تُبنة

هي قرية أردنية في محافظة أربد على بعد 25 كم جنوب غرب أربد ، تعتبر من أقدم قرى الشمال، تقع على تلة مرتفعه تسمى العلالي وعلى اطرافها وأيضا على اطراف .جبل عالي ارتفاعه 900 م فوق سطح البحر يسمى جبل العجمي الذي يعتبر اخر جبال عجلون لجهة الشمال

ومن الاثار الموجودة في منطقة تُبنة :1-المسجد الزيداني 2-قلعة الزيادنة التي بناها احمد بن ظاهر العمر الزيداني  3- مسجد كليب الشريده القديم  4- البركه  5- سور تبنه الذي يدل على استقلالها بذاتها

  قال ياقوت : تبنى بالضم ثم السكون وفتح النون.[1]

ومن الشعر الذي قيل في تُبنة:[2]

فلا زال قبرٌ بين تبنى وجاسم  عليه،من الوسميِّ جوْدٌ ووابلُ

[1] الاردن في موروث الجغرافيين والرحالة العرب ،صفحة118

[2] ياقوت،معجم االبلدان14:2

مصدر الصورة من منتدى الوية الكورة

تُبنة

أذرح

أذرح والجرباء

أذرح :قرية اردنية تتوسط جبال الشراة ،تقع الشمال الغربي من معان بينها وبين الشوبك[1]

ذكرهما ياقوت فقال ، اذرح اسم بلد من أعمال الشراة ثم نواحي البلقاء وعمان ، والجرباء كذلك ولا تبعد احداهما عن الثانية كثيرا وبينهما تم التحكيم بين أبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص في الحادثة التاريخية المشهورة على أصح الروايات[2]

وقد وصفهما الشيخ حمزة العربي ، فقال : أذرح ماء يسقي مزارع وأراضي في منتصف الطريق بين الشوبك ومعان وفيها أطلال قلعة قديمة واثار وابنية ما تزال ماثلة تدل على أن هذه القرية كانت آهلة بالسكان في العصور السابقة . اما الجرياء فهي قرية أثرية بينها وبين أذرج ميل واحد إلى الشمال وبين أذرح والجرباء تلة شاهقة .تسمى إلى هذا اليوم بالأشعر ولعلها كانت منزلاً لأبي موسى الأشعري يوم التحكيم[3]

ومن القصيد الذي قيل فيها

ولما نزلنا بالحبال عشيًّةً     وقد حُسبتْ فيها الشًّراة وأًذْرح[4]

كان ابا موسى عشيًّةً أذرح   يُطيف بلقمان الحكيم يواربُه[5]

المصادر:

[1] الاردن في موروث الجغرافيين والرحالة العرب ، صفحة10

[2] معجم المنسوبين الى الديار اللاردنية في المصادر التراثية ،صفحة51

[3] معجم المنسوبين الى الديار اللاردنية في المصادر التراثية ،صفحة51

[4] ابو عبيد البكري،معجم ما استعجم130:1

[5] ياقوت معجم البلدان 130:1

أذرح والجرباء

الحارث بن عمير الأزدي

بعثه الرسول ( ص ) بكتاب الى صاحب بصرى . فعرض له شرحبيل بن عمرو الغسانى فأوثقه ثم ضربت عنقه بمؤتة فوجه النبي ( ص ) الى أهل مؤتة جيشا هو الذي حارب في الغزوة المشهورة بغزوة مؤتة .

ضريح الصحابي الحارث بن عمير الأزدي، يقع في لواء بصيرا جنوب مدينة الطفيلة في الأردن، على الطريق الرئيسيّ باتجاه محمية ضانا والبتراء، وهو عبارة عن بناء حديث مع مسجد يوجد في داخله قبر الصحابي الحارث بن عمير الأزدي رسول النبي محمد إلى أمير بُصرى الشام حيث اعترضه في طريقه شرحبيل بن عمرو الغسانيوقتله، مما أدّى ذلك لوقوع غزوة مؤتة.

ويشهد المقام حركة سياحية من قبل الأفواج السياحية المتجهة إلى ضانا والبتراء تقدر بحوالي 50 ألف زائر سنويا حسب إحصائيات وزارة السياحة والآثار في حين كان يتكون المقام من غرفة فيها مسجد ويحوي قبورا لخدام المقام الذين كان آخرهم حذيفة وحماد .

