th_783247466_ALsaltmohammadJarayda_122_243lo

قوافل العَنّابة: من السلط إلى عَمّان كانت تسير قوافل تحمل أصناف العنب في “سحاحير” خشبية من أجل بيعها في سوق الخضار بجوار السيل في عَمّان. و على هذا الطريق الطويل نسبياً في تلك الفترة، كانت للقوافل استراحتان: الأولى عند (شجرة الحنيطي) و سميت بذلك نسبة إلى أحد رجال عشيرة الحنيطي و كان أجدادنا يتبركون بها إلى أن تم قطعها سنة 1950، أما الاستراحة الثانية فقد كانت عين الماء في صويلح حيث أن أنشط حركة لقوافل العَنّابة كانت في شهر آب… (في آب اقطع القُطُف و لا تهاب)

المصدر: كتاب “تراث البدو القضائي نظرياً و عملياً” للدكتور محمد أبو حسّان- الطبعة الثالثة 2005

قوافل العَنّابة

12265855_10203930978195060_3836039399301429186_o

ثمّن أجدادنا الأردنيون الضيافة غالياً، و من مظاهرها و أعمدتها القهوة، حيث يشرب المعزب ، الفنجان الأول على الملأ ، ليتأكد من سلامة القهوة ومذاقها وجودتها.

وفي العقود الماضية كان لدى شيوخ العشائر الأردنية وبعضهم ما زال لديه حتى الآن ، قهوجي متخصـص يدعى           « الفداوي »  وهو إضافة إلى إتقانه صانع القهوة ، لا بد له من أن يتقن العزف بالمهباش في النجر (جرن بن القهوة ) . ونجر الشيوخ مصنوع عادة من خشب البطم أو الزيتون المشغول والمزخرف بمسامير نحاسية ، طوله بين 50-60 سم، والفداوي الذي يكسر النجر أثناء دق المهباش ، يستحق عند الشيخ  لبسة تسمى (لبسة الجرن) لأن كسره دليل على كرم الشيخ الذي لا تموت ناره ولا يتوقف دق المهابيش في داره .

و لدى العشائر الأردنية ثماني قواعد رئيسية للتعامل مع القهوة، نذكرها تباعاً:

القاعدة الأولى: (القهوة مفتاح السلام و الكلام)، أي أن الضيف و المعزّب لا يأخذان راحتهما بالكلام إلا بعد أن يشرب الضيف فنجان القهوة الأول، فيكون بذلك قد مالَح المعزب و أمن أحدهما الآخر و أخذا حريتهما بالكلام في أمان مطلق.

القاعدة الثانية: (القهوة قصّ مش خَصّ لو كان أبو زيد عاليسار) أي أن تقديم القهوة يبدأ من الجالسين على يمين المعزب الذي يقدم القهوة ثم يستمر باتجاه اليسار بغض النظر عن منزلة الشخص الجالس إلى اليسار. و تكسر هذه القاعدة فقط في حال وجود ضيوف غرباء، حيث يبدأ المعزب تقديم القهوة عندهم، وحينها تصبح القاعدة الأعم والأشمل ( القهوة أولها خص وثانيها قص ) ، أما في الجاهات ، يقدّم أول فنجان لكبير الجاهة ، ثم لأفرادها ، ولكنهم يمتنعون عن شربها، حتى إذا تمت استجابة المعزب لطلب الجاهة ، قال لهم : إشربوا قهوتكو.

القاعدة الثالثة: (فنجان للضيف، فنجان للكيف، و فنجان للسيف) أي أن نِصاب القهوة ثلاثة فناجين. و كان من حق الضيف الداخل إلى بيت أحدهم أن تقدم له القهوة، و إذا لم يحصل ذلك يحق للضيف أن يطالب المعزّب بالحقوق الناجمة عن عدم احترامه.

القاعدة الرابعة: يمسك المعزب أو صبّاب القهوة الدلة بيسراه و الفناجين بيده اليمنى، و يصب القهوة و هو واقف ثم يناولها للضيف بيده اليمنى.

القاعدة الخامسة: يجب على الضيف تناول القهوة بيده اليمنى، ثم أن يشرب و يرجع الفنجان إلى صبَّاب القهوة يداً بيد و لا يجوز أن يضع الفنجان جانباً قبل أن يشرب منه إلا في حالات فنجان الجاهة.

