المساجد الأردنية القديمة: مسجد حِبراص

مبنيا بالكامل من حجارة آثار رومانية وبيزنطية، يطل مسجد حبراص الأموي القديم ليكون شاهدا على العصر الإسلامي في شمال الأردن. حبراص أو “حابي حورس” بالفرعونية هي قرية في لواء بني كنانة في إربد. غزاها الفراعنة في القرن السادس عشر قبل الميلاد واكسبوها اسمه الذي نتداوله حتى اليوم.

مسجد حبراص في لواء بني كنانة وتظهر زاوية من زوايا المسجد المتبقية. حقوق الصورة للباحث نادر عطية

لمسجد حبراص معمارية متميزة، فكل حجر فيه كان جزءا من بناء روماني أو بيزنطي قديم. وعلى الرغم من ذلك، يحتفظ المسجد بطابع معماري أموي متميز حيث رصفت أرضيته بالحجارة على الطريقة الأموية ذاتها المستخدمة في تبليط أرضية مسجد جرش الأموي.

يقوم سقف المسجد على أعمدة بيزنطية مزينة بتيجان مزخرفة. وبيت الصلاة مستطيل الشكل ولجدار القبلة فيه ثلاثة محاريب بقي منها اثنان. وقد نحت أحد هذه المحاريب في الصخر. أما المئذنة فكتب في تأريخها دكتور علم التاريخ الأستاذ محمد حتاملة :

” أما مذئنة المسجد فهي مربعة الشكل ومتصلة بالجزء الشرقي من الجدار الشمالي للمسجد، ويبلغ طول ضلعها أربعة أمتار وأربعين سنتيمترا، المئذنة أو صومعة المسجد بنيت في عهد المماليك وقد أمر ببنائها السلطان منصور قلاوون.. 686 هجري/ 1278 ميلادي. وقد أنيطت مهمة الإشراف إلى أحد مماليك السلطان وهو لؤلؤ المنصور الحسامي ويستدل على ذلك من نقش موجود على لوحة تأسيسية مؤلفة من حجرين يبلغ طولها 133 سم وعرضها 46 سم، وينص النقش على ما يلي: بسم الله الرحمن الرحيم إنما يعمر مساجد الله من كان يؤمن بالله واليوم الآخر أمر بعمارة هذه المئذنة المقر الأشرف الحسامي طرنطاي  المنصوري (نائب) السلطنة بتولي العبد الفقير إلى الله لؤلؤ المنصور الحسامي في ظهر  صفر  سنة ست وثمانين وستمائة”

إطلالة على بقايا مسجد حبراص بعد الزلازل التي ضربت المنطقة ويظهر يسار الصورة المحراب المجوف. حقوق الصورة للباحث نادر عطية

تهدمت الكثير من معالم مسجد حبراص بفعل العوامل الطبيعية كالزلازل التي ضربت المنطقة ولكن أعيد ترميم المسجد من قبل أهالي القرية في عهد الاحتلال العثماني والعصر الحديث.

المراجع:

  • الدرادكة، فتحي (1998) القصور والمساجد الأموية في الأردن، دراسة منشورة.
  • غوانمة، يوسف (1986) المساجد الإسلامية القديمة في منطقة عجلون. منشورات مركز الدراسات الأردنية: جامعة اليرموك
  • حبراص.. زيتونها المبارك يحمي مسجدها الأموي، صحيفة الراي: 2017
Scroll to top