112fifo

المصادر:

معجم المنسوبين الى الديار الاردنية في المصادر التراثية صفحة326

( تاريخ مدينة دمشق ١١/ ٤٦٤ )

مصدر الصورة من موقع منديات لكِ

جريدة الدستور،29-8-2010

صورة الضريح جردية الرأي

الحارث بن عمير الازدي

1-اسم السلاح : Bergmann LMG15nA Machine Gun

2- الصناعة : المانية

3- تاريخ الصناعة : 1918

4- اسم المخترع : الكابتن جيمس برغمان

5- استخدم هذا الرشاش في الدول التي خضعت لاحتلال الدولة العثمانية  و تحديدا ضد مقاتلي الثورة على الأرض الأردنية، ومن قبل شركة Afule )

6- في الوصف الخارجي لهذا الرشاش فمن المعروف أنه مصنوع من الفولاذ والخشب

7- الوزن : 12.8كيلو غرام

8- الطول : 1.120ملم

9- معدل اطلاق النار : 500 طلقة في دقيقة

10- تبلغ سرعة الطلقة عند خروجها من الرشاش 890 م/ث

11-المدى 2200 متر

وهذه صورة عدد من جنود جيش الثورة العربية الكبرى وامامهم مجموعة من الرشاشات والمدافع التي غنموها من القوات العثمانية وحلفائها ، في معارك الطفيلة .

صورة توضح وجود رشاشBergmann LMG15nA Machine Gun في ايدي قوات العشائر الاردنية

Bergmann LMG15nA Machine Gunرشاش

الرشاش لويس MK1

الصناعة : بريطاني تم صناعة هذا الرشاش في تاريخ 1911 وتم البدء بأستخدامه في تاريخ 1914 وصاحب التصميم لهذا الرشاش هو اسحاق لويس والشركة المصنعة لهذا الرشاش هي شركة برمنغهام .

 ويستخدم هذا السلاح على 3 نطاقات من الخدمة السلاح الجوي والبحري والبري

 يصل معدل اطلاق الرصاص من هذا الرشاش في الدقيقة الى 500-600رصاصة ، اما سرعة الرصاصة تصل الى 2440 قدم في الثانية (740 م / ث)، اما عن نظام تغذية المخزن في الرشاش يصل من 47 او 97 طلقة في المخزن الواحد

الوصف الخارجي للرشاش : خشب وفولاذ

الوزن و الطول : يبلغ وزن الرشاش 13 كيلو غرام ، اما الطول فأنه يصل الى 1.280متر والعرض 110 متر

من مميزات هذا الرشاش انه يوجد غطاء موجود على طول انبوب الرشاش يعمل على تبريد الرشاش ، رشاش لويس كان يشتغل على نظام ضغط الغاز بحيث يقود زناد الرشاش الى خلف الرشاش اتجاه ضغط الغاز.

مخزن الرشاش

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نلاحظ صورة الرشاش لويس اعلى الطائرة المتواجدة في منطقة القويرة في الاردن
رشاش لويس اعلى الطائرة عند استخدامه في الحالات الجوية

رشاش لويس mk1

1-أسم البتدقية: Gewehr 98

2-الصناعة : المانية

المصمم: بول ماوزر

3-أستخدمت من تاريخ 1898-1935

4- عدد القطع التي تم انتاجها من هذه القطعة في تاريخ الانتاج 5000000قطعة.

5- يبلغ طول البندقية 1.25متر.

6-سرعة إطلاق الرصاصة :  878 م / ث

7-المدى عند إطلاق الرصاصة : 500 متر

8-الوزن (4.09كيلو غرام)

9-المخزن : يتسع الى 5 طلقات

 هذا النوع من الأسلحة تم اصداره من قبل وحدة المدفعية الألمانية خلال الحرب العالمية الأولى. وتم تصديره الى دول كثيرة منها بلجيكا والمكسيك والمانيا النازية اسبانيا وما يهمنا انه تم تصدير هذا النوع من البنادق الى دولة الاحتلال العثماني حيث تم تقديم اعداد كبيرة من هذه البندقية الى دولة الاحتلال قبل الحرب العالمية الاولى وبعدها حيث يتم تميز البندقية التركية من خلال الهلال المختوم على البندقية

