1532126_1639349339631831_5338061048401501887_n

الهندباء، أو العلك، أو كما تُلفَظ في الأردن (الهِندبِة، بكسر الهاء و الباء) نباتٌ رائع ينمو في أردننا في عين بويب، وادي الزرقاء، وادي حسبان. نقوم بتحميص جذوره للحصول على مشروب يشبه القهوة في المذاق، إلا أنه خالٍ من الكافيين.

المصدر: النباتات الطبيعية في وادي الأردن – سلطة وادي الأردن
الإسم العلمي: Cicborium itybus Compositae

قهوة اردنية بلا كافيين

11162078_1638355806397851_9216414799347690553_n

مقال منشور بصحيفة الغد بتاريخ 31122007 لأحمد الرواشدة يداعب فيه فكرة الإرث الخاص بالعقبة نعيد نشره للتحفيز على الحفاظ على حفاير النخيل بالعقبة لقيمها التاريخية والاجتماعية والجمالية وكإرث بيئي وكمنظر طبيعي من الإرث الوطني, ولارتباطها بإرث الأنشطة كفلكلور روائي وثقافي.

أحمد الرواشدة

حين كانت العقبة قرية صغيرة تغفو على شاطئ البحر الأحمر منذ ثلاثة آلاف عام، عُرف النخيل مصدرا لصناعة بسطها وسلالها، ومن لحائها جدلت حبال قوارب الصيادين في رحلتهم نحو صيدهم في عباب الأحمر، وإذا كان للعقبة، ما تفتخر به، من بحرها وشاطئها وفنادقها ومرجانها وأسماكها، فإن نخيلها أيضا، مصدر حب أهلها وفخرهم، فهو طعام برهم.

شجرة النخيل هي توأم مدينة العقبة التي ولدت معها، فهي من أقدم شجر المدينة، وواحدة من معالم تراثها وكانت رأسمال اقتصاد سكانها، إضافة إلى ما تجود به رحلات صياديها اليومية في غزوات البحر.
تعود علاقة أهل العقبة وارتباطهم بالنخل وزراعته إلى عهود سحيقة، ومنذ ثلاثة آلاف عام تقريبا، بحسب مؤرخين وباحثين، وكشفت الحفريات الأثرية في”تل الخليفي” غرب المدينة عن وجود أجزاء من حبال مصنوعة من نسيج النخيل تدل على استخدامها في صناعة قوارب الصيد، وبعد انتقال المدينة من موقعها الغربي إلى الشرق “موقعها الحالي” نقل أهالي العقبة نخيلهم إلى هناك فقاموا بزراعته على الشاطئ الشرقي من ساحل البحر.

يقول احد المسنين في العقبة إن “النخلة تحتل مكانا مميزا في تراث أهل المدينة، فهي الشجرة التي يستطيبون ثمرها ومنها يصنعون بسطهم، وهي طعام وفاكهة البر بالنسبة لهم، ترفد ما يجود به بحرهم وماؤهم”.
ويرى الباحث في تراث العقبة عبدالله المنزلاوي أن “النخلة جزء من حياة العقباوي، وهي مع البحر تشكل أساس حياته كلها”، ويضيف أن أهل المدينة لم يكتفوا بزراعتها في بساتينهم، التي كانوا يسمونها “الحفيرة”، بل زرعوها في وسط بيوتهم.

ويضيف “احتلت النخلة مكانتها في قلوب مواطني المدينة، فأطلقوا عليها أفضل أسماء النساء، فنادوها بليلى، وصبحة، وزهرة، وسلمى”، وهكذا بحسب المنزلاوي لم تكن النخلة مجرد زينة في بيت العقباويين، وشوارعهم بل احتلت مكانا في المنزل، ويزيد الباحث الذي أرخ للمدينة وتاريخها “انك لا تكاد ترى زاوية إلا وفيها النخلة أو بعضا منها”، ويستدرك قائلا “ولم لا؟، فهي ظل البدوي قديما في ترحاله، ورطبه الجنية في إقامته، وهي المتاع والأثاث والرياش، فمن سعفها صنع سلال طعامه، وأدوات صيده، ومتاعه، ومن سعفها بنى بيته وعريشه”.

