت الجبل الأخضر في بداية التوسع العماني إسمنتية بسيطة، ثم ازدادت أشكالها تعقيداً وتطوراً مع التوسع بعيداً عن مركز المدينة، وازداد بناؤها متانة وصار الحجر ومواد البناء الحديثة تدخل في بنائها، ولا يزال الجبل الأخضر محتفظاً بالإضافة إلى المباني الحديثة ببيوته القديمة، في بعض حاراته وأحيائه كحي العماوي، وكثير من هذه البيوت بحاجة إلى ترميم لاستدامتها، خصوصا أنها ما تزال مأهولة بأصحابها .

 وتتميز المنطقة المنحدرة من الجبل بأدراجها القديمة الطويلة التي تقطع مناطق مختلفة من الجبل هبوطاً إلى سفوحه، فتوفر وسيلة مناسبة للتنقل في المناطق المنحدرة بأمان حتى الوصول إلى مناطق عمان الأخرى، وتتفاوت هذه الأدراج في عمرها وشكلها ومواد بنائها، فمنها القديمة الخرسانية التي تعرضت لتأثيرات كثيرة بفعل عوامل  الزمن جعلتها بحاجة إلى الترميم، ومنها التي بنيت من الحجر لتكون قادرة على الصمود مدة أطول.

 ولهذه الأدراج قيمة عالية فهي تشهد لعمان بهويتها الجبلية، وفي هذه الأيام تحظى الأدراج القديمة بمحاولات للعناية بها وتجميلها من قبل أمانة عمان وبعض الشباب المبادرين، لتصبح مظهراً فنياً بالإضافة إلى كونها مظهراً تاريخياً، أدراج بقيت قائمة منذ عقود لتوثق نشأة عمان الحديثة وتوسعها وتطورها .

المراجع

صالح،حسن1980 : مدينة عمان دراسة جغرافية منشورات الجامعة الأردنية

موسى،سليمان 1985:عمان عاصمة الأردن ، منشورات أمانة عمان

 مجموعة مؤلفين ، واقع الزراعة الحضرية في مدينة عمان ، منشورات مؤسسة ruaf

http://alrai.com/article/10443242/محليات/أدراج-عمان-ارث-عريق-ومقصد-لاختصار-أزمات-وسط-البلد تم النشر في 8-7-2018

جبال عمان السبعة – الجبل الأخضر

مقدمة

من أعلى مشارف عمان، يطل  كتميمة قديمة تحرس الوادي، ذلك الجبل الذي حفظ آثار عصور كثيرة مرت وعهود طويلة من الحضارة، و شهد تحولات كثيرة، واحتضن الرجاءات لآلهة اتخذه مؤمنوها معبداً لهم، فكان جبل القلعة محضناً لآمال الأردنيين الأوائل فمن معبد ملكوم إلى هيكل هرقل، معابد تبنى على بقايا معابد، ومن الكنائس البيزنطية إلى المساجد الأموية، عصور من التاريخ الحافل لم يتوقف دفقها مطلقاً .

معبد هرقل -موقع رحلاتك

الموقع والتضاريس

يطل جبل القلعة، المسمى أيضاً بجبل الطهطور (الرجم)  على منتصف وادي عمان، تحيط به الأودية من جهاته الثلاث ويتصل بالهضبة (جبل الحسين) من الجانب الشمالي ، مما يكسبه حماية طبيعية، تجعل من الوصول إلى قمته أمراً شاقاً، ويحرك موازين القوة لتتركز في يد المقيم في الجبل، لذلك كان محط أنظار كثير من الشعوب والقوى التي حاولت التوسع على مر العصور.

عصور ما قبل التاريخ

شهد جبل القلعة تراكمات آثارية امتدت من عصور ما قبل التاريخ وصولاً إلى يومنا هذا، فقد عثر فيه على كهف عائد إلى العصر البرونزي يعتقد أنه كان يستخدم كمدفن آنذاك، ويحتوي على أكثر من قبر، كما تشير البقايا الأثرية إلى وجود مدينة عامرة في جبل القلعة في العصر الحديدي الأول، ما يزال جزء منها قائماً في الزاوية الشمالية الشرقية .