 ومن الاضافات التي يمكن ان يتم اضافتها على السلاح حربه في مقدمة البندقية

نوع الحربة التي يتم اضافتها على البندقية

 

مشط البندقية والذي يتسع الى 5 طلقات

 

قوات الثورة تصل دمشق

Gewehr 98

كذبة لورانس الجزء 5

تمهيد

بعد وصول لورانس لقيادته في السويس وكتابة تقريره المليء بالأكاذيب وسرقة بطولات غيره ونسبها لنفسه كما أوضحنا في “كذبة لورانس الجزء الرابع” ، لم تقتصر محاولاته التسلق على بطولات القادة والأبطال العرب وتضحياتهم فحسب، بل تعدت ذلك للتسلق على أكتاف قادته من الضباط الانجليز المسئولين عنه من أبناء جلدته، فتراه منحنياً يتذلل للضابط كلايتون قائلاً بكل افتراء وكذب: “لقد استوليت على العقبة وافتتحت منطقة واسعة وجبهة جديدة على العدو سكبت روحي وأعصابي في هذا العمل وأطالب بثمرة أتعابي ، وأريد أن أكون الضابط المسؤول حتى أستطيع أن أضع عبقريتي في خدمة المجهود الحربي، وسترى أنني لن أخيب ظنكم”.

لورانس . . . عقدة الهوس بالسلطة

ورغم هالة العظمة والعبقرية التي حاول لورانس اختلاقها وإحاطة نفسه بها، وحجم الكذبة التي لا يتوقعها أحد من شخص يعمل في المجال العسكري لهول هكذا مخاطرة، مما جعل الخدعة تنطلي على قادته، ومع كل هذا فإننا نلاحظ التحجيم الواضح له حيث جاء رد كلايتون على طلب لورانس المهووس بالسلطة : “إن أنظمة الجيش لا تسمح بمنح المسؤولية لمجرد ضابط برتبة كابتن (رائد) ، بينما يحمل رئيس البعثة رتبة كولونيل (عقيد)” ، ولكنه وعد لورانس بأنه سيكون نقطة اتصال ما بين القيادة البريطانية وقيادة الثورة.

1918-Mar-Cairo-TEL,Hogarth,Col
لورانس مع أحد الضباط المسؤولين عنه ، يسلم التقارير المكذوية و يتلقى الأوامر

 

أوسمة شرف عسكري لم ينلها ولم يمتلكه

أضف إلى ما سبق أن لورانس قد صدّر تقريره حول معارك تحرير العقبة في ذلك الحين بإشارة (سري جداً) فلم يطلع عليه إلا كلايتون وبعض رؤسائه الكبار، وكان من الطبيعي أن يصدق القادة الانجليز ادعاءات لورانس، إذ لم يخطر على بال أحد منهم إن ضابطاً في الجيش يمكن أن يخترع قصة كهذه، ولم يكن أحد منهم يعرف المنطقة وأهلها بحيث يستطيع أن يكتشف الكذبة الكبيرة، وبالنتيجة كانت المكافأة بحجم الكذبة، فتمت ترقية الكاذب لرتبة ميجر (مقدم) ومنح وسام الحمام كما أن الحكومة الفرنسية منحته وسام الصليب الحربي.

 

التسلق للوصول ومحاولة التحول من رسول إلى قائد مسؤول

وخلال شهرين تحول لورانس الذي كان يرجو السماح له بمرافقة الحملة العربية المحضة التي انطلقت لتحرير العقبة ونجحت في تنفيذ خطتها المرسومة، من مغامر ومفجّر ديناميت إلى نقطة اتصال ما بين الثورة والقيادة البريطانية، وذلك بفضل الأكاذيب التي نسبها لنفسه ، فقد غادر العقبة ليستلم مخصصاته وينقل مطالب الشريف ناصر إلى قائد الجيش البريطاني، إلا انه يحاول جاهداً تحويل نفسه فجأة من رسول إلى قائد مسؤول، لكنه  في الواقع بقي مفجر ديناميت، فلم يكن خارج أوراقه أكثر من نقطة اتصال بين القيادة البريطانية وقيادة الثورة.