القاعدة السادسة: يستمرّ صبَّاب القهوة بتقديم القهوة عن يمينه للضيوف بعدد الفناجيل التي بيده و بعدها يعود لأول ضيف فيأخذ منه فنجاله و يستمر في تقديم القهوة من حيث توقف، و هكذا حتّى آخر ضيف.

القاعدة السابعة: من المعتاد أن ينحني صبَّاب القهوة أثناء تقديم الفنجال للضيف، و في ذلك زيادةٌ في الاحترام للضيف.يقول المؤرخ الدكتور محمد أبوحسّان :”و أَذكر في ذلك أنني كنت ضيفاً عند أحد بيوت منطقة تقع جنوب مطار الملكة علياء الدولي، و لم ينحنِ صبَّاب القهوة عندما قدّم لي الفنجال، فلاحظ ذلك المعزب و قام بصرفه من البيت و اعتذر لي اعتذاراً خجلت لشدة صدقه و إلحاحه و أبى إلا أن يقدِّم لي القهوة بيده و يقف أمامي إلى أن فرغت منها و هززت له بفنجالي.

القاعدة الثامنة: إذا كان الضيف مشغولاً بالحديث أو خلاف ذلك ينبهه صَبَّاب القهوة إلى وجوده بأن يدق الفنجال بمقدمة الدلّة، و على الضيف أن يهز الفنجال لدى إرجاعه كإشارة إلى أنه لا يرغب بالمزيد، فإذل لم يهزه وجب على الصَّباب أن يعيد الصب.

وهنالك العديد من القصائد النبطية التي تمتدح قهوة البن وتصف صنعها وتقاليدها ؛ ومنها :

يا عاملين البن وسط التراميس

 لا تقطعونه من حشا مرضعاتو

ردوه لامات الخشوم المقاييس

 صفر الدلال اللي عليها حلاتو

 ما عاد شفنا البن وسط المحاميس

يحمس وصوت النجر طوّل اسكاتو

المصادر:

  • كتاب “تراث البدو القضائي نظرياً و عملياً” للدكتور محمد أبو حسّان- الطبعة الثالثة 2005
  • المعزب ربَّاح، ناهض حتر وأحمد ابو خليل، منشورات البنك الأهلي، الطبعة الأولى، 2014، ص438
  • زيارات إرث الأردن الميدانية أثناء مرحلة البحث
  • الصورة بعدسة الصحفي سهم الربابعة

قواعد التعامل مع القهوة لدى الأردنيين

360-630-14078496462

في عام 1934 تم بناء أول دار للسينما لعرض الأفلام وكانت اسمها “سينما البتراء” واستمرت هذه السينما حتى عام 1981. ظلت سينما البتراء الوحيدة في الأردن حتى اقامة سينما الامارة” في مطلع الأربعينيات في شارع الملك حسين قبل أن يشتريها “البنك الاسلامي” كموقع له ما يزال قائماً حالياً.

المرجع:

“السينما والثقافة السينمائية في الأردن” لناجح حسن, عمان, 1988 ص: 10 كما ورد في “الأوائل في تاريخ الأردن الحديث” لمحمد ربيع الخزاعلة

الصورة: موقع (اخبار الناس)

أول سينما

28909_27301

ابتعث الطيار الملازم عامر خمَاش لتعلم الطيران الحربي أواخر عام 1949* في مدرسة الطيران الابتدائي في بكنجهام شير في بريطانيا لمدة سنة واحدة. وعندما عاد كان أول طيار أردني في صفوف القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي.
*المرجع: “الجيش العربي الهاشمي (1908-1979), العميد الركن المتقاعد سيد علي عدوس (الجيش الباكستاني), ترجمة العقيد الركن المتقاعد عبدالعزيز المعايطة, عمان 1983 ص: 208-209 كما جاء في كتاب الأوائل في تاريخ الأردن الحديث لمحمد ربيع الخزاعلة

مصدر الصورة (خبرني)