الأردنيون العمونيون في جبل القلعة

أقام الأردنيون العمونيون في عمان منذ سنة 1200 وحتى 332 ق.م، واتخذوها عاصمة لدولتهم وأطلقوا عليها اسم ربة عمون، التي وصفت في التوراة بأنها المدينة الملكية أي العاصمة، ومدينة المياه، نسبة إلى مياهها المتدفقة من العيون والسيل، وقد كانت المدينة مؤلفة من جزأين : المدينة السفلى وهي القائمة على ضفاف السيل، يمارس الناس فيها الرعي والزراعة والتجارة، والمدينة العليا: وهي القائمة على جبل القلعة، وترتفع نحو 130 متراً عن السيل، وتضم مقر الحاكم والقصور والمعابد ومساكن المواطنين، وقد احتوت على نظام لتخزين الماء في آبار وبرك محفورة في الأرض تصل بينها قنوات مائية تعتمد على مياه المطر وتستخدم احتياطاً في حالات الحصار، وتمكن الأردنيون العمونيون من ربط المدينة العليا بخارجها عن طريق ممرات سرية، ويذكر أن السلوقيين فشلوا في حصارهم لربة عمون حتى توصلوا عن طريق الأسرى إلى معرفة سر السرداب الذي يعتمد عليه أهل القلعة في توفير المياه، وقد كانت المدينة محصنة بأسوار عالية، وأبراج للمراقبة.

وأظهرت التنقيبات والحفريات وجود كثير من الآثار العمونية المهمة في جبل القلعة، ومن أبرزها قبر الملك العموني عمي ناداب، وكتابة تذكر بناء هيكل للإله العموني ملكوم، وعثر أيضاً على أربعة رؤوس حجرية متشابهة في الشكل والحجم يعتقد أنها كانت في أحد المعابد الدينية، وقد تمثل للعمونيين آلهة شبيهة بالآلهة عشتار التي عبدها السوريون القدماء، كآلهة للخصب والأمومة والشرف.

اليونانيون في جبل القلعة 

خضعت عمان للحكم اليوناني طيلة ثلاثة قرون (330-63 ق.م) وأعاد الملك بطليموس الثاني فيلادلفيوس إعادة إعمار ربة عمون وأطلق عليها اسم فيلادلفيا نسبة إليه، وتعني مدينة الحب الأخوي، وكانت إحدى مدن الديكابوليس العشرة التي تمتلك حكمها الذاتي وتسيطر على المناطق المجاورة لها.

وتعود بقايا الأسوار الموجودة حالياً في الشمال الغربي من جبل القلعة إلى العهد اليوناني، وترتفع حوالي 22 مدماكاً أي 22 صفاً أفقياً من الحجارة الكبيرة المستخدمة في البناء، حيث كان السور يمتد شمالاً نحو 50 متراً، وجنوباً نحو 100 متر، وقد أقيمت الأسوار من الناحية المتصلة بالهضبة لتأمين الحماية اللازمة لها .

الرومان في جبل القلعة 

شجع الرومان بناء وتعمير المدن التي اختصها اليونانيون باهتمامهم ومنها عمان، فبنوا فيها كثيراً من مرافقهم وتركوا كثيراً من الآثار في جبل القلعة، ومن أبرز هذه الآثار هيكل هرقل الذي صمم بطريقة مماثلة لطراز الهياكل الأخرى، التي تتميز بفخامة بنائها وعلوها الشاهق إذ كان الهيكل يمتد 22 متراً من الشرق إلى الغرب و52 متراً من الشمال إلى الجنوب  وكانت أروقته الخارجية تنتصب على صفين من الأعمدة طول كل عمود منها تسعة أمتار وقطره متر ونصف، وفوق هذه الأعمدة تيجان من الطراز الكورنثي، ينتصب إلى جانب الهيكل تمثال لهرقل وقد كلل رأسه بالغار ولفّ على عنقه جلد أسد ليظهر جبروته، ولا يقل طول هذا التمثال عن 30 قدماً، ففي الحفريات عثر على قطعتين من المرمر وفخذ إنسان ضخم يعتقد أنها تعود للتمثال، ويرى بعض الباحثين أن هذا الهيكل قائم على أنقاض هيكل أنشأه الأردنيون العمونيون لإلههم ملكوم .