 

مزاعم خطته نقل قيادة الثورة للعقبة

وانطلق لورانس  إلى جدة كما هو مقرر له للالتقاء بالشريف الحسين الذي كان في ذلك الوقت قد وافق على طلب الأمير فيصل بالانتقال إلى العقبة بعد أن تحقق ما كان يتمناه ويخطط له خلال الفترة التي سبقت معارك تطهيرها، كيف لا وهو الذي كان يرى العقبة مفتاح تحرير المناطق الشمالية الممتدة على مساحة كل من الأردن وفلسطين وسوريا ولبنان، فيما يزعم لورانس في سلسلة افتراءاته أنه صاحب فكرة انتقال الأمير فيصل للعقبة وهو المخطط لذلك، متناسياً كل مراحل لقاء الأمير فيصل واتفاقه مع زعامات المناطق، وعلى رأسهم عودة أبو تايه وعقداء الخيل من قبيلة الحويطات و شيوخ بني عطية و الرولة، وانتدابه للشريف ناصر لقيادة الحملة، عندما كان لورانس في حينها واقفاً ينتظر الكبار لينتهوا من كلامهم ووضع خططهم، طالباً منهم السماح له بمرافقتهم لمساعدتهم في تفجير الجسور التي بالغ في ذكر عددها أصلاً ، فكيف بمن طلب السماح له بمرافقة حملة تحرير العقبة، أن يخطط لنقل القيادة إلى هناك ؟!

 

اتهامه لعودة أبو تايه وللحويطات بالخيانة بعد أن سرق انتصارهم

ولم يتوقف المذكور عن تأليف المزيد من الأكاذيب فجعبته تكاد لا تفرغ من مزاعم حتى تبتكر مزاعم أخرى، فهو يقول أنه خلال تواجد في جدة تلقى برقيتين من القاهرة ، مفادهما أن الحويطات على اتصال مع الترك في معان وأن عودة أبو تايه شريك في المؤامرة ، في محاولة لتخوين وتشويه صورة القائد والأبطال الحقيقيين الذي كان لهم الدور البارز والفضل الأكبر في معارك تحرير العقبة الذين لم يكتفي بسرقة انتصارهم ونسبه لنفسه ، بل زاد على ذلك محاولة إلصاق تهمة الخيانة الباطلة بهم، فأي فعل أكثر دناءة من هذا ؟

وبالعودة لما ذكره الباحث سليمان الموسى في كتابه “لورانس والعرب ، وجهة نظر عربية” ، استناداً لمصادره التاريخية كمؤرخ خصص مساحة من أبحاثه وكتاباته لمراجعة الأحداث وتسلسلها ، ومطابقة الوثائق المتعددة مع روايات القادة والأشخاص الذين شاركوا في صنع الأحداث خلال تلك الفترة فإنه يقول حول هذه الحادثة : أن ما حدث هو أن الأتراك اضطربوا اضطراباً عظيماً بعد خسارتهم مواقعهم في العقبة وتحريرها من قوات الثورة العربية الكبرى ، ولما تأكد لديهم أن عودة أبو تايه هو الذي أوقع بقواتهم وأنه العامل الحقيقي وحجر الأساس في هذه الحملة التي أفقدتهم مئات القتلى والأسرى خلال أسابيع، فحاولوا الاتصال بعوده وإغراءه بالأموال والمناصب كي يتحول عن ولاءه للثورة العربية الكبرى ويقف إلى جانبهم، ولأجل هذه الغاية أوفد محمد جمال باشا قائد الفيلق الثامن ثلاثة من أصدقاء عودة من بعض الشيوخ الذين لم يحسموا موقفهم من الثورة ضد العثمانيين بعد، فذهبوا إلى القويرة للتفاوض معه وعرضوا عليه الأموال الطائلة ولقب “أمير الشراه” وهي المرتفعات الشهيرة جنوب الأردن، إن هو قطع علاقته بالثورة وانحاز لجانب الأتراك.