وبحسب مواطنين في المدينة، فإن العقباويين يتفننون في تخزين التمر والرطب، ويحفظ أهل المدينة تمرهم بكبسه ووضعه في السلال و(المراجين) ليكون مؤونة لشتائهم، وتتعدد الصناعات المستخرجة من التمر، فمنه العجوة والتي تخلط بالزعتر والتوابل والسمن والزبد، كما ويصنع منه أيضا الدبس والمعقود والكعك وغيرها من ألوان الأطعمة والحلويات.
ويحفل تراث العقبة بقصص عن النخل ومدى تعلق سكانها به ورعايتهم وإكرامهم لها، حتى أصبح تعلقهم بالنخل جزءا من التراث المحكي في المدينة، حيث يتداول الناس هنا رواياتهم عن فلان؛ الذي لم تثمر نخلته منذ رحيله عن الدنيا، او عن تلك التي لم تصبر على فراق صاحبها فرحلت عن الدنيا برحيله. على ان سقوط النخلة بفعل الرياح أو ظروف أخرى، ليس نهاية مطافها بالنسبة للعقباوي، فإذا ما مالت النخلة، أو سقطت يسارع صاحبها فيحملها إلى بيته، فيعالجها ويغرسها لتحيا من جديد. ويتداول مسنون في العقبة مواساة الناس بعضهم بعضا بوفاة نخلة، وينتظر (العقباوي) التمر من نخلته كما ينتظر المولود، فإذا ما بدت الثمار بالظهور أسرع إليها فقلمها ولقحها بالطلع واعتنى بها حتى ينضج تمرها، ويتحول موسم جني التمر في الصيف إلى عيد وعرس فولكلوري، حيث يعد أهالي العقبة العدة لهذا اليوم ويتجهزون له قبل أيام من قدومه، وإذا ما أشرقت شمس ذلك اليوم خرج الجميع إلى حفائرهم واصطحبوا النساء والأولاد والطعام والسلال، فيتسلق الرجال النخيل وتنشغل النساء بإعداد الطعام ويتراكض الأطفال في الحقول فرحين بهذا العيد، وبعد قطف التمر يتم تجميعه على الحصر، ثم فرزه حسب نوعه وحالته وبعد ذلك يتم تقسيمه على الورثة والشركاء حسب التقاليد المتعارف عليها، وبعد تقسيم التمر يحمل كل واحد نصيبه في سلاله ثم يتفقد جيرانه وأصدقاءه وأقرباءه ممن لا يملكون نخيلا فيدفع إليهم جزءا من نصيبه ثم يتهادون ويتبادلون التمر بينهم، وقد يستمر موسم القطاف عدة أيام، وبعد ذلك تبدأ مرحلة الفرز والتصنيع والتخزين.

ولم يكن موسم القطاف هذا يقتصر على (العقباوية) فقط بل كان يتعداهم إلى جيرانهم من اهل البادية، فهم شركاء أهالي العقبة في النخل، وفي موسم القطاف يتوافد البدو من الصحارى والبوادي المجاورة فيجتمعون في العقبة ويضربون خيامهم وسط المدينة في (سيح أبو سلامة) وهي ساحة وسط النخيل والمنازل، ويوقدون الضيوف نيرانهم ويجتمع أهالي العقبة معهم ويستضيفونهم لعدة أيام، يحيون خلالها ليالي الصيف بالرقص والغناء والسامر والدحية والرفيحي والعزف على الربابة والسمسمية فيتحول موسم قطاف البلح إلى عرس فلكلوري رائع، ويمثل موسم جني التمر مناسبة لاهل العقبة وجيرانهم، للتجارة والبيع، يأتي البدوي بسمنه وماشيته وصوفه فيبيعها لأهالي العقبة ويشتري بأثمانها القماش والأرز والطحين وغيره، كما كانت تعقد في هذا الموسم التقليدي الصفقات التجارية فيفك الراهن رهنه ويبيع البدوي جزءا من بضاعته. وفي الموسم تبرم العهود، وتوثق، وتعقد جلسات الصلح وتسوى الخلافات وتطيب الخواطر، وبعد قطاف البلح يتقاسم الشركاء نصيبهم حسب ما يتفقون عليه فيحمل البدوي تمره ويطوي خيمته ويطفئ ناره وينطلق عائدا إلى مضاربه منهيا بذلك هذا العرس الفلكلوري الجميل، على أمل العودة في العام التالي.