ومن أهم الآثار التي عثر عليها في بعض التنقيبات  تمثال للآلهة تايكي حارسة عمان وحاميتها تحمل على رأسها مجسماً للقلعة، وتايكي هي آلهة الحظ السعيد والنجاح والازدهار عند الرومان  .

وعندما أصبحت الديانة المسيحية هي الرسمية للدولة الرومانية تحولت المعابد الوثنية إلى كنائس وإبراشيات ، وذلك ما حصل للمعبد الذي أنشئ في العصر الروماني للآلهة فينوس (الزهرة) وتحول فيما بعد إلى كنيسة العذراء ، وقد هدمته الزلازل عام 747 م .

الأمويون في جبل القلعة

  بعد قرون طويلة من تغيير اسمها استعادت عمان اسمها الأصيل الذي لم يغب عن قلوب الأردنيين الأوائل من سكانها .

وقد شهدت عمان ازدهاراً كبيراً في العصر الأموي ، إذ كان يؤمها كثير من الخلفاء، كما وجدت بيوت أموية كثيرة  في جبل القلعة شيدت من الطين والحجارة تحتوي على أدوات عديدة كالمباخر والقدور والقوارير والأباريق، وبعض النقود النحاسية .

ومن أبرز الآثار الأموية في جبل القلعة القصر الذي يحتوي ثلاث مناطق رئيسية، الأولى وهي المسماة  بالديوان العام، وهي فضاء واسع فيه حوض ماء كبير يؤدي إلى صالة استقبال أخذت حجارتها من مبانٍ رومانية قديمة، وزينت جدران الصالة الداخلية بزخارف ورسومات طغى عليها الطابع الإسلامي، تتوسطها قبة خشبية أو حجرية هدمت بفعل الزلازل، وجرى ترميمها حديثاً .

وفي المنطقة الأولى كان الوالي يستقبل ضيوفه المهمين وكبار الوزراء، أما المنطقتان الثانية والثالثة فتتوزع فيهما مبانٍ مختلفة لبيوت وقصور كان الوالي يقيم فيها مع عائلته، ويتصل بالقصر الأميري صالة العرش التي لا يدخلها سوى حاشية الوالي، وهناك حجرة أخرى بجوارها تتصل بباب صالة الاستقبال .

القصر الأموي في جبل القلعة – ويكيميديا

الأيوبيون في جبل القلعة

كانت عمان تحتل مكانة مهمة لدى الأيوبيين وكانت موطناً لتجمع الجيوش الأيوبية في معركة حطين خاصة، ومن آثارهم في جبل القلعة البرج الجنوبي وهو البرج الوحيد المتبقي من سور القلعة، وقد أعيد بناؤه في العصور من حجارة مختلفة النحت والشكل والوضع، ويبدو من هذا البرج مشهد المدينة السفلى، وخصوصاً المدرج الروماني .

حاضر جبل القلعة

ما تزال مكانة جبل القلعة حاضرة في وجدان الأردنيين، إذ إنهم لا يزالون يتطلعون إليه بوصفه قطعة عظيمة من تاريخهم، تحظى بأهمية خاصة، فنرى الروائي زياد قاسم يكتب رواية ” أبناء القلعة ” التي يظهر فيها تفاصيل حياة أهل الجبل مضفياً عليها نوعاً من الارتباط العميق بالمكان، كما نرى أن مدفع الإفطار الرمضاني ما يزال يطلق من أعلى قمة في جبل القلعة ، ليعيد مع صداه حكاية سلسلة من التتابع الحضاري العظيم .