فما كان من عودة إلا أن رفض هذه العروض السخية، وأعلن انه لن ينكث بوعد وعده ولا بعهد قطعه على نفسه ، وأجاب أنه جندي من جنود الثورة يحارب في صفوفها لتحقيق الحرية للعرب وتخليصهم من النفوذ الأجنبي فعاد الرجال الثلاثة إلى القائد التركي وأبلغوه جواب عودة ووقف الأمر عند ذلك الحد، ولو شاء عودة الغدر والخيانة لتغير مسار التاريخ وكان الأتراك وحلفاءهم النمساويين والألمان سيستعيدون السيطرة على المناطق المحررة وأهمها العقبة، فلم يكن مع الشريف ناصر سوى 30 متطوعاً من العقيلات الذين قدموا معه من منطقة الوجه، بينما كان جميع المقاتلين المشاركين في معارك تحرير العقبة من أبناء الحويطات والعشائر الأردنية.

وتزامنت هذه المحاولات الدبلوماسية من الترك ، مع محاولات عسكرية عديدة، فعودة لم  يقبل بعروضهم وانحاز لثرى وطنه ولم يتوقف عن إزعاجهم وإثارة قلقهم ، فها هو يرسل الفارس محمد بن دحيلان أبو تايه ليهاجم الخط القريب من محطة غدير الحاج ( نسف جسراً ونزع 40 من قضبان سكة القطار العسكري)، وأرسل أيضا الفارس عودة بن زعل أبوتايه إلى نواحي بطن الغول (نسف جسرين)، كما أرسل زعل بن مطلق أبو تايه إلى عنيزة (نسف جسراً)، فجن جنون الترك الذين حاولوا تحريض بعض العشائر الأردنية على محاربة العشائر الموالية للثورة كما جاء في مذكرات عودة القسوس، حيث حاول محمد جمال باشا أن يجمع في معان حوالي 500 فارس من الكرك للاشتباك مع العشائر الموالية للثورة، ولكن أهل الكرك سرعان ما فطنوا لمكيدة جمال باشا من أنه يريد إيقاع العداء بين العشائر وهو ما تؤكده النشرة العربية الصادرة بتاريخ 5 آب 1917، التي توضح حجم التلفيق والكذب في رواية لورانس وتوضح انه لم يتوخى الحقائق ولم يقترب منها في أقواله ، فهي تؤكد أن الترك حاولوا إغراء عودة للإنقلاب على الثورة ولكن مجرد محاولة الترك التي لا ذنب لعودة فيها ، انقلبت في كتاب لورانس إلى أمر خطير جداً وهي التهمة بالخيانة، مع أن روايته لا  تسندها المصادر الأخرى بل تكذبها وتفندها !

27
احد القطارات العسكرية منقلب بعد استهدافه ويظهر في الصورة بعض الهجانة من مقاتلي الثورة

صمود عودة والعشائر الأردنية في وجه المحاولات العثمانية لاستعادة السيطرة

استبسل عودة أبو تايه ومن معه من قوات العشائر الأردنية في الدفاع عن المناطق المحررة ضد محاولات العثمانيين المتكررة لاستعادتها وأخذ العثمانيون وحلفاءهم النمساويين والألمان يعدون العدة للدفاع عن معان فحشدوا قواتهم فيها وحفروا الخنادق حولها وجاءوا إليها ببضع طائرات، فكان صمود عودة ورفاقه لمدة شهر ونصف أمام العثمانيين انجازاً عظيماً إلى أن اكتمل الأمير فيصل من إرسال قطاعات الجيش الشمالي ونقل مقر قيادته من الوجه للعقبة، تزامن مع هذا كله، استمرار المناوشات والعمليات ما بين قوات الاحتلال العثماني، ومقاتلي الثورة، الذين أنهكوا عدوهم من خلال عملياتهم ضد خطوط النقل المتمثلة بالسكك الحديدية، حيث نفذوا عدة مهمات لتفجير القطارات العسكرية وغنموا ما فيها من أسلحة ومؤن، وقتلوا وأسروا المزيد من مرتزقة الاحتلال العثماني.