أول طيار حربي اردني

ebraheem-ghraibeh

ابراهيم الغرايبة

القراءة تبعت الكتابة. ولم تكن الكتابة في بدايتها لأجل الشعر والفلسفة والعلم، ولكن لتنظيم العمليات التجارية؛ وذلك عندما اكتشف الآراميون أنه يمكنهم أن ينشئوا موارد إضافية بنقل السلع من مكان إلى آخر ومبادلتها بأخرى، أو بتطوير الأغذية والمواد المتاحة إلى سلع أخرى ذات قيمة مضافة (الصناعات الغذائية وأساليب تخزينها ومعالجتها والنسيج والصباغة والدواء..)، أو بإنتاج تقنيات جديدة تطور الأعمال اليدوية (السيوف والعربات والسفن الكبيرة وتدجين الجمل..). وقد نشأت حول هذه الموارد مدن وحضارات، وجدت أهميتها ومواردها بالدواوين، وأنظمة إدارية وتشريعية تحتاج إلى كتابة وتوثيق. ثم أنشأت الوفرة مجالا للشعر والفلسفة والعلم.

كانت القراءة الشائعة تتم بصوت مسموع. وقد تعجب القادة والجنود المحيطون بالإسكندر كيف يقرأ بصمت! ويصاحبها في أحيان كثيرة المشي. وبالطبع، ما تزال القراءة بصوت مسموع والمشي يساعدان أكثر على التفكير والتركيز. ويقال: من يفكر كثيرا يجب أن يمشي كثيرا.

وقد تميز العرب والصينيون في العصور الوسطى بحب الكتب والقراءة والمكتبات والولع بها. وفي التاريخ العربي أخبار وقصص كثيرة، طريفة وعجيبة، في عادات القراءة التي تحولت من عادة نخبوية، إلى اتجاه اجتماعي شعبي جارف. وقُدرت متاجر الكتب والنسخ “الوراقة” في بغداد في القرن الرابع الهجري، بحوالي مائة. وكانت تنافسها قرطبة؛ مدينة العلم والشعر، حتى قيل إن في كل بيت في قرطبة شاعرا!

وقد أدى تطوير صناعة الورق في القرن التاسع الميلادي إلى ثورة معرفية. فقد كانت الكتابة قبل ذلك على الجلود (الرقّ) والبردي والطين والحجارة والخشب والعظام والنحاس والمعادن؛ وهي بالطبع عملية معقدة ومكلفة جدا. فالكتب التي كانت غالبا ألواحا أو لفائف من الجلد، تحتاج إلى موارد عظيمة وجهود كبيرة. لنتخيل، مثلا، كتاب الفلاحة النبطية الذي ألفه في القرن الثاني الميلادي قثامى الكسداني، وقال عنه حفيده، بعد ثمانمائة سنة؛ ابن وحشية الكسداني، إن الكتاب عبارة عن ألف وخمسمائة صفحة أو لوح من الجلد، كل صفحة مستقلة بذاتها. وفي القرآن وصف للكتب السماوية بأنها “وكتاب مسطور في رقّ منشور” أو “صحف إبراهيم وموسى” أو “ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة”.

وكان الطبيب الروماني آنتيلوس، في القرن الثاني الميلادي، يعتقد أن من لا يحفظ الأشعار عن ظهر قلب، وإنما يرجع إلى الكتب، لا يستطيع التخلص من العصارات السامة الموجودة في جسمه إلا بمجهود كبير، وبواسطة تعرق فوق العادة؛ في حين أن الناس المتمرنين على التخزين في الذاكرة، يطردون هذه العصارات السامة عبر الزفير.

القراءة بصوت مرتفع، والقراءة بصمت، والقدرة على تخزين المفردات؛ كل هذه قدرات مدهشة تعلمناها بطريقة لا يمكن تفسيرها.

الغد

القراءة: من التجارة إلى التشكيل الاجتماعي

images-187

عقد المؤتمر الاقتصادي الوطني في عمان في 30 حزيران عام 1939 برئاسة الشيخ مثقال الفايز وحضره أكثر من 200 شخصية من وجوه وزعامات الأردن. كان من بينهم دليوان المجالي, خليل المدانات, حديثة الخريشا, ماجد العدوان, حمد بن جازي*. وبحث هذا المؤتمر الحالة الاقتصادية الخانقة للبلاد حيث أنها كانت سنين محل, واتخذوا قرارات من شأنها التخفيف على عاتق المواطن.

*المراجع: ملامح الحياة السياسية في الأردن, عمان, 1998 ص: 52 كما جاء في كتاب الأوائل في تاريخ الأردن الحديث لمحمد ربيع الخزاعلة

الصورة للشيخ مثقال الفايز (اصلاح نيوز)

أول مؤتمر اقتصادي وطني

Scroll to top