المصادر والمراجع

الصفدي ، علي (2006) ، درج فرعون الشاهد التاريخي سيرة عمان في الخمسينيات ، مطابع الدستور

العابدي ،محمود (2002) ، عمان ماضيها وحاضرها ، منشورات أمانة عمان

أبو عريضة، محمد (2013) ، أسرار عمان تحقيقات في ذاكرة المدينة ، فضاءات للنشر

غوانمة ، يوسف (2002) ، عمان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية ، دار الفكر

الكردي ، محمد (1999) ، عمان تاريخ حضارة وآثار المدينة والمحافظة ، دار عمار للنشر

الموسى ، سليمان (2010 ) ، عمان عاصمة الأردن ، منشورات أمانة عمان

جبل القلعة

جبل طرون كما يبدو من أحد بيوت ساكب

مقدمة

بخضرته الآسرة يطل جبل طرون من بين القمم المتجاورة لسلسلة جبال عجلون، يحتضن ساكب الجميلة ويرعى بعينيه ريمون الخضراء، يختصر الربيع في غصن سنديانة واثقة صادقت مهبّ الريح فلم تعد تخشى شيئاً، هكذا هي أشجار طرون، فكيف بحجارته العتيقة، خذ حظك من النظر، وثق أن هذا الجمال لن ينقص.

الموقع والتسمية  

يقع جبل طرون في جرش مقابل بلدة ساكب، التي تنتشر كثير من بيوتها على سفحه باطمئنان، ويصل ارتفاع هذا الجبل إلى 1117 م، ويطل على عدة جبال قريبة كجبل الأقرع من جهة وأم الدرج من جهة أخرى، ومن قمته المشرفة ترى كثيرا من التجمعات السكانية كالكثة والقرمية وغيرها من بلدات جرش، الجبل ذو طبيعة حرجية تنتشر فيها أشجار معمرة متنوعة، وفي سفحه تقع عين ماء عيصرة، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى أحد الشيوخ الزهّاد واسمه طرون وله مسجد باسمه في المنطقة.

أشجار اللزاب في جبل طرون

البيئة والتنوع النباتي 

يشكل جبل طرون بأشجاره محمية طبيعية بغطاء كثيف من الأشجار الأصيلة التي تعتبر جزء من الإرث البيئية، وأكثر هذه الأشجار انتشاراً هو السنديان ومعظمه من الأشجار المعمرة القديمة، كما ينتشر في الجبل شجر القيقب المعروف لدى السكان باسم (عنب البوبو) لتشابه شكل ثمره الأخضر مع قطوف العنب، وتنتشر فيه أنواع كثير من الصنوبريات أشهرها وأكثرها عرضة للخطر اللزاب، فهو من الصنوبريات غضة الفروع سهلة القطع التي لا تنمو فروعها بعد القطع، ونرى في عدة أماكن أشجاراً عالية ومعمرة من الصنوبريات، كما تنتشر أصناف كثيرة من الشجيرات الشوكية الصغيرة.

وفي سبيل المحافظة على كنز طرون البيئي، لم تشقّ في الجبل أي طريق معبدة تساعد في وصول المركبات إلى قمته، وهذا يقلل من خطر التحطيب الجائر الذي تتعرض له الأحراش، ولكن لمنع حوادث الحرق واشتعال الأحراش التي تكثر في الصيف، تم شق طريق بسيط غير معبد يساعد على وصول فرق الإطفاء وتقليل خسائر الحرائق وإيقاف انتشارها.

الحشائش النامية في المساحات الفارغة نتيجة للحرائق في طرون

خربة طرون

في قمة الجبل منطقة تمتاز برجومها الحجرية، ويظهر فيها آثار لحفريات أجريت في وقت ما، وهذه الحجارة تعود إلى مقام بني على قمة الجبل للشيخ الزاهد طرون، ولا تزال موجودة هناك، وقد تعرض بعضها للطمر من جديد.

بقايا حجرية من خربة طرون

خاتمة

جبل طرون ورغم تعرضه لكثير من الأحداث الطبيعية والاعتداءات البشرية التي قللت من كثافته الشجرية، إلا أنه لا يزال جنة خضراء تستحق الجهد في الوصول إلى قمته، وتستحق اهتماما أكبر بالتعريف به، فهو ثروة بيئية وسياحية لا تقدر بثمن، كما تعتبر الأشجار الموجودة في الجبل من الأشجار ذات الأهمية على صعيد الحفاظ على الإرث الشجري.