أحب الصياد (العقباوي) النخلة فهي أنيسته في سفره، ففي رحلة صيده تكون البداية من تحتها، يترك جزءا من طعامه ومتاعه تحتها، يحمل بعضه الآخر من تمر وحبال وسلال، وهي آخر ما يودعه من أهله عند ذهابه لرحلة صيده، حيث يجلس تحتها فيجمع متاعه وشباكه استعدادا للصيد، وإذا ما انطلق بسفينته كانت بوصلته في عرض البحر، وإذا ما عاد من صيده، ينزل تحتها متخففا من أعباء، رحلة صيد طويلة.

ولأهالي العقبة مواقف وقصص تراثية مع النخلة يتوارثونها عبر أجيالهم، ومن هذه التراثيات أن تجد (العقباوي) يحدث نخله أو يداعبه، خصوصا عندما يحرث الأرض أو يسقي الزرع، فتراه يغني ويتغزل بنخلته كأنها فتاة أحلامه، ومن أطرف ما روي في تراث أهالي العقبة عن ذلك أنه عندما لا تثمر النخلة لسنوات متوالية يقوم صاحب النخلة بالاتفاق مع أقرانه بتخويف نخلته وحثها على الإثمار بطريقة طريفة حيث يجتمع أقرانه حول النخلة فيأتي صاحبها من بعيد يحمل في يده سيفا فيشهره وينطلق مسرعا نحو النخلة وهو يصيح بصوت عال ويقول “سأقطع هذه النخلة ولن أبقي لها قلبا ولا سعفا ولا جذرا”، فيتراكض أقرانه نحوه ويبعدونه عن النخلة ويدفعونه عنها ويسألونه: لماذا تريد قطع نخلتك؟ فيقول: إنها لم تثمر منذ كذا وكذا ثم يندفع نحوها من جديد وهو يتوعدها ويهددها ويقول “ذروني أقطعها وأتخلص منها”، فيمنعه أقرانه ويقف أحدهم فيقول بصوت عال: أنا أكفلها لك وأتعهد لك عنها بأنها ستثمر في العام القادم وإن لم تثمر فاقطعها وارمها في البحر، فيسكن غضب صاحبها ويتركها. ليأتي في العام التالي وقد أثمرت.

نخيل العقبة: قصص وذكريات محملة بعبق التراث وجودة الثمار

11071445_1619575168275915_2168751642282407786_n

بعد انقراض المها العربي من موطنه الأردن، نجحت إدارة محمية الشومري و الجهود المتضافرة حولها في إعادة هذا الإرث الطبيعي العظيم لنا. حيث نجحت بين سنوات 1984 و 1987 في تحقيق أكبر نسبة إكثار للمها العربي في البيئة البرية في العالم. يعيش المها العربي اليوم في محمية الشومري (في الصورة) و في منطقة محمية من وادي رم.

Source/Photo source: – Mammals of Jordan. Amr. 2nd Edition
Mr Ahmad Al Sha’laan. Manager of Shawmari Reserve (1984-2006 –
Latin name: Oryx Leucoryx

المها العربية في الأردن

13671_1618471368386295_1064020661482886430_n

يعيش في بادية الأردن نوع مميز من السحالي يمتلك رأساً إسفيني الشكل، و غطاءً من الحراشف يمكنه من الغطس في الرمال و السباحة تحتها كما تفعل الحيوانات المائية في الماء.