خيال حربي . . مفجر الديناميت يتحول  لمختار ومشعوذ يعالج الحسد والعين والسحر

يزعم لورانس في حديثه عن أحد هذه العمليات التي وصفها برحلة الأيام الستة، أنه فصل في 12 حالة اعتداء بالأسلحة و4 حوادث سرقة جمال، وقضية زواج واحدة ، و14 من حوادث الأخذ بالثأر، وحادثتي إصابة بعين السوء ، وحادثة سحر واحدة ثم تتغير التفاصيل ويعود لورانس ليناقض نفسه في كتاب أعمدة الحكمة السبعة ، فيصبح الزواج طلاقاً ويضاف لما سبق المزيد من المنكّهات، حين يقول أنه كان مصاباً في مؤخرته بعد أن أطلق عليه ضابط تركي الرصاص ، فتخيل عزيزي القارئ هذا القائد الأخطبوطي المتعدد المهام !

52c5cc580c9de7535e826d2f09ad16c9 (1)
لورانس اثناء ممارسة طقوس الشعوذة

 

الكاذب يصل للأزرق ويفشل في وادي اليرموك

في إطار التوسع شمالاً ، توجهت أنظار الأمير فيصل للأزرق التي كانت خارج سيطرة العثمانيين في تلك الفترة من الحرب العالمية الأولى مثل بقية الأماكن الواقعة إلى الشرق من سكة القطار العسكري وازدادت أهميتها بعد انتقال عمليات الثورة إلى العقبة ، فأصبحت الأزرق نقطة اتصال عسكري وتجاري بين جبل الدروز وسوريا من جهة ومركز قيادة جيش الثورة من  جهة أخرى، فاختار الأمير فيصل ، الشريف علي بن الحسين الحارثي لمهمة إنشاء نقطة أمامية هناك لاستقبال مؤيدي الثورة السوريين والدروز الذين غادروا مناطقهم للانضمام لجيش الثورة.

13523972_1705628313022438_690989177_o
أحد جسور اليرموك بدايات القرن الماضي

تزامن مع ذلك استدعاء قائد الجيش البريطاني في مصر للورانس يطلب منه الهجوم على خط الدفاع التركي الممتد من غزة إلى بئر السبع بعد أن فشلت القوات البريطانية في هذه المهمة مرتين ، وهناك يدعي لورانس أن قدرة الثوّار على قطع السكة الحديدية بشكل كامل وتحرير كامل الأراضي الأردنية وتحرير درعا يأتي لضعف العثمانيين وتعاون جميع سكان هذه المناطق، لكنه لا يريد المجازفة بذلك لحسابات عسكرية بعيدة كل البعد عن الواقع الذي يؤكد ان العدو العثماني لم يكن خاوياً نخراً كما يدعي لورانس ، فلو صح ذلك فكيف تمكن هذا الجيش الضعيف من رد البريطانيين مرتين عن أبواب غزة بخسائر فادحة رغم تفوقهم بالعدد والعدة، لكن لورانس حاول تصوير ذلك لغاية في نفسه، وهي عدم قدرته على قيادة مسار قوات الثورة وتوجيهها كما طلب منه اللنبي لأنه لم يكن يوماً قائداً او صاحب قرار في جيش الثورة بل مجرد نقطة اتصال ما بين القيادات ومفجّر للديناميت، ومن هذا المنطلق طلب منه اللنبي ان يحاول قطع خط السكة العسكرية في مكان حساس لقطع الإمدادات عن العثمانيين في غزة، وعاد لورانس للعقبة بعد أن وعد بتدمير أحد الجسور في وادي اليرموك وهو خط المواصلات لإمداد القوات العثمانية ، وفشلت تلك المهمة رغم مساعدة عدد من فرسان ومقاتلي العشائر الأردنية (السرحان وبني صخر) ومعهم الشريف علي بن الحسين الحارثي للوصول بلورانس لتلك المنطقة بعد أن انطلقوا من موقعهم في الأزرق.

جسر بنات يعقوب
أحد جسور وادي اليرموك (يعرف بجسر بنات يعقوب) وتوضح الصورة أهميته الإستراتيجية العسكرية ،  تصوير : سقراط قاحوش – الدائرة باللون الاخضر أراضي اردنية ، والأزرق فلسطين ، والأحمر سوريا

 

 

مشاهد من نهر اليرموك – فيديو لــ : محمود التل

قطار منيفة العسكري . . . عدة محاولات فاشلة قبل التفجير وأفلام هوليودية في كتاب لورانس

بعد فشل مهمة تفجير جسر وادي اليرموك، شعر الجميع بالمرارة وأخذوا بالتفكير في التعويض بمهمة أخرى، فاقترح الشريف علي بن الحسين الحارثي أن يتم تفجير قطار فوافق الآخرون على تفجيره باستخدام أصابع الجيلاتين المتبقية معهم بعد أن نفذ الديناميت في محاولة نسف جسر اليرموك، رغم وجود صعوبة أخرى تمثلت بنفاذ الطعام المتبقي معهم.