 

المصادر والمراجع

العدوان، مفلح(2008)، بوح القرى، ج2، مركز الرأي للدراسات

حريق غابة طرون – جريدة الدستور– تم النشر في 17-9-2003 تم الاطلاع عليه في 21-8-2019

زيارة ميدانية

 

جبل طرون

مقدمة

تستلقي على مدّ البصر بثيابها السوداء التي تفيض سؤدداً ومجداً، تلك البادية التي كانت حاضنة للتاريخ، وكتاباً اسودّت صفحاته بنقوشات تركها أجدادنا الأردنيون كعلامات تهدينا إليهم، وحجارة حفظت الأمانة فخبأت نقوشاتهم حتى وصلتنا رسائلهم الساحرة بخطوط قديمة رغم أننا لم نعتدها، إلا أنها حقا تشبهنا، في الحرّة الأردنية لا تدع سحر المنظر يأخذك بعيدا عن سحر الحضارة التي حفظتها في نقوشها ورسوماتها، ارفع بصرك عن حجارتها السوداء لتلتقي عيناك جبل قرمة، الذي احتضن ما يزيد على 5000 نقش قديم محمّل برسائل أجدادنا الأردنيين.

الموقع والتسمية

يقع جبل قرمة على بعد 30 كم شرق مدينة الأزرق في حرة راجب، والحرة هي صخور بازلتية سوداء قديمة جداً، تكونت نتيجة نشاط بركاني في المنطقة، وعدة اندفاعات بركانية، وتشير الدراسات الجيولوجية إلى أن المنطقة تشكلت إثر ستة اندفاعات جيولوجية، كونت في أحد أطوارها معظم الصخور البازلتية في شرق الأردن، باندفاع بازلتي يبلغ سمكه 25 متراً أو أكثر، ويرجع إلى الفترة ما بين الميوسين – البلايستوسين.

وترجع تسمية جبل قرمة إلى شبهه بقرمية الحطب، أي الحطب الثخين الذي يستخدم للتدفئة، ولأنه يظهر من مسافات بعيدة، ثم عمم ذلك ليطلق على جميع الجبال المحيطة به فسميت جبال قرمة.

جبل قرمة والحرة الأردنية – مشروع جبل قرمة

البيئة والمناخ

يمتاز مناخ الحرة الأردنية وجبل قرمة، بأنه جافّ بنسبة هطول قليلة جدا، ولكن الطبيعة البازلتية للمنطقة تحولها إلى مخازن جوفية ممتازة للمياه، فتنبثق حول جبل قرمة العيون المائية في الوادي المجاور له، وادي راجل الذي يمتاز بعمقه ويحتوي كثيرا من الغدران التي كانت تحفظ المياه من فصل الشتاء لغاية الفصل الثاني من العام.

تشير كثير من الدراسات الآثارية إلى أن منطقة الحرة الأردنية كانت منطقة خصبة، مليئة بالتنوعات الحيوانية والنباتية وهذا يدل على أن أجدادنا الأردنيين القدماء تمكنوا من استغلال الصحراء بمناخها القاسي، وتحويلها إلى بيئة منتجة.

ورغم المناخ السائد وطبقة الصخور البازلتية التي تغطي أرض الحرة، إلا أنها تحتوي على كثير من الأعشاب العطرية والرعوية والنباتات البرية التي تمتاز بفوائدها العلاجية كالحنظل والكراث والمحروت (الجزر البري) والبابونج والجعدة والصبر والخبيزة.

مقابر حجرية قديمة

اكتشفت المسوحات الأثرية التي أجريت ضمن “مشروع المناطق الأثرية في جبل قرمة” مقابر حجرية يرجع تاريخها إلى أكثر من 4000 عام، وهي حوالي 50 مجموعة من الركام الصخري والمدافن، التي تشير بشكل واضح إلى أن المنطقة كانت مأهولة بالسكان قديما، وإن كانت وعورتها حالياً لا تسمح لأعداد كثيرة من السكان بالاستقرار فيها.