Source/Photo: Badia:The Living Desert, Amr, Modry, and Al-Shdaifat, 2011
Latin Name: Scincus scincus Meccensis

سحالي اسفينية الشكل

11083842_1617765601790205_2962077317954370471_n

يعيش في الأردن و بالتحديد على أراضي محمية الشومري أحد أنواع النسناس النادرة و المهددة بالانقراض (Marbled Polecat)، حيث تمت مشاهدته سنة 2000. و رغم شكله الظريف، إلا أنه و عند إحساس هذا النوع بالخطر يطلق رائحة قوية تنفر أعداءه.

Latin name: Vormela peregusna
Source: Shaumari Wildlife Reserve, Ecological Baseline Surveys, RSCN, 2000
Photo credit: Laszlo Szabo-Szeley © AVESTOURS

نوع نادر من النسناس في الشومري

11080925_1617714448461987_3260181625963533590_n

تعتبر الأفلام إحدى أهم القنوات لإيصال تفسير الإرث (Heritage Interpretation Channels). من منحى علم اجتماع, بعض الأفلام قد يكون بأهمية كبرى بتشكيل الوعي الجمعي لقضية معينة فعلى سبيل المثال, هتلر استخدم الأفلام لغسيل الأدمغة, بينما استطاع فيلم القلب الشجاع (Brave Heart) أن يسيطر على وعي جيل بأكمله باسكتلندا أدى بنهاية المطاف الى تصويت أغلبية الجيل لصالح الانفصال عن بريطانيا (الانفصال لم يتم لأن نسبة هذا الجيل المشكل وعيه من الفيلم تقل عن الأكبر عمراً كما خلصت دراسة نشرتها البي بي سي).

اليوم أول يوم يعرض به فيلم “ذيب” الذي حاز على أكثر من 10 جوائز عالمية بينها جائزة أفضل مخرج بمهرجان البندقية السينمائي والذي يعد من أهم ثلاث مهرجانات بالعالم مع كان والأوسكار. 

اننا نعرف الجهود التي بذلت على مدار 4 سنوات لاخراج عمل يكون أقرب ما يكون للأردن بعام 1916 في منطقة وادي رم. نجح فريق عمل “ّذيب” مثلاً بالوصول لشكل السماء ونجومها بعام 1916 ووضعوها كما هي في لقطات الفيلم باستخدام مؤثرات تقنية. وفي مثال آخر فقد عاد فريق عمل “ذيب” الى صور من المنطقة لمطابقة اللباس وقصة الشعر والطعام وغيرها. وجلسوا قرابة السنة مع معمرين من المنطقة لمطابقة اللهجة والعادات.

أما الأعمق فإن صلب رواية فيلم “ذيب” هي عن مفهوم الدخالة عندنا فهو يتحدث عن دخيل أتى بطلب يساعده من دخل عليهم في الوصول له في مجريات مغامراتية شيقة. هنا يجدر الاشارة أن مبدأ كمبدأ الدخالة المهدد بالانقراض من الوعي الجمعي تم استحضاره كتفسير إرثي من خلال القناة التسويقية السينمائية وعلى هذا العمق من الادراك نرى أنه من واجبنا الترويج لهكذا جهد قيم مع تنويهنا بأننا لم نحضر الفيلم بعد مع الاشارة أنه يعد بأن يكون بمستوى عالمي سينمائياً بعيداً عن الأهمية الأكاديمية.

فيلم ذيب وتفسير الإرث

11006434_1616777641889001_6316639352345972941_n

الفهد العربي هو أحد الحيوانات الرائعة المهددة بالإنقراض حسب تصنيف IUCN – The Red List، كانت تعيش في وطنها ووطننا الأردن إلى أن تم قتل آخر أنثى و شبلها الأخير عام 1962. الصيد المفرط، و الاستخدام غير الصحيح للمبيدات في الزراعة، و التمدد العمراني أخطار تتهدد أنواعاً أخرى من الحيوانات كانت جزءاً من حياة أجدادنا.

(Latin Name (Acinonyx jubatus venaticus

Photo Credit: By Raúl González Molina (Own work)

الفهد العربي من خسائر الصيد الجائر

Scroll to top