قررت المجموعة تنفيذ العملية وان لا يعودوا إلى الأزرق إلا بانجاز فدفنوا ما معهم من المتفجرات في قوس العبارة القائمة عند الكيلو متر 172 في منيفة (بين المفرق والخربة السمراء) وكمنوا ينتظرون القطار المرتقب ، فمر قطار قبل الانتهاء من تركيب الأسلاك، ومر الآخر فضغط لورانس زر التفجير فلم ينفجر ، فانتظروا الثالث الذي كانت إحدى عرباته من النوع الفاخر مزينة بالأعلام ليتبين فيما بعد أن محمد جمال باشا قائد الفيلق الثامن كان مسافراً فيها، ويرافقه أربعمائة من جنود الاحتلال العثماني،حيث اشتبكت المجموعة معهم ثم قامت بالانسحاب.

وعن هذه المعركة يقول لورانس في مزاعمه بأنه بطل خارق؛ أنه كان قريباً على مسافة 50 ياردة من سكة القطار العسكري لحظة تفجير القطار وأنه تعرض للإصابة جراء ذلك واصفاً ذلك بطريقة هوليودية في كتابه حيث يسهب في التوصيف بأن ملابسه تمزقت وتعرض للإصابة وتطاير شعره، بينا نفى ذلك كل من الشيخ عضوب الزبن والشيخ تركي المفلح الزبن اللذان كانا من المشاركين في تلك العملية وأكدا أنهما كانا إلى جانبه عند تفجير اللغم وكانت المسافة لا تقل عن 200 متر.

_69304079_lawrence2
ضوء وظل . . النصف الحقيقي المخفي من كلام لورانس

الثوار ينقذون لورانس من الموت وناكر المعروف يسيء لمنقذيه !

المثبت فعلا هو أن لورانس تعرض للإصابة لكن في تبادل لإطلاق النيران ، وأنه ومع الانسحاب وجد نفسه مرمياً في ارض المعركة ما بين الطرفين وسط تفاجئ الثوار بعدد الجنود الكبير الذي كان يحتويه القطار بعد توقفه وانقلاب بعض عرباته، ومما تجدر ملاحظته هنا ان تسعة من أبناء العشائر الأردنية اللذين افترا عليهم لو رنس قد قتلوا في محاولتهم لإنقاذ لورانس نفسه، وأصيب بعضهم بجراح خطيرة وكاد الشريف علي بن الحسين أن يلقى حتفه أيضاً ، وهذا دليل واضح أنهم أبرياء من التهم التي كالها لهم المغرضون، وأنهم كانوا يحاربون من أجل أهداف سامية وتمسك بالمبادئ والقيم، ولم يقاتلوا من أجل النقود والأمتعة، فلو كانوا يحاربون من أجل ذلك لما واجهوا الموت وخسروا تسعة من رجالهم في محاولة إنقاذ أحد أفرادهم وهو لورانس.

حقاً أن لورانس مدين لفرسان العشائر الأردنية بحياته في هذه المعركة وفي كل خطوة خطاها معهم ، وأن بقاءه حياً رغم كل معاركه وأسفاره معهم لدليل عظيم على وفائهم وطيب عنصرهم وسمو أهدافهم ورفعة نفوسهم وشجاعتهم، وهل أعظم من أن يبذل المحارب نفسه في سبيل إنقاذ رفيقه في السلاح ؟ مهما كان دور هذا الرفيق ثانوياً فلا يضر فرسان عشيرة السرحان عملهم الذي عيرهم به لورانس، بعد أن افتدوه بأنفسهم ولم يتركوه وحيداً في تلك الساعة العصيبة.

المراجع :

  1. لورنس وجهه نظر عربية ، سليمان الموسى، دار ورد للنشر و التوزيع ، الطبعة الثالثة

كذبة لورنس – الجزء الخامس

Scroll to top