تغطى كثير من المقابر بأكوام من الحجارة تدعي “كيرنز”، وتظهر في المواقع المجاورة للجبل بعض المقابر البرجية التي كان يعتقد في البداية أنها تدل على المكانة العالية، لكن كثرتها وانتشارها ينفي هذه الفرضية، ويلاحظ أن بعض القبور قد بنيت بحجارة تزن أكثر من 300 كلغ، يعتقد أنها عائدة في تاريخها إلى أواخر الألفية الأولى قبل الميلاد.

مقابر حجرية – غدي نيوز

النقوش الصفوية

من أثمن الكشوفات الأثرية وأكثرها قيمة اكتشاف النقوش الصفوية، وهي نقوش قديمة ترجع إلى أحد فروع اللغة العربية الشمالية القديمة التي تشير الدراسات انها كتبت بنسخة متأخرة من الخط النبطي ويرجح أن تكون تطورت عن النطبية، وتنتشر هذه النقوش في البادية الشمالية الأردنية بكثرة كون معظمها يعود لفترة الأردنيين الغساسنة، وتقدم معطيات وملامح حضارتهم، وتسمى بالكتابات الصفوية نسبة إلى منطقة الصفا وهي منطقة تمتد من البادية الشمالية الأردنية إلى حوران الأردنية وصولاًُ لدمشق التي كانت لفترات متقطعة جزء من امتداد الممالك والحضارات الأردنية القديمة.

وقد بدأ الاهتمام بهذه النقوش منذ عام 1858 حيث لفت الرحالة البريطاني جراهام الأنظار إلى بعض النقوش التي نسخها ونشرها في كتابه الذي يصف فيه رحلته، وتتابعت الرحلات الاستكشافية بعدها، وبدأت العملية الاستكشافية تصبح أكثر تنظيما في ثمانينات القرن الماضي، حتى وصل عدد النقوش المكتشفة في جبل قرمة حتى الآن إلى ما يقارب 5000 نقش.

تتضمن معظم هذه النقوش وصف يوميات الأردنيين القدماء في تلك المنطقة، كما أن هناك بعض الرسومات لحيوانات أليفة كثيرة كالغزلان والخيول، وفي ذلك إشارة إلى الكائنات التي كانت تعيش في البادية الشمالية قديما، وتحتوي هذه النقوشات على ذكر لكثير من الأعلام التي لا يزال الأردنيون يتسمون بها حتى الآن دون وعي لانتقال هذه الأسماء إلينا عبر تراكمية متوارثة من أجدادنا الأوائل.

وتضعنا هذه النقوش أمام مسارات جديدة وتحولات كبيرة في المعرفة المتوارثة التي تفيد بأن اللغة العربية قد بدأت وانتشرت من الحجاز، فنرى النقوش الصفوية غيرت هذه الوجهة فأعادت أصل اللغة العربية إلى القرن الرابع أو الثاني قبل الميلاد، كما أرجعت أصلها المكاني إلى البادية الشمالية الأردنية التي كانت منطلق اللغة إلى الحجاز وشبه الجزيرة العربية.

نقوشات صفوية – مشروع جبل قرمة

خاتمة

ما تزال البادية الشمالية الأردنية تفيض بنقوشها ورسوماتها التي تحمل الكثير من الحقائق الغائبة والمجهولة لمدة طويلة، وما يزال الأردنيون يمتلكون كنزاً مكوناً من آلاف النقوش التي احتضنها جبل قرمة، بإمكانها أن تغير تصور العالم عن الماضي، وأن ترسم بالتأكيد شكلاً آخر مشرقاً للمستقبل الأردني.

المصادر والمراجع

 حسن، يحيى (1987): كتابات صفوية في جبل قرمة، دراسات المجلد 14 العدد 10، الجامعة الأردنية

الروسان، عاطف (2007): الحرة الأردنية الصفاوي، وزارة الثقافة

عابد، عبد القادر (2000): جيولوجية الأردن وبيئته ومناخه، منشورات نقابة الجيولوجيين الأردنيين.

بحث إرث الأردن : من النبطية إلى العربية

غدي نيوز  اكتشاف مقابر حجرية أثرية  تم نشره في 16 تموز 2017 تم الاطلاع عليه في 3 آب 2019  

جبل قرمة

Scroll to top