أول صحيفة أردنية

عند وصول الملك المؤسس عبدالله بن الحسين عام 1920 إلى معان بعد التفاف شيوخ العشائر الأردنية حوله ودعوته لقيادة حركة التحرر الوطني الأردنية، أصدر جريدة (الحق يعلو) في معان مكتوبة بخط اليد وتتكون من عامودين عريضين، وتحتوي مقالات متنوعة، وخاصة فيما يتعلق بالأوضاع السياسية وشؤون الحرب في ذلك الوقت بالإضافة إلى أخبار قصيرة عن أشخاص معروفين بنشاطاتهم الاجتماعية وتحركاتهم . وكان جلالة المغفور له الملك عبدالله يوزعها على جنوده من رجال الثورة العربية الكبرى الذين التفوا حوله، وذلك لتكون صحيفة جديدة تحمل أخبار الحرب معنونة بأنها عربية ثورية تصدر مرة كل أسبوع.

و خلال إقامة الأمير عبد الله بن الحسين في معان صدرت أربعة أعداد خلال شهر كانون الاول 1920 و كانون الثاني 1921 و شباط من العام نفسه، أما العدد الخامس فقد صدر في عمان بعد انتقال الأمير عبدالله إليها ثم توقفت عن الصدور وظهرت صحف جديدة مثل الشرق العربي، وتعتبر هذه الصحيفة أول صحيفة صدرت في الأردن، وعمل على تحريرها السيد محمد الأنسي، والسيد عبداللطيف شاكر .

e4ae1d2cdcfbf570cb66d75033e91102d912cf2a

أما جريدة الشرق العربي والتي عدّت الجريدة الأولى بعد تأسيس الإمارة الأردنية لتكون استمرارا وحاملة لإرث وفكر صحافة الثورة ومسيرة النهضة الأردنية، وكانت تقبل المقالات العلمية والفنية والادبية ، وذلك بموجب قانون تأسيس الجريدة الرسمية المؤرخ في 31/5/1923م رقم (148) والذي جاء في خمس مواد اهمها:

المادة (1): تؤسس جريدة رسمية في منطقة الشرق العربي باسم (جريدة الشرق العربي).

المادة (2): تدار هذه الجريدة من قبل مدير مرتبط بإدارة المالية ويُعيّن له مساعدون عند الاقتضاء.

المادة (3): تنشر هذه الجريدة أسبوعياً في الحال الحاضرة ويمكن اصدارها مرتين في الأسبوع.

وجاء في افتتاحية العدد الاول ( والقلم وما يسطرون، إن هذه إلاْ صحيفة نبدأ بنشرها في مطلع فجر جديد، وفي يوم هزت بشائر الاتحاد العربي القلوب متطلعين بنور الأمل إلى صاحب الجلالة الهاشمية (الحسين بن علي) منقذ العرب والساعي لتأسيس وحدتهم وجمع كلمتهم والنهوض بهم إلى مصاف الأمم الحية ).

وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها على أنها ستقوم بمهمة نشر الإعلانات والأوامر والأنظمة التي ستقررها حكومة الإمارة الأردنية، وقد أفرد العدد الأول من جريدة الشرق العربي مساحة كبيرة منه لمراسيم استقلال الإمارة الأردنية والذي كان برعاية الملك المؤسس عبدالله بن الحسين طيب الله ثراه.

SAM3942

 وقد اتسمت ( الشرق العربي ) ببساطة المظهر والترتيب وكتبت مقالاتها وأخبارها بأسلوب رصين، فاتسمت بالأسلوب الراقي والجد والرزانة، وعلى الرغم من أنها جريدة رسمية إلاّ أن أعمدتها كانت حافلة بالمقالات التي تعالج القضايا الوطنية والقومية والإسلامية وحتى الإنسانية، فهي لم تكن مجرد جريدة محلية رسمية بل كان مجال اهتمامها يتعدى نطاق الأردن كما تعدى نطاق الإعلان عن الأنظمة والقوانين فقد تفاعلت مع القضايا القومية المطروحة بجرأة وكان على رأسها المشروع النهضوي الهاشمي وقدمت سجلا حافلا لنشاط الشريف الحسين بن علي قائد النهضة العربية أثناء زيارته إلى الأردن، وقد بينت لنا الجريدة من خلال أعدادها بشكل عام بدايات النهضة التعليمية والاقتصادية والزراعية والاجتماعية في إمارة شرقي الأردن والتي تمثلت بإنشاء المدارس والمعاهد وإقامة المشافي وتنظيم الأحوال العامة من خلال الارادات السنية التي استهدفت تحسين الأوضاع الإقتصادية والاجتماعية والصحية .

 وقد تولى إدارة الجريدة والكتابة بها السيد محمد الشريقي بالإضافة إلى عدد من الأدباء والمفكرين والشخصيات أمثال محمد طاهر الحسيني، محمود الكرمي، حنا القسوس، الدكتور ناجي الأصيل، محمد المحيسن، ومحمد نديم الملاح… وآخرون.

المراجع

محمد ربيع الخزاعلة ، الأوائل في تاريخ الأردن الحديث ، ص 119 ، 2003.

مدخل الى الاعلام العسكري نقلاً عن مجلة الاقصى العدد 773 مقالة للواء عبدالمجيد المهدي.

الرحلة الملوكية الهاشمية، محمد يونس العبادي ص29.

أميمة بشير شريم ، الصحافة الأردنية ، وعلاقاتها بقوانين المطبوعات والنشر (1920-1983) ، ص 23.

Scroll to top